ما سأوردهُ في مقالي هذا ليس إلاّ ملاحظاتٍ كنتُ أرصدها خلال متاتعبتي لمعظم لقاءات دوري روشن وهو رأيٌ يخصّني وحدي في المقام الأول قد يشاركني فيه البعض ويختلف معي فيه البعض الآخر ولهؤلاء وهؤلاء كامل احترامي ومحبتي .!
لا أظن حتى الآن أنَّ لدينا في دوري روشن ذلك الفريق المثالي الذي يمكن أن تراهن عليه حتى وإن بدا للبعض في بعض اللقاءات أنَّ فريقاً بعينه لا يزال يتميز عن غيره في جودة الأداء وأفضلية النتائج .!
معايير الأفضلية والتفوق في كرة القدم تحكمها عناصرُ وشروط لا بد من توفرها في جميع الأطراف المتنافسة وإن لم تتوفر هذه الشروط ستكون المقارنة مجحفةً وظالمة .!
يظن البعض أنَّ الزاد البشري ووفرة النجوم كفيلٌ بإخفاء العيوب وقد يكون في هذا الرأي شيئٌ من الحقيقة لكنها تظلُّ حقيقةً منقوصة فهذه العناصر وإن كانت تحمل كلَّ معايير الجودة إن لم تجد المدير الفني القدير الذي يحسن توظيفها كما يجب فلن تظهر بالصورة التي عُرفت بها ولن يكون لها ذلك الأثر الذي يُرجى منها ، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصى فها هي ذي بعض الفرق التي تقبع في مراكز وسط الترتيب والبعض منها قريبٌ من فرق المؤخره ، هاهي ذي تحرج جميع فرق الصندوق المدججة بالنجوم على أرضها وبين جماهيرها ، فعلَ ذلك ضمك والخليج أمام الهلال ، وفعل ذلك أبها أمام النصر وفعل ذلك الحزم والطائي أمام الإتحاد وفعله الرائد والشباب أمام الأهلي .!
لا أريد أن أبتعد كثيرًا عن عنوان مقالي هذا الذي خصصته عن الأهلي ، أمَّا لماذا الأهلي دون غيره فالأسباب كثيرةٌ ولا داعي لذكرها وإن كان الحبُّ والانتماء لهذا الكيان العظيم يقفُ على رأسها .!
ماذا ينقص الأهلي في المرحلة القادمة كي يكون منافسًا شرساً على كل المسابقات بما فيها البطولة الآسيوية التي أرى أنَّ الأهلي يستطيع أن يكون طرفًا ثابتًا فيها متى ما أحسن القائمون على أمره اختيار مَن يدير دفَّة أموره وما أكثرهم في هذا الأهلي إن كان من أبنائه اللاعبين القدامى أو الإداريين أصحاب التجارب الذين سبق وأن حققوا نجاحاتٍ كبيرة وبإمكانيات أقل .!
ماذا ينقص الاهلي .؟
الأهلي في (الوقت الحاضر) ليس في حاجةٍ ماسةٍ كما (يروّج البعض) إلى (رأس الحربة) أو المهاجم الصريح (قدرَ حاجته أولًا) وقبل كل شيئ إلى (قلب دفاع أجنبي) يحمل كلَّ (جينات إيبانيز) ، يحملُ قوّتهُ وشراسته ، يحمل قتاليته وإخلاصه ، إيبانيز ليس فقط ذلك المدافع الذي يكتفي بقطع الكرات من الخصم كما يفعل (الآخرون) ، لكنه أول من يبادر بالهجوم المعاكس من هذه الكرات ، ولو قُدِّر لإيبانيز أن يجد بجانبه (من يوازيه) في كفاءته لرأينا العجب العجاب من هذا البرازيلي .!
حاجة الأهلي في المرتبة الثانية تتمثل في تواجد محور دفاعي أجنبي رقم (٦) يتم اختياره (بعناية) ولا بأس من استشارة بعض لاعبي الأهلي الحاليين والاستعانة برأيهم في أمرٍ كهذا ، وأنا على يقين أنَّ تواجد هذا المحور سيريح (كيسيه) كثيرًا ويجعله يقدم دورًا هجوميًا سيكون مثار إعجاب الجمهور الأهلاوي .!
أخيراً وقبل كلِّ ما سبق وحتى بعد توفر العناصر التي أشرنا إليها ، يجب على المدير الفني (يايسله) أن يعي تمامًا أن الدور الدفاعي للفريق حال افتقاد الكرة لا يمكن أن تُلقى مسؤوليته على عاتق رباعي الخط الخلفي (وحدهم) ولا على لاعبي وسط الميدان وحدهم بل يجب أن يشارك فيه جميع اللاعبين بلا استثناء بما فيهم لاعبو الأطراف الذين تقع على عاتقهم مسؤولية مساندة ظهيري الجنب في الجانب الدفاعي .!
وبعد ، فقد بقي الكثير والكثير مما لا يتسع المجال لذكره وإن كان في ما سبق ما يكفي لبداية التصحيح الذي نرجو أن نراه قريبًا على أرض الواقع .!!