الحياة بسمة ، والابتسام حياة .. شكل بديع تخطه الملامح وترسمه الشفاه وما أصعب التجهم في حق الحياة !
تبسمت ..
فمالت لك الأغصان وارفة ..
وسال الربيع ..
من خديك أمطار ..
ما أصعب الحياة حينما يصادَر الفرح أو تُعتَقل البسمة وهي مسافرة إلى الجمال بدون ذنب أو خطيئة حينما تعتقل بحجة هشيم بدون ألوان بحجة وهمية لا تقوم على بنيان ، أساسها البطلان ، ومعناها الهدم ، و يال تلك القسوة التي يتعاطاها بعض المحسوبين بدون وعي ولا حتى منطق رشيد .
قالت تقارير صحفية نشرت في صحفنا المحلية بأن كاتباً قدم إلى معرض الكتاب الدولي في الرياض وهو في طريقه إلى أحد الأجنحة لتوقيع مجموعته القصصية استوقفه أحد ممن يوصفون بالمحتسبين وطلب منه عدم الابتسام لأي أحد مما أثار استغراب الكاتب الذي بادره بالسؤال عن السبب ؟ فقال له : أنت لديك غمّازات وهذه فتنة !! هذه القصة اللطيفة بادرتني بقول الشاعر الأصيل بديوي الوقداني وأبياته الشهيرة : انفكت السبحة وضاع الخرز ضاع .. وبغيت ألمه يا سليمان وازريت .. صار الذهب قصدير والورد نعناع .. أنكرت ريحه مختلف يوم شميت .
فسبحة المحسوبين على الدعوة طويلة وملونة وتحتاج إلى حل وربط إلى فتل وحزم من جديد حتى لا نضيع معها في المرات القادمة .
معارض الكتاب أصبحت مهرجاناً يتسابق عليه كل من هب ودب ليس بهدف القراءة والاطلاع ولكن لممارسة دور الوصاية وتتبع الناس ومراقبة ملامحهم وإيحاءاتهم ولغاتهم الصوتية والبصرية وهذا هو المنكر بعينه .
فاليوم عن ابتسامة عابرة وغداً .. الله يعلم ، ربما عن عطسة مهاجرة .
Salmansouray@