(( ولم يبق من التجاوزات شيء إلا وحصل.. حتى (الحذاء) قد رفعه المسؤول في وجه المواطن..!.. ))
ليس عدلاً أن تثابر وتجتهد وتكابد العناء والويلات، وتحتمل من الإيذاء والعداء ما لا يطاق ولا يحتمل، وتمضي بثبات وتبذل وتضحي وتقضي لياليك والأيام في كدح وشقاء، والكل من حولك في لهو وارتخاء وفي لذائذهم ينعمون!
وأنت تؤثر العناء والكبد على ما تراه من الترف!
لأن لك غاية سامية تنشدها!
ولأن هناك هدف عظيم .. عينك ترقبه..!.
وفي يقينك أن عاقبة هذا الشقاء السعادة..!
ولا ضير إن تأجلت السعادة والنعيم،لتكون مسك ختام مسيرتك العصامية النبيلة، وتتويجاً لكدحك المستمر وتضحياتك التي يفترض لها أن تكلل بالنجاح!
فسمو المقاصد والنفوس تأتي ثمارها يانعة طيبة عزيزة بقدر شموخ وعزة أنفس الطامحين إلى السمو واعتلاء القمم!
فكيف لزارع أشقاه طول الموسم ،وعنته عاصفات ريحه ،وصراعات خريفه ، وأرهقه لهيب صيفه وسمومه، ولا يزال صامداً، وها هي الأرض من حوله لا تزال كجنة مخضرة ومزهرة والبراعم تغشاها، وفيه أمل كلما رآها تبسم!
وكلما تذوق العرق المتصبب من جبينه ألفاه كالشهد حلاوة برغم ملوحته… !
فكيف بالله عليكم بعد ذلك كله.. إن حان وقت حصادها ولم يجني ذلك الكادح المثابر سوى ” الخيبة والحسرات”؟!
أيكون ذلك عدلاً بربكم؟!
هل هكذا يكون حصاد زراع الفضيلة؟!
و الحي والميت .. هل يستويان مثلا؟
هل هكذا يثاب المخلصون،؟!
أم. على هذا يستريح الكادحون..؟!
متى العطاء يغدو هباءً؟
ومتى مازن الغيث إذا همى يهمي سراباً؟!
لا ليس عدلاً..
لا ليس إنصافاً..
إلا أنه وبرغم كل ذلك ..
قد حصل!
وليس عدلاً أن يصرخ المواطن أو الموظف المتضرر في أذن وزارته دهراً مطالباً بإحقاق الحق وإعادة الأمور إلى مسارها الصحبح ورفع المظالم وتحقيق العدالة ولا يلتفت إليه ولا يكترث بصراخه أحد .. ليصل إلى حالة من اليأس والشعور بالقهر والإحباط فيصمت ويرضى بضياع حقه ويتأقلم على التعايش مع الظلم والفساد طوعاً أو كرهاً.. ويستسلم لواقعه المرير ويستعذب الصبر والمر الذي سيتجرعه كل يوم دون أن يعترض أو ينطق ببنت شفه!.. أو قد يفقد أحد المقهورين السيطرة على أعصابه فيصرح باسم أحد الظلمة أو الفاسدين أو ماشابه ذلك .. لتلتفت إليه وزارته بكل أنظمتها وبكل حزم وصرامة لتحاسبه على زلته وعلى هذا التشهير بذلك المسؤول الذي تجاوز كل الأنظمة وتمادى في الظلم والإجحاف بحق موظفيه وبحق المجتمع دهراً ولم يلتفت إليه أحد وعندما بات هو الشاكي والمعتدى عليه هبَّ كل شيء من أجله وجاءت العقوبات والجزاءات ركضاً في سبيل إنصافه من ذلك المسكين الذي أنطقه قهره وأوقعه في شرك الزلات لتطبق بحقه الأنظمة زرافات ووحداناً.. ويحاسب بضراوة وقسوة ودون هوادة ! ..
وهذا هو العدل في شرعة الظالمين..!
يا سادة يا كرام .. أين كنتم وأين كان تطبيق النظام وذلك الموظف أو المواطن المظلوم والمتضرر يصرخ ويشتكي من تجاوز ذلك المسؤول وإجحافه ؟!
ما الذي غيَّب العدالة والضمير حينها؟ وتجاهل السمع والبصر والشعور كل ما شكاه من تعدٍ وانتهاكٍ وكل ما كان يقترفه ذلك المسؤول من تجاوزات ؟!
وكبف تباينت المكاييل واختلف الكيل في الحالتين ؟!
منذ سنوات والناس تصرخ في جازان والإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي ومن كل منبر يتررد النداء بصوت لا يكاد ينقطع في آذان وزارة الصحة وفي آذان المسؤولين والجهات الرقابية ويطرق أسماع (نزاهة) ،وكل وزراء الصحة المتعاقبين واحداً بعد آخر...!
وكل شيء قيل وكل أمر فُعل والأصوات والنداءات والمناشدات قد أجمعت على حدوث خروقات بالجملة للنظام لا تصح، وتجاوزات لا يقبلها عقل ولا عرف أو نظام ، وتكرر الحديث عن راشين ومرتشين طلقاء وعن أوامر وتوجيهات لم تنفذ .. ! ، وعن خرق إدارات صحية للوائح ، وتجاهل للنظام .!، وعن متهمين لم ييحاسبوا ، ومارقين لم يعاقبوا ، ومتجاوزين ووافدين متعالين على الأنظمة..، وعن تحديات صارخة دون رادع ولا التفات أو محاسبة ! .
ولم يبق من التجاوزات شيء إلا وحصل.. حتى (الحذاء) قد رفعه المسؤول في وجه المواطن..!..
ورغم كل ما حصل وكل ذلك الصراخ وكل تلك العجرفة لم يستجب أو يلتفت لأي من ذلك أحد !، ولا يزال الحال في تردٍ وانحدار...!
ولا تزال تلك العنجهيات على صدور الساحات جاثمة وذلك الصلف يزمجر في كل الزوايا والأماكن...!
حتى إذا خرج مظلوم عن طوره وتلفظ بكلمة (من الزلل) بلا شعور..!
عندها ستسمعه كل الدنيا ويسمعه أصم الأمس، ومن ثم يصرخ الجميع بفم وبصوت واحد : (خذوه فغلوه)!