لم يكن هذا هو (عنوان المقال) الذي تقرؤونه الآن ، كنتُ قد اخترت له عنوانًا آخر هو (لماذا لا يحبّون الأهلي) ، ثمّ إنني تريثتُ قليلًا وأعدتُ حساباتي من جديد ورأيتُ أنَّ عنوانًا كهذا قد يفهمهُ البعض على أنه رغبةٌ أو (دعوةٌ منّي) أوجهها إليهم لكي يحبّوا الأهلي والحقيقة أنَّ الأهلي (يكفيه محِبّوه) ولا حاجة له بل لا يشرّفهُ على الإطلاق أن يحبّهُ (أمثالهم) .!!
لماذا يكرهون الأهلي .؟
هذا هو السؤال ، (ونحن نعرف) إجابته (وهُم أيضًا) يعرفونها ربما أكثرَ مِنّا لكنهم يعجزون عن التصريح بها شأنهم شأنَ غيرهم ممن يحاولون طمسَ الحقائق التي يعرفها كلُّ مَن عاصرَ تلك الحقبة التي كان الأهلي سَيّدها والمهيمن على كلِّ رياضاتها بلا استثناء .!
الغريب في الأمر هو أنَّ هذه الكراهية لم تعد مقتصرةً على جماهيرهم وإعلامهم فحسب فقد تعدَّت ذلك ووصلت إلى (كُتّابهم) الذين ما فتئت أقلامهم تسيئ إلى هذا الأهلي ، يحشرون اسمَهُ حشراً في كلِّ كتاباتهم وأحاديثهم وكأنَّ ذِكرَ اسم الأهلي والإساءة إليه سيخفف من معاناتهم وأوجاعهم ، لا يذكرون اسمه إلاّ ويتبعونه بعبارة (الفريق الهابط إلى دوري يلو) أو (الفريق الصاعد إلى دوري المحترفين) ، يظنون بذلك أنهم يقللون من شأنه وما دَروا والله أنهم يقللون من شأن أنفسهم (إن افترضنا) جدلًا (أنَّ لهم شأن) .!؟
ختامًا أقول لهؤلاء الكارهين وأمثالهم: (اِكرَهوا) الأهلي كما شئتم وقولوا عنه ما شئتم فسيظل ما فعله بكم غصّةً في حلوقكم وهو بعون الله قادم ليعيد إليكم أوجاعكم وآلامكم فمن كان له ذلك الماضي العريق فهو قادرٌ بإذن الله على أن يعيد نفسه من جديد لصناعة حاضره ومستقبله بصورةٍ متألقةٍ مشرِقه تُسعد أنصاره ومحبّيه .!!