ماذا لو كنت وزيرا للطاقة ؟ سؤال ما زلت أسأله لنفسي وأكرره، بالرغم من أن جوابه معروف لدي إلا أنني سأذكره هنا للتوضيح فقط، والجواب: كنت لبدأت فورا وكأول اختبار لعملي بأن أضع نجاحي فيه من فشلي أمام وطني أولا ليكون مشرقا ومتواكبا مع عصر جديد، ومع شعبي ثانيا ليكون مفيدا ومستفيدا، وأما ثالثا وأخيرا فمع قيادتنا رعاها الله لتكون وفي نهاية المطاف المقيم النهائي لي ولهذا الاختبار، ونظرا لما تتميز به مملكتنا الحبيبة من أماكن كثيرة ومواقع شاسعة وطبيعية لمصادر عديدة ومتنوعة والتي منها مثلا الأودية الغنية بالمياه المختزنة فيها حاليا بفعل وجود السدود والتي لم يتم استغلالها والاستفادة منها بشكل هادف وفعال، حيث مازال البعض منها وبفضل الله ذو فائدة عظيمة في إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، وذلك إن تمت إعادة تخطيطها وبنائها من جديد ليتم استغلالها بشكل طبيعي، وأن تكون ذات فائدة اقتصادية وسياحية في نفس الوقت، مما سيجعلنا الاستغناء الشبه التام عن بعض المصادر النفطية كالديزل مثلا وماله من دور هام ورئيسي في إنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية، وبتطرقنا قليلا حول هذا الموضوع حيث تقدر حصة الطاقة الكهرومائية بنسبة 19 بالمئة من إنتاج الطاقة الكهربائية العالمي (المصدر: الويكي الفرنسية)، وتكمن أهميتها في أنها من مصادر الطاقة المتجددة, والأقل خطرا على البيئة مقارنة بمعامل الكهرباء الحرارية التي تعمل بالوقود العضوي كالفحم, النفط أو النووي، و بشكل عام تعتبر عملية توليد هذا النوع من الطاقة عالية المردود، إذ يصل مردودها إلى نسبة 80% - 90% وأكثر، وهو أكبر قدرة لمحطة توليد مائية موجودة حاليا تصل إلى 18 جيجاوات (سد الصين العظيم)، كما أن المسألة متعلقة بعملية الارتفاع والانخفاض وبوجود الجاذبية وقوة الدفع من أثر الماء المختزن، وكلها عوامل طبيعية مازالت موجودة، ولقمت فورا بنقل الفكرة وتطبيقها بشكل كامل على سدودنا الكثيرة والتي لم يتم الاستفادة منها بشكل صحيح، وكنت سأكتفي فقط بتطبيق هذه الفكرة على أكبر سدين في المملكة كسد وادي بيشة مثلا وسد وادي بيش، ولجعلت من هاذين السدين أكبر مصدرين هامين وحيويين في إنتاج الطاقة أو كما أسميه بـ إثنين في واحد أي في إنتاج المياه المحلاة الصالحة للشرب وكذلك في إنتاج الطاقة الكهرومائية وكون أن الماء ينتج الطاقة الكهربائية، وأيضا لجعلت لكل واحد منهما قناة مائية جارية طوال السنة، لتعطي طابعا سياحيا من أثر ما سيقيم على ضفافها من الاستراحات والخدمات الترفيهية وكذلك من توفير الفنادق المطلة عليها .. الخ، والتي ستفتح للعديد من فرص العمل لتكون ذات مردود اقتصادي عال، إضافة إلى أهميتهما وتحقيقهما للاكتفاء الذاتي والفعلي الموجودان على أرض الواقع، وفي الختام .. فالفكرة ليست كالحلم أو جديدة علينا أو غريبة أو صعبة من حيث التخطيط والتنفيذ، كما أن الدولة وفقها الله قوية بعدالله وقادرة بأن تدفع الكثير والكثير من أجل عمل هذا المشروع الهائل وأسوة في تحقيقها و تنفيذها للعديد من المشاريع الكبيرة والجبارة وهي ليست مشكلة، بل المشكلة الحقيقية مازالت موجودة معنا، وأخص لمن كان مسئول أو وزيرا سابقا ولم يفكر لحظة في نقل وتطبيق هذه الفكرة، وحتى نكون بالجد والعزيمة أن نحقق مثل ما حققوه غيرنا، لنفيد ونستفيد من طبيعتنا ومما خلقه وأوجده الله لنا من مصادر عظيمة كانت ستغنينا وتغني أجيال من بعدنا، ولكن المشكلة هي مع هذا الوزير الذي سيأتي أو ذاك، فوزير قد يأتي لكنه لا يمتلك ولو كجزء بسيط من الإدراك والتفكير والتخطيط ، وهو فرق بينه وبين من يتمنى كأمثالي من البسطاء أو حتى غيري بأن يكون أحدهم وزيرا للطاقة، لأننا مازلنا نمتلك الفكرة والرغبة وكذلك الشجاعة في جعل بلدنا مثالا يحتذى به، وهذا هو المقصد من سؤالي والذي ما زلت أسأله لنفسي بـ : ماذا لو كنت وزيرا للطاقة ؟.
سامي أبودش