السعي الدؤوب للنجاح عمل مشروع للجميع، فالإنسان يتعلم ويستمر في ذلك حتى يتطور ويبني شخصيته بالعلم والعمل، ولا يزال يطور إحترافيته بالعمل المكثف وتحمل المشاق من أجل الوصول إلى قمة هرم النجاح، مرورًا بالكثير من العثرات، والكثير من الارتطامات، والكثير من الإنزلاقات، والكثير جدًا من الإجهاد حتى يصل حاملاً بيدٍ النجاح وبيد أخرى خبراته وسنين عطائه.
والفرق شاسع بين ذلك وبين الذي يسعى ليصل من أقرب الطرق وأسرعها وأيسرها، إنه طريق الضعفاء، الطريق السهل والمعبد، هو طريق الأشخاص الذين لا يجيدون التعب، ولا يتسللون بين أروقة الصعوبات، ولا يحاولون جهدًا في الوصول إلى مرادهم، ولكنهم يجيدون التسلق على أكتاف الآخرين، ويجيدون الارتفاع عن طريق سُلم كسلالم الطوارئ فهو الأسهل للخروج والنجاة.
في الواقع ليس كل ما يظهر ويطفو على الماء يكتسب قوة السفينة، فكثير من القوارب تطفوا ولكن عند أي خدش بسيط سرعان ما تغرق؛ لأنها لا تتميز بمواصفات السفينة العظيمة، كذلك الذي يتصدر قمة الهرم بصعود هش لا يحمل مميزات الشخصيات الهرمية بالثبات والشموخ، فعند أول هزة يرتطم بالأرض، ويسقط سقوطًا عنيفًا ولكن لا يسمع له دوي، فكذلك يسقط المتسلقون.
وهؤلاء المتسلقون لا يهمهم الكيف ودائمًا يسعون خلف الكم، ويبذلون جهودًا واهية ليجمعوا قدرًا كبيرًا من الأشياء التي في الحقيقة ليست لهم، ولا يمتلكون جزءًا بسيطاً منها، ولكن في الحقيقة من يستحقون الإشادة هم الأكتاف الذين حملوهم واوصلوهم إلى ذروة المجد والمعالي، فأصبحوا ناجحين ومتألقين بمحض الصدفة، وبمحض الخلسة.
ولو بحثنا عن تاريخ ملفاتهم لم نجد أية نجاحات تذكر على أرض الواقع إلا من خلال الأيدي التي مكنتهم من الوصول لتلك القمة.
هؤلاء النوعية من الأشخاص قد يصلون سريعًا ولكن لا تدوم لهم النجاح طويلاً، فعند أول تصفية ينزلقوا إلى الأسفل وينتهي دورهم.
هذه الفئة تمتلك القدرة على التشكل والتلون على كافة الأصعدة، لا يكترثون لغيرهم، ولا يخجلون ولا يشعرون بإحساس المسؤولية، ودائمًا لديهم أساليب فتاكة في الخداع، ويستخدمون كل الطرق للوصول إلى هدفهم دون التفكير بالعواقب، وكثيرًا ما يستخدمون غيرهم كأداة للوصول إلى بغيتهم ومرادهم، فالأدوات الطيبة من البشر تصنع لهم المجد الذي يحلمون به، ونفسهم هؤلاء سرعان ما يستغنون عن تلك الأدوات في أول منعطف قد يعترض سبيل نجاحهم.
والحياة مليئة بمثل هذه العينات وفي شتى المجالات الخاصة منها والعامة، والعينات في تزايد كبير، قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، فالفرق شاسع وكبير بين من يعلم ويدرك ويجتهد وبين الذي لا يتوانى للحصول على المعرفة أو الوصول إلى النجاح بلا جهد وبلا تعب وقد يصل إليها بالأساليب والطرق الملتوية.
الإنسان المجتهد مهما تعثر ومهما طالت رحلته للوصول إلى قمة النجاح فلا بد له يومًا من الوصول والتتويج عن جدارة، فيحس بمتعة الرحلة، ومتعة الوصول، ومتعة النجاح، ومتعة التتويج أو التميز.
فالليل وإن طال لابد للصباح من أن يبزغ وينير الأرض، والسفر وإن طال لابد من الرجوع إلى الموطن وإلى المقر، وإلى الأمان، كذلك الإنسان الطموح مهما تكالبت عليه صنوف العثرات لابد أن يصل إلى ذروة المجد، ويعتلي السعادة جبينه الوضاء، الذي لطالما نُقش عليه آثار الكد والجهد والتعب.
فظهور بإرادة قوية وعمل دؤوب خير من التسلق بإجحاف وخداع وتستر، فمن أراد بلوغ المعالي لابد أن يلعق الصبر، ولا يتوانى للوصول إلى قمة الهرم بكل سبل العمل والجهد والمثابرة، ولكي يصل إلى النجاح لابد أن يمر بلحظات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.
وهناك مثل دانماركي بليغ يقول: "من تركبه على كتفيك يحاول الصعود على رأسك".
"إن أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر" غازي القصيبي.
- أمانة العاصمة المقدسة تزيل التعديات على أراضٍ حكومية بحي المسفلة
- حجاج الأردن وفلسطين يشيدون بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بمنفذ حالة عمار
- القبض على شخصين بالجوف لترويجهما 21.974 قرصًا من الإمفيتامين المخدر
- استعدادًا للقاء باكستان.. “الأخضر” يواصل تمارينه في معسكر الرياض
- فينيسيوس يقود ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال
- القبض على مقيمين في الرياض لترويجهما الشبو المخدر
- بيان مصري قطري أمريكي: مبادئ بايدن تمثل خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار في غزة
- متحدث “القوة الخاصة لأمن الطرق”: منتصف الليلة نبدأ تطبيق آلية ضبط مخالفي الحج
- أمير الكويت يصدر أمراً أميرياً بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً للعهد
- النصر يستهدف التعاقد مع نجم نابولي الإيطالي
- الطبيب البيطري أيمن فطاني يرقد على السرير الأبيض
- مدير عام فرع هيئة الهلال الأحمر بالحدود الشمالية يتفقد الخدمات الإسعافية
- فتح التسجيل لمرحلتي رياض الأطفال والصف الأول عبر برنامج “نور”.. غداً
- “الداخلية”: إبراز تصريح الحج لرجال الأمن شرط نظامي لمنع وضبط مخالفي الأنظمة
- المملكة تدين محاولات الاحتلال تقويض جهود “أونروا” عبر تصنيفها بالإرهاب
ظهور بإرادة أو تسلق بإجحاف
(0)(2)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3429901/