كشفت الحرب الروسية – الأوكرانية عن القوة الحقيقة للعملة ، حيث أظهرت ما يعرف بـ"القوة الوهمية" للعملة ، وأثبتت قوة الذهب أمام العملة ، حيث أصبح الإقبال على شراء الذهب وإدخاره سائد بين العديد من شعوب العالم.
وبالعودة إلى الوراء قليلاً ، وخاصة ما قبل انتخاب الرئيس الأمريكي "نيكسون" وأبان الحرب العالمية الثانية ، كان التعامل بالذهب هو الأساس ، لكن "نيكسون" ابتكر خدعة ماكرة تمثلت في أن الدولة الوحيدة في العالم التي تستطيع إعطاء الذهب مكان العملة هي الولايات المتحدة.
وخرج "نيكسون" حينها بتصريح قلب الموازين الاقتصادية في العالم رأساً على عقب وهو من يملك 100 دولار فقط ملك 100 أوقية من الذهب، فانهال العالم على شراء الدولار ، فكان السبب وراء تعامل الدول بهذه العملة على أساس أنها من أقوى العملات.
وفى عام 1971 حدث ما يسمى بـ"صدمة نيكسون"، عندما قال الرئيس الأمريكي إن المقابل الفعلي للدولار هي القوة العسكرية ، والنووية للولايات المتحدة، وحينها ألزمت وكالة "أوبك" بالتعامل بالدولار أو ما يعرف بـ" البترودولار".
غير أن نشوب الحرب في أوكرانيا أثار مخاوف واشنطن من استبدال الدولار بالعملة المحلية لروسيا والصين بحلول العام المقبل ، وهو ما تم بالفعل عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي بالتعامل بـ"الروبل" الروسي للحصول على الغاز الطبيعي ، وهو النوة التي ستؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة ، وتنتقل الحرب من الوكالة إلى الحرب المباشرة.
ومن خلال تأملاتي الاستراتيجية للحرب في أوكرانيا ، وجدت أن خلال الحربين الأولى والثانية كانت موسكو هي محور الحرب وهي التي تنزع فتيلها ، في المقابل يكون هناك لاعبون على أوتار الحرب للاستفادة منها ، فعملية اغتيال ولي عهد النمسا أبان الحرب العالمية الأولى لم تكن صدفة ، كما أن ظهور أدلوف هتلر في الحرب العالمية الثانية لم يكن صدفة ، ومن ثم المعاهدات المذلة التي فرضت على ألمانيا وعلى الجيش الألماني .
ومن دون شك أن لروسيا دور أساسي معنوي عقب الحرب العالمية الثانية في كشف العديد من المؤامرات الغربية، في أن يكون عالماً شاذاً ومادياً وفوضوياً و أن يكون تحت رحمة الشركات الكبرى، وملىء بالحمق والفراغ .
وقد لامسنا هذا التغيير الذي خطط له الغرب ، حيث يتلوط رئيس وزراء دولة أوربية ، وتعمد الغرب أن يجعل العالم هشاً لدرجة قبول المثيلية ، وتصوير للعالم أنه يمكن إبادة العالم من خلا ل فيروس ، أو سجنهم من خلال عزلهم في منازلهم أو إخضاعهم للقاح معين من أجل التربح المادي.
وقد ترتب على كورونا أزمة اقتصادية طاحنة طالت 70 دولة ، ولعل أبرزها "سيريلانكا" التي أعلنت إفلاسها رسمياً في شهر يوليو الماضي، وتوقع الخبراء بأن العام المقبل سيشهد مزيداً من الدول الأخرى في آسيا وآفريفيا .
بل المفاجأة المدوية لك عزيز القارىء تتمثل في أن تنظيم" داعش" الإرهابي صناعة غربية متكاملة ، قامت على استقطاب فتاوى متطرفة وتوجيهها من أجل نشر الإرهاب والفوضى في الشرق الأوسط عبر مزاعم نصرة الدين وإقامة خلافة إسلامية ، وإقناع الشاب في عمر الزهور بتفجير نفسه من أجل الظفر بحور العين.
والهدف الخبيث للغرب هو استهداف الإسلام وتشويه صورته في أنحاء العالم ، على أساس أنه دين قتل وذبح ، من أجل وقف انتشاره في أوروبا ، حيث يتم استقطاب شباب ويتحدث الإنجليزية بطلاقة ويقوم بعمليات ذبح من أجل تخويف العالم من الإسلام وتصدير صورة مغلوطة للدين الحنيف.
ولعل البعد الآخر للحرب الروسية- الأوكرانية ، يتمثل في انتهاك حلف شمال الأطلسي "الناتو" تعهده بألا يمس دول شرق أوروبا، لكن ما حدث شيء آخر ، عندما بدأ بالزحف نحو هذه الدول رويداً رويداً، من خلال الدروع الصاروخية التي تقترب من روسيا، وهو ما فطنه الرئيس الروسي "بوتين".
