أطل شهر مبارك، الركن الرابع من أركان الإسلام . ينعت بالشهر المبارك ، والشهر الفضيل منفرداً أو بهما معاً ، وسيد المواسم التعبدية والبر ، والشهور زماناً ، وخير الشهور . فيه انزل القران الكريم من بيت العزة من السماء السابعة إلى السماء الدنيا في ليلة واحدة . ليلة القدر جملة واحدة ثم منجماً ، ومفرقاً مسايراً للحوادث والوقائع على رسول الله ( صلّى الله عليه وسلم) مدار ثلاثة وعشرين عاماً مدة الرسالة النبوية . ثلاثة عشر عاماً بمكة المكرمة ، وعشرة أعواماً بالمدينة المنورة . أول هذا الشهر الفضيل رحمة ، واوسطه مغفرة ، واخره عتق من النار . فيه ليلة القدر خير من الف شهر . من أصابها . وفقه الله للخير الكثير بتوفيق من الله . يعمرها المسلم والمؤمن بأعمال البر المتعدية بالنفع ، والقاصرة على العبد ، والاعتكاف فيها الأمثل للعبادة ، والتقرب للخالق ، ويحسن للعبد ان يكثر فيها من الذكر ، والأعمال الصالحة ، وغيرها من الطاعات بالطاعات يزيد الإيمان . كأنه عبد الله ٨٣ سنة متواصلة دون إنقطاع لحظة واحدة أو مستمرة خلال اليوم واليلة " أربعة وعشرين ساعةً " دون إنقطاع . الله سبحانه وتعالى أخص أزمان وأشخاص وأماكن عنّ سائر جنسها بالفضل ، ورمضان لا حدس ورد أهميته بالنصوص الثابته من الكتاب والسنة . آيات واحاديث تفيد اليقين والقطع . آيات مكية ومدنية ، واحاديث صحاح وحسان بخلاف الاحاديث المرفوعة والموقوفة ، والمشهورة والمغمورة ، والمتبوعة والمقطوعة ، والمعضودة بما اتفق عليه أهل العلم ما اتصل بالسند والمتن بالصحة والضعف ، والمرسل منها ، وحال الاستصحاب ، وما كان منها معلولاً لذاته وغير ذاته ، وماهو حسن لذاته أو حسن لغيره ، وما كان مجروحاً في السند أوالمتن أو لأحد في العنعنة ، وملموساً في بعض كلمات المتن أو معطوب المتن . تشرف بأهمية رمضان ، وماهيته ومجاله . لا حدس رمضان تطهير النفس بالتحمل وتعويدها على الصبر ، والبدن بالجوع ومكابدته ، واستشعار الفقراء ، والقلة من المسلمين ، وتطهير المال أو الأموال من شوائب الاكتساب بإخراج الزكاة ، وتطهير البدن بإخراج زكاة الفطرة ليلة العيد أو قبيل صلاة العيد .
الحس والحكمة في هذا الشهر توجيه عامة المسلمين في هذا الشهر الكريم بما يطوي في ثناياه من الثواب والأجور ، والخير الوفير في الدارين يتطلب التوجيه بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك ، وأزف حلوله . أن يكون الخطاب منفرداً ، ومغايراً عن العوام المنصرمة ، ومتميزاً عما سبقه من أعوام للدعاة والوعاظ ، وخطباء المساجد ، والجوامع عن سابقاته .
لا داعي لتكرار الخطب ، والحديث بالتخويف والصراخ ، والنحيب والبكاء ، والانقطاع عن الأعمال مصدر العون والارتزاق . رمضان عمل وعبادة معاً لا ينفصلان ، ولا شك العمل فيه أجر ، وثواب مضاعف في رمضان .
أنه شهر الصيام فالكل يعرف ذلك تحقيقاً لا تعليقاً... بل تذكير عباد الله أن من يصوم في بيت إغتصبه فلا صيام له ، ولا زكاة ... أن من يفطر بعد صيامه بمال حرام أو منهوب لا صيام ، ولا زكاة له .. من عليه مظلمة فعليه ردها إلى أهلها والتحلل من اصحابها " ردّوا الأمانات إلى أهلها "والتوبة قبل أن يزكي ويتصدق ..
الإيضاح للعباد من يمنع إخواته من الميراث ، ويأكل حقهم لاصيام ولا زكاة له ، ولا صلاح الذرية .. المال الحرام لا تخرج منه زكاة ، ولا صدقة " فالله طيب لا يقبل إلا طيباً " فالانفاق مما يحبه المسلم اولى وأكد" انفقوا مما تحبون ".. صلة الرحم أو الأرحام واجبة وجوباً شرعياً بالزيارة والصدقة والانفاق ، وأوشاج الدم والأقارب في هذا الشهر من المثوبات والأجور .. برالوالدين أعلاها .. وحقوق الجار والعامل والخادم .. فالدين المعاملة الحسنة .
