من دون أدنى مجالاً للشك أن المؤسسات الكبرى العاملة في أي مجال تُصيب وتخطئ بحكم من يقومون على إدارتها هم أناس مثلنا مثلهم، ليسوا من كوكب أخر ولا أنبياء منزهين، ومن غير المعقول التركيز على السلبيات وترك الإيجابيات.
ومن ضمن المؤسسات الكبرى في المملكة العربية السعودية "اتحاد كرة القدم"، وما دفعني إلى كتابة هذا المقال أنني لامست انتقادات لاذعة للاتحاد على موقع "تويتر" ، وتوجيه اللوم على تراجع النشاط الرياضي دون أن يكون هناك إلمام تام من قبل المنتقدين بالظروف الصعبة التي يمر بها دول العالم عقب انتشار فيروس كورونا.
إن توجيه سهام الانتقاد للاتحاد فيه إجحاف كبير لسبب، بسيط أن أعظم أندية العالم ألا وهو نادي برشلونة الأسباني تلقى خسارة كبيرة من قبل نادي بايرن ميونخ الألماني في دورى أبطال أوروبا بنتيجة 8 -2 ولم نجد مثل هذه الانتقادات الموجه لاتحاد ، لسبب بسيط وهى أن كرة القدم مكسب وخسارة.
كما أن توقف دوريات العالم بسبب كورونا أثرت بدورها على أداء اللاعبين والمدربين ليس فقط في السعودية وإنما في الدوريات الأوربية، وخير مثال الدوري الإيطالي خير هبط مستوى فرق "اليوفنتوس" الذي يلعب له العالمي كرستيانو رونالدو وكذلك الإنتر ميلان وروما.
ولكى يتم الحكم بشيء من الحيادية على الاتحاد السعودي يجب أن نذكر سلبياته وإيجابياته على مدار العامين الماضيين وما ينوي إنجازه خلال الفترة المقبلة، إذ تمكن الاتحاد من مساعدة منتخبنا الوطني في اللعب بكأس العالم في روسيا عام 2018 ، وظهر الأخضر بشكل مشرف جداً.
كما يجهز الاتحاد السعودي لكرة القدم، وثائق المرحلة الثانية من متطلبات نظيره الاتحاد الآسيوي، لاستضافة كأس آسيا 2027، التي ترشح لها خمس دول هي: السعودية، قطر، الهند، إيران، وأوزبكستان، وتتضمن الوثائق اتفاقية المدن التي ستُجرى فيها مباريات البطولة، والملاعب التي تلعب على أرضها المنتخبات المشاركة، إضافة إلى ملاعب التدريب الرسمية.
ألا حري بهؤلاء المنتقدين لأداء الاتحاد أن يكونوا حيادين ويتذكروا أن الاتحاد جعل التعامل مع جميع الفرق كلها في مستوى واحد، مما جعل الدوري السعودي من أقوى الدوريات في منطقة الشرق الأوسط.
وحقيقة إن هذه القوة ساهمت وبشكل كبير في حصول نادي الهلال على بطولة دوري ابطال أسيا، عن جدارة واستحقاق ، جعلته يشارك في بطولة كأس العالم للأندية في شهر ديسمبر الماضي وسط كبار أندية دول العالم.
وخلف هذه الإنجازات لابد أن نوجه الشكر لسمو وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي آل سعود ، الذي استمدت الرياضة في المملكة من روحه الشبابية اليافعة المليئة بالحماس ، إذ أنه لم يبلغ سن الأربعين بعد ، وتجده يقدم كل الدعم للأندية ، لا سيما عقب عودة الدوري بعد فيروس كورونا.
ولله الحمد لم تظهر أي حالات إصابة بالفيروس بين الأندية في وقت تجد أندية ذات صيت واسع كبيرة ، مثل نادي باريس سارجيمان الفرنسي يصاب به عدة لا عيبين بـ"كورونا" على رأسهم البرازيلي "نيمار"، والسبب يرجع أن وزير الرياضة وجه بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية لحماية اللاعبين وكل من يشارك في العملية الرياضية.
وذلك بفضل السياسة الحكيمة والخطط المدروسة التي ينتهجها الاتحاد السعودي بمتابعة ودعم لا محدود من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان راعي الرياضة والريادة في المملكة .
أ. عبدالعزيز بن منيف بن رازن ciars