كما أن مشروع "خرسان" الذي لا يعلم عنه شيء الكثيرين ، هو أنه عقب إنهاك روسيا عبر تنيظم" القاعدة" ، يتم تدمير حركة "طالبان" في أفغانستان بعدما فشلت مفاوضات جوروج بوش الأبن الذي كان يدير شركة جون ماكين وكان مساعده حينها حامد كرزاي الذي أصبح بعد ذلك رئيساً لأفغانستان عقب سقوط "طالبان"، فالخلاف مع حركة طالبان على غاز بحر قزوين ، أدى في نهاية المطاف إلى غزو أفغانستان تحت ذريعة الحرب على الإرهاب لمطالبة "طالبان" بمقابل كبير من غاز بحر قزوين.
ويتمثل "مشروع خرسان" الجديد في إنشاء منظمة متطرفة هي "متطرفى القوقاز" من أجل توجيه ضربات إرهابية ضد روسيا من أجل زعزعة استقرارها وضرب أمنها القومي.
ولما فشل الغرب في هذه الحرب بالوكالة واجه القوة الروسية في أوكرانيا التي بها معظم ثروات الاتحاد السوفيتي من قمح وحبوب ومناجم وهو ما يريد الغرب في السيطرة عليه بكل قوة ، لذا نرى يومياً "الناتو" والولايات المتحدة ترسل بملايين الدولارات أسلحة إلى أوكرانيا بكثافة حتى تقضي تماماً على روسيا.
ببساطة إن ما يدور في العالم من حولنا، يثير القلق كثيراً، فالغرب يريد تدمير العالم، حيث أصبح العالم مجرد حقل تجارب لهم ، والدليل نية "أيلون ماسك" ارسال أقمار اصطناعية تصاعد على إشعال الحرائق ورفع درجات الحرارة تحت مسمى أقمار اصطناعية لرصد الطقس والمناخ.
فالهدف هو إضعاف المناعة المناخية الأرضية ، عبر طبقة الأوزون ، والعبث بالتيارات المدارية المناخية ، عن طريق التجارب النووية تحت أعماق الأرض ، أثرت بما لا يدعو مجالاً للشك بطبقات الجو ، وأدت إلى حدوث جفاف في أوروبا وهطول أمطار في مناطق حارة بل أدت إلى سيول وفيضانات.
فنيكولا تيسلا، أنشأ سلاحاً للتحكم المناخي ، لكن بعد فترة سرق منه ، واستخدم في إنشاء الهزات الأرضية ، عبر القنابل الاهنزازية ، وهي شبيهة للقنبلة المغناطسية التي يستخدمها الروس، والتي تستطيع أن تدمر، كل المنظومات المغناطسية والكهربائية ، في دولة ما وهو ما يعرف بالسلاح النووي النظيف، وتستخدم من دون أن تصاب الدولة التي أطلقت القنبلة على عكس القنبلة النووية التي تؤدي إلى دمار شامل.
وكان الغرب يخطط لحدوث أزمة مناخية في عام 2050 لكنها بدأت في عام 2020، لأنهم لا يعلمون أن مناخ الأرض يؤثر في بعضه البعض، فالأعاصير في أمريكا غير مسبوقة في حين مات الناس من ارتفاع درجات الحرارة في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا بل وصلت درجات الحرارة إلى 70 درجة في بعض المناطق.
وفي الختام فإن الحرب الأوكرانية ربما ستستمر طويلاً مع إعلان "بوتين" التعبئة الجزئية للجيش الروسي ، وعلينا في بلادنا العربية الاستعداد إلى سنوات عجاف لا يعلم متى تنتهي سوى الله سبحانه وتعالى.
ومن هنا علينا الاستعداد من الآن بزراعة الأرض والعمل على الاكتفاء الذاتي من القمح والحبوب ، لأن مؤامرات الغرب لا يعلم أحد إلى أين ستصل وإلى متى ستنتهي ، فقد اختفى كورونا فجأة من العالم بعدما بدأ "بوتين" حربه في أوكرانيا.
إن ما ورد في هذا المقال من معلومات أو وجهات نظر لم يقصد من وراءها معاداة الغرب ، أو مع قوة ضد أخرى ولكن هذا ما استخلصته من ندوة حضرتها أدارها أستاذ قدير مع مفكر عربي تناول العديد من الدراسات والأبحاث والرؤى حول الحرب فى أوكرانيا، واستشراقاً للمستقبل – والله أعلم- .
العميد الركن م : عبدالعزيز منيف بن رازن - الرياض