في الماضي السحيق بعد أن كانت شبة الجزيرة العربية مرتعًا للجهل والجوع وسفك الدماء أتى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وسعى جاهدًا لِلملمة شتات أبناء هذه الجزيرة ووفقة الله في ذلك ومن ثم اكتُشف النفط في تلك الفترة الذهبية التي نقلت المملكة نقلة نوعية ازدهرت على إثرها وعُمرت الإرض وانتشرت الطرقات وما إلى ذلك من أساليب العيش الرغيدة ، فأصبحت المملكة حتى يومنا هذا تعتمد بشكل كلي على النفط بنسبة 90% ، ويعد هذا الأمر بالنسبة لنا اليوم في حاضرنا هذا خطير ويجب الوقوف للحد من ذلك ، فدولة بحجم المملكة العربية السعودية تعتمد بشكل كبير على النفط دون تنويع مصادر الدخل ومن هذا المنطلق أتت رؤية محمد بن سلمان حفيد رجل الماضي ؛ ليبني مستقبلاً باهراً برؤية 2030 التي تعتمد على ثلاث محاور رئيسيّة العمق العربي والإسلامي والقوة الاستثمارية في شتّى المجالات بعيدًا عن النفط وكذلك الموقع الجغرافي الذي يربط القارات الثلاث.
فتحويل "السعودية " من دولة تعتمد على النفط إلى دولة رائدة في شتّى المجالات والتصنيع والإنتاجية لأنحاء العالم وكذلك الاكتفاء الذاتي ليس بالأمر الهين فبتكاتف شباب هذا الوطن والوقوف بجانب بلادنا من المطالب الأساسية لتحقيق رؤية 2030 كما أن العنصر البشري عامل أساسي في تحقيق هذه الرؤية فيجب صقله للتوافق مع أعمال القطاع الخاص الذي سيوفر له العديد من الفرص الوظيفية وستنخفض معدلات البطالة بشكل كبير إلى أن نصل للأنيقة "2030".
ومن الوجه المشرق لهذة الرؤية ما رأيته في أماكن بيع الجوالات فانتشار شبابنا في هذا القطاع عندما تم توطينه أمر مبهج جعلنا نؤمن بأن القادم أفضل وأن شبابنا قادر على تأهيل نفسه للعمل والقيام بمهامه ، دعونا نقول أنه تم التغلب على نسبة معينة من البطالة بهذا التوطين وما زلنا ننتظر توطيناتٍ أكثر وما زال أيضًا ينتظرنا الكثير من العوائق التي سنتغلب عليها بإذن الله بسواعد أبناء هذا الوطن .
كما أن مشاركة 24 جهة حكومية أسهمت في حصر التحديات في سبيل تحقيق الرؤية وكذلك تحديد الأهداف الاستراتيجية لكل جهة حكومية من الإيجابيات والمقدمات التي ستعمل على تحويل الوطن بشكل كلي من معتمد على النفط إلى دولة منتجة قادرة على تسليح جيشها بنفسها الذي يعتبر نواة للوطن والمواطن وسيوفر لنا الكثير من المال الذي هُدِر للخارج في سبيل التسلّح الذي لا نأمنه !
بأيدينا نحن سنصنع المستقبل ونعمل بحب في الحاضر، قليل من الصبر والكفاح وستكون الأمور في أوهج مناظرها وأمتعها .
سيكون شبابنا في المستقبل القريب منتجين لا مستنزفين نحن نؤمن بقدراتنا بتحقيق 2030 ستقل البطالة وستنخفض نسبة الإنفاق الحكومي وسيكون النفط مصدر دخل ثانوي بعد أن كان أساسياً !
نقطة آخر السطر
"رؤية 2030 نجاح مُنتظر لمستقبل مُشرق بحول الله"