شواهدٌ وحالات استثنائيةٌ قلّما تجدها تتوفر في كل مكان سيما هذا الزّمانُ فبعد عودتي وزملائي من جازان الذين رافقوني لحضور حفْل تكريم اللواء ناصر الدّويْسي (الدكتور.نايف عويض ومحمد عيضة ووجدي البصرواي)
وما إِنْ حطت رحالنا وأخذت القسط الكافي من الراحة كوني تشرّفت بقيادة المركبة التي أقلتنا ، جلستُ يستغرقني الليْل ويلفني الصّمْت ماذا عساي أقول فيما شاهدت ولامست بجازان الأرض والإنسان .
نعم - جازان بجبالها الشامخة وبأرضها المعطاءةُ وبحرها المكنون بالدرر، فمن تلك التربة ومن تضاريسها استقى الإنسان بمنطقة جازان هذا الشموخ والجود والبذل في العطاء -ولا عجب في ذلك - ومن المؤكد أن من يزرع الرياحين والفل والكادي لن تجني منه إلّا أجمل الروائح وأجمل ألوان الزهور.
حقاً هذا ما لمسناه من أهالي منطقة جازان - ساحلاً وسهلاً وجبلاً - أهل الوفاء والعطاء في حفل تكريم زميلنا الغالي سعادة اللواء ناصر الدويسي ، ومن هنا تجلت لنا معاني الحب والوفاء لرجل الوفاء (أبو صالح ) فهو مَنْ زرع ثم حصد مازرعه من حب وأسلوبه الراقي في تعامله الحضاري مع كافة شرائح المجتمع فتجده تارةً يوقّرُ شيخهم وتارة أخرى يعطف على صغيرهم ومشاركاً لهم أفراحهم وأتراحهم وكأنه واحد منهم .
أنا هنا أتحدث عما شاهدته من ذلك المجتمع الجيزاني المتنوع التضاريس والمتفق على حبِّ الأخ ناصر بليلة تكريمه من أهالي منطقة جازان .
فما رأيت وماسمعت يفوق قدرتي على الوصف في حفل بهيج في مكان لا يليق الا بالكبار من رموز الوطن.
تنظيماً وإخراجاً وإبداعاً لا تشاهده إلا في مناسبات العظماء ، حفلٌ تنوعت فقراته بتنوع تضاريس تلك المنطقة العزيزة على قلوبناً ، شعْراً ونثراً وإنشاداً في حلّةٍ أدبيةٍ بهيةٍ ، لانستغربها من منبع أرض الأدب والأدباء ورعاية كريمةٍ من أميرٍ راقٍ فكراً وعلماً استطاع الإرتقاء بمنطقته خلال فترةٍ وجيزة .
وتكاد تجزم بإن كل المجتمع الجيزاني يتنافسون ويتفنّنونَ بتكريم هذا الرجل ولكنّ ماقدموه خلال التكريم يفوق الخيال ، فلم أسمع من قبل أحداً كُرّم على هذا المستوى من التكريم في مجتمعاتنا القريبة أو البعيدة ، لشخصٍ لاتربطه صلة قرابة بمن حوله سوى الاحترام المتبادل والحب والصادق عدا ما رأيته من علاقة بين المجتمع الجيزاني والأخ الدويسي.
وبفضل القدرةِ الإلهيةِ التي جمعت وألفت بين قلب هذا الرجل ابن منطقة سدير وقلوب أبناء منطقة جازان أولاً ثمَّ أسلوبه الراقي عرف كيف يجذب هذا المجتمع بتعامله معه بأحسن التعاملات إلى أنْ وصل لما وصل إليه من حب وتقدير وثقة الجميع .
وعندما شاهدت هذا الرجل يتجه بنا في كل مكان وعند عدد من الأشخاص وكأنه يتجه لمنزله الخاص تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأن كلَّ هذا ما هو إلّا نتيجةٌ حتمية لما كان يقدمه من تعامل راقي مع كل شخص من أبناء ذلك المجتمع.
وشاهدت أيضاً بأم عيني بعد حفل التكريم تلك الجموع الغفيرة من أبناء جازان ومحاولة كل فرد منهم بإقناع الزميل ناصر بأن يحضى بموافقته وتشريفه منزله لتقديم الواجب الذي يستحقه منهم.
فماذا عسانا نقول في شخص يتسابق الناس على تكريمه بعدما ترك كرسي المنصب وبهرجته ومغرياته وسلطنته ولم يبقى في يده إلا ذكريات مصافحته يد شيخ كبير أو مسحه بيده على رأس يتيم .
ولم ينخدعْ يوْماً بذلك الكرسي المغري والسلطوي والمخادع الذي - مع الأسفْ - افتقد الغالبية من الناس كيفية التعامل معه وما يجب أن يطوع له ، حيث كانَ للدويسي قراءته وفلسفته الخاصة في كيفية إدارة ذالك الكرسي الدوار
واستطاع معرفة أسراره فكانتْ سلطة الاحترام أقوى بكثير من سلطة المنصب حتى تمكن من خلالها الوصول إلى قلوب الآخرين ، وبذلك جنى ثمار ذلك الكرسي المغري والمخادع شكراً وعرفاناً من الجميع لا بغضاً ونكراناً.
- 5 طرق لسلامة الأمعاء وصحة الجهاز الهضمي
- بين 40 و8 ْمئوية.. “شرورة” و”السودة” تسجّلان أعلى وأدنى درجة حرارة بالمملكة اليوم
- «مطار الملك خالد»: انحراف طائرة قادمة من الدوحة عن المدرج الرئيسي أثناء هبوطها
- طقس الإثنين.. توقعات بهطول أمطار رعدية تؤدي إلى جريان السيول على عدة مناطق
- تدشين فعاليات ” أسبوع البيئة” في محافظة أضم
- النيابة العامة: إدارة “برنامج الحماية” تلتزم بوقاية المشمولين من أي خطر أو ضرر
- ستكون عن بُعد.. “تعليم القنفذة” تُعلّق الدراسة غدًا الاثنين بناء على تقارير “الأرصاد”
- ترتيب الدوري الإنجليزي بعد فوز آرسنال والسيتي اليوم
- المملكة تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوترات العسكرية شمال دارفور
- قادمة من شنغهاي.. مطار الملك خالد الدولي يستقبل أولى رحلات خطوط شرق الصين
- وزير المالية: المملكة تستطيع الوصول إلى نمو يتجاوز الـ10%
- الشيخ د. “وجب العتيبي” لرجال القوة الخاصة للأمن والحماية احتسبوا الأجر فأنتم تحفظون أمن البلد
- ولي العهد ورئيس الوزراء العراقي يستعرضان العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتطويرها
- “السديس” يطبق مبدأ التعايش السلمي قولًا وفعلًا ليعكس للعالم الرسالة الوسطية
- وزير الخارجية: غزة تحتاج 30 عامًا لإعادة البناء بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع
المقالات > عندما تتفوق سلطة الإحترام
عندما تتفوق سلطة الإحترام
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3104996/