حاولت أنألملم أشلاء حزني وجرحي فرسَمْتُأولى خطواتي.
رسمت دمعة حائرة وابتسامة غائبة هزت قلمي للكتابة من جديد. أكتب مقالي ولكن للأسف نسيت بأني فقدت كل شيء عند خبر وفاة من أحب، فقدت رفيق الدرب وروح الحياة،فقدت معنى الصبر والعطاء اللامحدود. فإننا لا نشعر بقيمة من نحب الا حين يقرع الرحيل أبوابهم.
لازالت الغصة فيحنجرتي تجبرني على البكاء!
اسماً اشتاق صوتي لمناداته،واشتاقت روحي للقائه. فحين يأخذنا الحنين الى الوراء لا نعلم هل نبتسم! لأن الذكريات جميلة، ام نبكي! لأن الماضي لن يعود.فالأماكن لا تساوي شيئا وهي خالية ممن نحب.
تمر الأيام على رحيلك وكأنك غادرت بالأمس،ذكراك تُبكيني فأتجاهل دمعي عندما يهتف صوتك في اذني، اتجاهل عيني عندما تنظر فتجدك في مخيلتي فتدمع، اتجاهل من هم قريبي الشبه منك فأحدق بهم!حتى يدرك من حولي بأنك لازلت نبضا في ذاكرتي.
فعندما اتأمل وصف الحياة اجدها أقرب ما تكون بفندق ما.
لا يجلس فيه المسافرمرتاحا، بل يكون فيه كالمتأهب لموعد قطاره او طائرته، واضعا حقيبة سفره على اتم الاستعداد! فمكانه الحالي ليس مكان استقرار فأحسست ان الفندق شبيه لدرجة كبيرة بهذه الدنيا تظهر بها بغتةً ثم تختفي.
وبالرغم من ان الامر حقيقة لا تحتاجلإثبات، الا ان اعمالنا قلما تدل على ايماننا بها.فمن يعِش وفي ذهنه فلسفة فندق الحياة قلما تشطح به نفسه نحو نزوةأوجشع أو تجبر.
وليس أبدع ولا أعمق من قول النبي صلى الله عليه وسلم لساكن الدنيا(كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل...)
فيامن خلت الأيام من بعده وجفت الأقلام لوصفه...
وبكت العيون لفراقه، تلك هي النهاية من مفاجئة وفاجعة، فالمؤمن القوي هو الذي يمتلك تصميماً راسخاً على تحدي المصاعب وهو الذي يواجه الحياة بهدوء نفس.
فهانحن نصارع الحياة ونمضي ...
فلكل بداية نهاية، ولكن العبرة بالخواتيم.
فالحياة لن تتوقف عند حصول الابتلاءاتفهذا قدر الله... وقضائه
والحمدلله من قبل وبعد