أخذت وسائل الإعلام الحديث وجميع وسائل التكنولوجيا حيزاً كبيراً في مجتمعنا إلى أن أضحت ذات تأثير واضح في أسلوب حياتنا وتفكيرنا وأرائنا في زمنٍ ذا وتيرة متسارعة ومٌتغيرات عدة تحمل في طياتها الكثير من التحديات للمجتمع بأطيافه المتنوعة والمختلفة خاصة المجتمعات المحافظة والتقليدية .
نظراأ للتطور والتعدد الذي تشهده الوسائل الإعلامية والتقنية وهو أمر إيجابي في طياته الكثير من المنح والفرص لهذا المجتمع إن استغلت فيما ينعكس بالخير على المجتمع ومقوماته ، فالإعلام بوسائله المختلفة القديمة والجديدة من قنوات اليوتيوب وبرامج التواصل الاجتماعي وغيرها يُعد قوة مؤثرة ويجب استخدامها وتسخيرها في خدمة البشرية ونشر السلام والمبادئ الإنسانية وقيم التسامح والسلام والحب والتعايش مع الآخر وبما يعزز سبل التنمية ويوسع آفاق الخير لعالمٍ أفضل .
ولكن للأسف يأبى دعاة الشر والفتنة إلا أن يمارسوا عاداتهم وهواياتهم في إحياء الجانب السلبي في كل مجال تجدهم يسعون دائماً إلى محاولة استغلال ما يمكن لتحقيق مطامعهم وأهدافهم التي بالتأكيد تنافي مبادئ الإنسانية و القيم الأخلاقية لكافة الأطياف والمجتمعات ونشر الفوضى ومحاولة زعزعة أمن واستقرار البلدان طمعاً وحقداً ، فقد ظهر مؤخراً ما يسمى بالإرهاب الإعلامي حيث يسعى من يقفون وراءه إلى نشر وتسويق فكر وأخبار الفئات الضالة والمنظمات الإرهابية والمعادية لبلدنا عبر وسائل وشبكات الإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي والتقنية الحديثة .
فالإعلام الآن سلاح في يد هذه الفئات الضالة والمفسدة و ركن مهم في خططهم يسعون من خلاله إلى النفاذ إلى المجتمعات والأفراد لتحقيق مآربهم من استغلال الأحداث في المجتمع لبث السموم الفكرية و المعتقدات الباطلة وزرع بذور الفتنة والشقاق بين أبناء هذا الوطن بطرق منها نشر الإشاعات المغرضة ونشر البلبلة لإشاعة الفوضى و تشجيع التعصب بأشكاله وصوره المختلفة الدينية أو القبلية ومحاولة التشكيك بالدولة وبقرارتها وبرجالها ومحاولة شحن النفوس وتشجيع ودعم كل ما يحقق لهم ذلك ونهجهم دس السم في العسل متذرعين بزعمهم دعم الحريات والحقوق وبحثهم عن الصالح العام وحقيقة ما هم إلا أدوات في أيدي دول وحكومات ومنظمات معادية وطامعة تسعى لتنفيس أحقادها و لا تضمر الخير لهذا البلد وشعبه .
وتجاوز الأمر في نشاطتهم إلى السعي لتجنيد واستغلال أصحاب العقول و النفوس الضعيفة من أفراد المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمساهمة معهم في تحقيق أهدافهم الإرهابية عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فقد قدرت حساباتهم في تويتر فقط بـ 70 ألف يقومون عبرها بإنشاء الوسوم المسيئة لبلدنا ونشر التصورات الخاطئة والانطباعات السلبية والملفقة عنه وغيرها من الممارسات المعادية .
وكذلك سعوا إلى استغلال التقنية لاختراق عقول الأطفال عبر الألعاب الإلكترونية التي تشجع على العنف وغيرها ... فالقائمة تطول فأعدائنا لا يدخرون وسيلة إلا ويسعون لاستغلالها لنشر الانحراف والإجرام والفكر الضال بين شبابنا وأفراد مجتمعنا بدون تمييز بين طفل وطفلة أو شاب وشابة لا يهم صغير أو كبير متجردين من الإنسانية أو أي ضمير في سبيل تحقيق الفتنة والقتل بغير وجه حق والسعي في الأرضي فساداً بكل وحشية .
وهذا يدعونا إلى استشعار المسؤولية لمواجهة الإرهاب الإعلامي والحرب الإعلامية الموجه إلى بلدنا وحجم التحديات التي تتطلب قدراً عالياً من الوعي المجتمعي والتعاون بين أفراد المجتمع كافة لسد أي فراغ يحاول أعداء هذا الوطن النفاذ من خلاله بيننا وأخذ بأيدي بعضنا البعض نحو كل ما يكفل استدامة الاستقرار و الوحدة الوطنية و ينبذ الفرقة والشتات .
التعليقات 1
1 pings
عبدالله فايد البراك
12/05/2016 في 11:32 ص[3] رابط التعليق
سعو الى استغلال التقنية لا ختراق عقول الاطفال
عبر الالعاب الاكترونيه
(0)
(0)