إن كان هنالك كلمةٌ واحدةٌ تصفُ مستقبل الأدب العربي فستكون أنه مبهمٌ شئنا أم أبينا الاعتراف، فإن تلك حقيقةٌ ماثلةٌ أمام أعيننا وإن لها شواهد كثيرة، لطالما كان الأدب خطاً يسيرُ بالتوازي مع مستوى الإسهام الحضاري لشعبٍ من الشعوب. فحين كان العربُ والشعوبُ التي تعلّمت العربية بعد ظهور الإسلام روّاد الحضارة، كانت اللغةُ العربية أهم لغةٍ في العالم. أما اليوم وقد غدت الدول العربية في ذيل الأمم من حيث الإسهام الحضاري وحتى الدول الإسلامية غير العربية لم تعد تستعمل اللغة العربية إلا في الطقوس الدينية، وعادت معظمها إلى لغاتها التراثية. نجد أنفسنا اليوم أمام واقعٍ مرير وتهديد كبير يُنبئ بما لا تُحمد عقباه لمستقبل الأدب العربي. في عصرنا الحالي بات الإنترنت أهم وسيلة للتعلم حول العالم، وبما أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام والسينما كلّها غربية الفكر والتوجّه، فقد بات شبابنا اليوم مضطرين إلى الاطلاع على آخر التطورات التقنية في العالم من موقع المتفرج لا المساهم، مما يترك لديهم شعوراً بالضعف والدونية أمام شعوب الأرض المتحضرة. وهذا بدوره أدى إلى ضعف تمسكهم بتراثهم وأدبهم و شعورهم بأن مستقبل العالم سيكون بيد نخبةٍ ثقافيةٍ لا مكان فيها لتعدد اللغات والثقافات. في يوم من الأيام في العصر الذهبي للإسلام تُرجمت مئات الكتب إلى اللغة العربية مما أسهم في نهضتها وفي مرحلةٍ لاحقة في القرن العشرين، تعرّف العرب على ثقافاتٍ جديدة عبر أدباء المهجر، وتعاملوا مع أصحاب هذه الثقافات بصفتهم مستعمرين وأسياد العالم الجديد. كلّ ما سبق أوصلنا إلى يومٍ انخفضت فيه أعداد الكتب العربية وانخفضت الترجمة من لغات العالم إلى العربية و بات بعض أدبائنا يفضّلون النشر بلغاتٍ أجنبية، و تسلّلت اللهجات العامية إلى النتاج الأدبي. فبتنا نرى حواراً بالعامية الدّارجة بين أبطال الروايات. قال قدماء العرب : "خير الكلام ما قلّ ودلّ" قد كانت هذه إحدى أهم مزايا اللغة العربية التي تمتاز بالفصاحة والبلاغة والإيجاز. ولكن ذات هذه النظرة أصبحت نقمةً على العربية اليوم. فاسأل أي شابٍ أتفضلُ أن تأخذ المعلومة من مرجعٍ أدبيّ عربيّ أكاديمي، أم من منشور عاميّ على فيسبوك مثلاً، أو من شخصيةٍ عامةٍ على وسائل التواصل تتحدث لهجتها العامية و سترى بأنه دون تفكيرٍ سيختار الابتعاد عن الكتب. إن إيجاد الحل لهذه المشكلة يتطلب جهوداً جبارة على الصعيد الحكومي والتعليمي و الاجتماعي، ولكن علينا أولا أن نعترف بحجم المشكلة ووجودها، والأهم بأن ندرك أن أي حلّ ينبع من الماضي لن يزيد المشكلة إلا استعصاءً، فجيل اليوم لا يقتنع إلا بحجج الغد.
- فلكية جدة: عطارد في الاقتران الشمسي .. اليوم
- أكثر عُرضة بنسبة 40 بالمئة للإصابة بالأرق.. دراسة: النساء بحاجة إلى النوم أكثر من الرجال
- الخارجية الفلسطينية تدين التصريحات الإسرائيلية العنصرية المعادية للسلام
- مصر تستضيف قمة عربية طارئة حول تطورات القضية الفلسطينية 27 فبراير
- ترمب يكشف اتصالاً مع بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا
- الشاشات تقلل المهارات اللغوية لدى الأطفال
- انطلاق اختبارات المواد الشفهية لطلاب التعليم العام.. الثلاثاء
- هيئة الأمر بالمعروف بحريملاء تشارك في مبادرة “كشته” لشتاء ٢٠٢٥م بالمحافظة
- بهدف إبراز الإرث الثقافي لمنطقة جازان.. هيئة الأدب والنشر والترجمة تستعد لتنظيم معرض جازان للكتاب 2025
- المملكة: عقلية نتنياهو المتطرفة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية
- الأرصاد عن طقس الأحد: بارد على معظم مناطق المملكة وصقيع على الأجزاء الشمالية
- مركز التنمية الاجتماعية بحائل ينظم لقاءً إثرائياً حول التميز المؤسسي في الجمعيات الأهلية
- مصر تدين بشدة التصريحات «المنفلتة» الصادرة من إسرائيل تجاه المملكة
- الخلود يقلب الطاولة ويهزم نادي الرياض
- تضم 24 وزيراً.. حكومة نواف سلام تبصر النور
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3557997/