الجيش بأسلحته ودباباته يخرج من ثكناته ويطوق المبنى الرئاسي والمؤسسات الحكومية وينصب قائد الجيش أو حليف له رئيساً للبلاد مشهد ليس غريباً على دولة ميانمار التي حفظت هذا المشهد بعد عدة انقلابات سيطر فيها النظام العسكري على الدولة سنوات طويلة هذا النظام الذي بدأ مستميتاً للسلطة رافضاً واقع الدولة المدنية فمنذ استقلال ميانمار والنظام العسكري في صراع طويل مع قادة المعارضة المدنية والتي حملت شعلتها ابنة أحد أبطال الإستقلال الحائزة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سو تشي التي عادت إلى وطنها مع اندلاع احتجاجات تطالب بإصلاح ديمقراطي وعملت على تأسيس حزبها حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية كانت سو تشي بمثابة العدو الأول والمحرك الرئيسي لأي انتفاضة ضد النظام العسكري وقياداته ورمزاً من الرموز المعارضة لهم في مشهد تحدي وإصرار دام لسنوات عانت خلالها من الإعتقال والإقامة الجبرية لعدة أعوام ورفض تسليم السلطة حتى بعد فوز حزبها في الإنتخابات عام 1990 ولنضالها السلمي ضد النظام انذاك حصلت على جائزة نوبل للسلام اليوم بعد إنقلاب الجيش على السلطة واستيلائه عليها بعد سيل من الإتهامات وجهها الجيش إلى حزب سو تشي بحصول تزوير خلال الإنتخابات البرلمانية الأخيرة التي حققت فيها حزبها الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الأغلبية المطلقة في البرلمان تم احتجازها ووضعها رهن الإقامة الجبرية مع عدد من كبار المسؤولين في الحزب وتسليم السلطة إلى القائد العام للقوات المسلحة مين أونغ هلينغ الشخصية الأكثر نفوذاً في البلاد والذي بدوره قام بتعيين عدداً من الجنرالات في المناصب الرئيسية مين أونغ المدرج في القائمة السوداء بسبب ارتكابه العديد من الجرائم والإنتهاكات بحق الروهينغا وأقليات أخرى هذه الجرائم التي كانت بتحالف سياسي عسكري يتفق ولأول مرة بعد نصف قرن على قتل وتهجير هذه الأقليات وفاق ملطخ بدماء الأبرياء وعلى جثث الأطفال والنساء وكبار السن كانت هنا نقطة التقاء الشياطين سو تشي الناشطة التي قضت حياتها وهي تطالب بحقوق الإنسان حتى أصبحت أيقونة للحقوق المدنية نجحت بعد معاناتها المريرة مع هذا الجيش في دفعه إلى ثكناته وإعطاء الشعب حق تقرير مصيره واختيار من يحكمه تقف بتاريخها النضالي أمام محكمة العدل الدولية لتدافع عن جرائم ومجازر الجيش في حق الروهينغا التي فرت من فظائع هذا الجيش إلى بنغلاديش لتعاني مرة أخرى ألم التهجير والتعتير ! الإبادة الجماعية التي شاهدها العالم بأسره وكانت وحدها سو تشي من يشاهد الجريمة من خلف ستار ! تحاول تبرئة الجنرال مين أونغ ورفاقه الذين أطاحوا بحزبها في إنقلاب الأمس كهدية شكر لموقفها الذي جعل منها شخصية مناقضة لمبادئها وقيمها أمام المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان فأصبحت من منارة ورمز للديمقراطية والحقوق المدنية إلى رمز للدكتاتورية والإضطهاد والتمييز ضد الأقليات في بلادها وبذلك تمحو تاريخ نضالها الإنساني والحقوقي بتأييد ودعم القتلة والمجرمين وإنكار المجازر والمذابح في حق الإنسان البريء الذي ظلت تخطب بإسمه ولأجله كثيراً !
- “تعليم المدينة المنورة” يُعلن عن تقديم اختبارات الفصل الدراسي الثالث
- «المرور»: التسارع المفاجئ يعرض حياة قائد المركبة والآخرين للخطر
- السفير الأمريكي بالمملكة: علاقة الولايات المتحدة والسعودية مستمرة منذ 80 عاما بجميع المجالات
- النصر يتجه لتجديد عقد “رونالدو” حتى عام 2026
- وزير الخارجية: حل الأزمة السودانية سياسي «سوداني – سوداني» يحترم سيادة البلاد ووحدتها
- القبض على شخص بمنطقة الرياض لترويجه مواد مخدرة
- «الحياة الفطرية» يطلق مشروعًا لتقييم الموائل والأنواع البحرية في الخليج العربي
- وزير التجارة: المملكة لديها رخص لمستثمرين بريطانيين
- شرطة منطقة مكة المكرمة تقبض على مواطن أساء للذات الإلهية
- وزير الخارجية يبحث مع نظيريه بالسودان وسوريا سبل تعزيز التعاون المشترك
- حرس الحدود بتبوك يقبض على مخالف لتهريبه 60,000 قرص من الإمفيتامين
- الصحة العالمية: بيانات محدثة تحدد هوية 25 ألف جثة في غزة
- وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 49 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
- خادم الحرمين يوجه بتقديم أجود الخدمات للحجاج.. 15 قرارًا جديدًا لمجلس الوزراء
- حالة واحدة توجب استشارة الطبيب.. دراسة: الكلام أثناء النوم قد يكون مشكلة صحية
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3428567/