اليوم أصبح متاحا" أن ترتبط القارتان الآسيوية والإفريقية بصورة أكبر وأكثر شمولية عبر الجسر البري الذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال لقائه مع رئيس مصر عبدالفتاح السيسي . هذا الجسر الذي حمل مضامين واعتبارات سياسية واقتصادية وثقافية يعتبر نقلة نوعية كبيرة اختصرت مسافات شاسعة ومراحل كثيرة وساهمت في تقريب وجهات النظر بين البلدين ويعتبر حلقة اتصال يمكن من خلالها اذابة كثير من الفروقات التاريخية والجفرافية التي كان من الممكن أن تحول دون تحقيق الحلم العربي حول نهضة اقتصادية وتنموية شاملة واستقرار سياسي عام يضمن وحدة الصف العربي وهو في نفس الوقت مبادرة ريادية وتاريخية لخصتها منطقية وبعد نظر خادم الحرمين الشريفين وجسدها فعليا على أرض الواقع ذلك التلاحم والترابط الأخوي العريق بين المملكة العربية السعودية ومصر الشقيقة ، فكان خيبة أمل للمعاهدة والإتفاقية السياسية السرية سايكس بيكو الموقعة بين دول عظمى في عام 1916 وتنص على اقتسام دول منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد انهيار الدولة العثمانية التي كانت تحكم تلك المنطقة خلال الحرب العالمية الأولى ، لذلك جاءت هذه المبادرة وخلطت أوراق الكثير من الدول ذات النهج والطابع الإستعماري التوسعي على حساب ومقدرات الدول العربية وهو ما أكده رفض السفير الإسرائيلي الذي ذهب إلى أن هذا المشروع سيعمل بشكل سلبي ويؤثر على الممر البحري في مضيق «تيران» نقلا عن موقع صوت اسرائيل الناطق باللغة العربية والذي قال ( إن وقوع هذا الجسر فوق جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج ايلات يمثل تهديدا حقيقيا واستراتيجيا على إسرائيل ) وفي الحقيقة بأن جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز يمثل شراكة نوعية بين البلدين ورؤية ناجحة ورافدا اقتصاديا ومنجزا تنمويا وحضاريا سيعمل بإذن الله على زيادة التبادل التجاري وتأمين حركة المسافرين وقاصدي الحج والعمرة إضافة إلى أنه شرفة ثقافية أيضا ستؤتي ثمارها ونتاجها خلال السنوات القادمة .
@Salmansouray