حرمة المال العام ، وحرمة نهب المال العام أقوى حرمة مما سواه ، وحق الطريق واجباً على المسلم .. فطنوهم بمسؤولياتهم تجاه الوطن ، وطاعة ولاة الأمر وحبهم ، والإذعان لهم بالسمع والطاعة ، وكذلك مسؤولياتهم نحو أولادهم بالتربية الصالحة ، والمواطنة المطلوبة ، احترام النظام سلوكاً حضارياً بالسمع والطاعة والإذعان ، ومسؤوليتهم عن تصرفات أولادهم لا تنفك عنهم مطلباً بحكم الرعاية من ربط اللازم بالملزوم ً كل راع مسؤلاً عن رعيته "..
إيضاح حرمة إحتكار السلع ..أن الدين معاملة ، وليس مجرد شعارات ، والمعاملة مقدمة على العبادة ، فالمعاملة متعدية النفع بخلاف العبادة قاصرة النفع على المتعبد بخلاف المعاملة . أداء الصلاة ، والصيام والزكاة ، والحج ونطق الشهادتين فقط شعائر غير كافية دون المعاملة ، فالمعاملة وشعائر أركان الإسلام صنوان ، وجهي عملة واحدة . النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالين والرفق والبشاشة من مقاصد الإسلام ، وخيرية الأمة .
بينوا أن مابينهم وبين الله هين فهو الرحيم العظيم يغفر الذنوب جميعاً ، وأن مظالم العباد لا فكاك منها إلا برد الحقوق أو التحلل منها ، والتوبة ماعدا قتل النفس التي حرمها الله إلا بحقها فلا فكاك منها يوم الحساب .
إماطة الأذى عن الطريق صدقة بل اخبار المرافق العامة المعنية عنها صدقة من جودة الحياة المطلوبة ، وسلوك حضاري وثقافي ، والكلمة الطيبة صدقة ، وتبسمك في وجه أخيك صدقة ، والرفق بالحيوان صدقة ، وادخال السرور على أخيك صدقة أو على نفس أو قلب إنسان صدقة ..
بينوا بإيضاح بما يفيد وينمي المجتمع ، ويشد بنيانه بتوثيق أواصره ، وتماسك أفراده ، ومنع تفككه والفرقة ، ووضع الايدي مع ولاة الأمر ، ونبذ الفرقة ، والأحقاد والضغائن والبغضاء والكراهية هذا كله من صلاح المجتمع ووحدته وأمنه واستقراره ، و يهنأ الناس بالحياة الكريمة ، وجودة الحياة في ظل نظام وقيادة ودولة واحدة .
أحيوا سُنّة التبشير بدخول رمضان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول اللهﷺ يُبَشِّر أصحابه بقدوم رمضان فيقول:
"قد جاءكم شهر رمضان شهرٌ مبارك ، كتب الله عليكم صيامه ، فيه تُفتح أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتصفد فيه الشياطين ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم".
نسأل الله ان يبارك لنا ماتبق من شعبان ويبلغنا صيام رمضان بالقبول والفلاح .
دام عزك ياوطن ، ودامت رموزك . حفظ الله البلاد ، والدولة والقيادة من كل مكروه .
بقلم/ خالد بن حسن الرويس
- مستشارة أسرية: زوجات «متلازمة عطيل» يضعن أجهزة تعقب وتجسس في سيارة الزوج
- “هيئة كبار العلماء”: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح.. “بيان تفصيلي”
- الشباب يحسم كلاسيكو الاتحاد بثلاثية
- لمدة 10 أيام.. إغلاق جزئي لجسر طريق الملك عبدالعزيز (بقيق) بالظهران لأعمال الصيانة
- الاتحاد يعلن ضبط ملابس «مزيفة ومقلدة» تحمل العلامة التجارية للنادي
- «دوري روشن».. التعاون يخطف فوزًا قاتلاً من ضمك
- الهلال يواصل الابتعاد في الصدارة بثلاثية الفتح
- أمير الباحة يرفع التهنئة لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد بمناسبة إنجازات رؤية المملكة 2030
- هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة على منطقة عسير
- سيطرة قطرية على كؤوس “العلا” في اليوم الثالث
- أمانة الرياض تغلق جميع فروع منشأة تسببت في «تسمم غذائي» لعدة حالات
- وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 48 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
- إحباط تهريب 337 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر بمنطقة عسير
- مطار جدة.. فريق المراقبة الصحية ينجح في توليد معتمرة هندية أثناء استعدادها للمغادرة
- «الزكاة والضريبة» تحدد معيار اختيار المنشآت المستهدفة لتطبيق مرحلة «الربط والتكامل» من الفوترة الإلكترونية
خالد بن حسن الرويس
ستة على ستة -82-
07/03/2024 3:28 م
خالد بن حسن الرويس
0
1014526
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3592266/