تنقدح في ذهني بشكل متكرر خاطرة مفادها أننا نحن كمجتمع من يساهم في توسيع الفجوة ، وتباعد الهوة بيننا وبين شبابنا من الجنسين . ومع كل موقف نراه في شوارعنا ، وأسواقنا ، ومجمعاتنا التجارية ، ومدارسنا ، وجامعاتنا وغيرها من تلك المواقع التي لها علاقة بالشباب من قريب أو بعيد ، وحينما أرى جحافل السيارات المعدلة ( والمرهمة ) و( المرفهة ) وسمها ما شئت من تلك ( الألقاب ) التي يتفاخر الشباب بينهم في تنويع مسمياتها ، ومضامينها على اختلاف دلالتها. أقول حينما أرى تلكم السيارات تجوب الشوارع ما بين إزعاج أو تهور أو تحدي أو( فرفرة) وقد اجتمع في كل سيارة مجموعة من زملاء الفصل أو الحي أو القرابة يجمعهم في ذلك هدف التسلية أو تضييع الوقت أو تفريغ الطاقات التي في دواخلهم . وسؤالي الذي يدور في ذهني بشكل متكرر .. هل هؤلاء الشباب مع ما يتلقونه من توجيهات وقيم سلوكية ومواعظ دينية لا يعتبرون ما يفعلونه خطأً يستحق التصويب أم لا يَرَوْن فيما يسدى إليهم من النصائح ما يزيد على قيم ومثل ليس بوسعهم تطبيقها كما أن مسديها كذلك قد لا يستطيع القيام بها أم ماذا يا ترى ؟ في اعتقادي أن ثمة عوامل عدة ساهمت في توسيع الفجوة بين الشباب والمجتمع سأتحدث عن بعض منها أننا نحن كمجتمع عزلناهم من حيث ندري أو من حيث لا ندري وخذ على ذلك دليلاً من الواقع اليومي .. حينما يخرج ذلك الشاب من بيته منطلقاً يهيم في الشوارع وهو في الأصل لا يدري إلى أين وجهته ثم يقرر هو وزملاءه التوجه إلى مجمع تجاري بهدف الجلوس في مقهى أو مطعم .. تجد أن كثيراً منها ولا أقول كلها قد كتب على مداخلها عبارة ( للعوائل فقط ) وحينما يتجهون إلى منتزه يجدون ذات العبارة تلاحقهم ، وهنا وهناك نلاحظ أن غالبية المواقع الجذابة أو الترفيهية مخصصة للعوائل في ذات الوقت الذي يحتاجها الشباب كذلك ؛ ثم يخصص لهؤلاء ( المساكين ) وقتاً في الظهيرة أو بعد العصر مباشرة وكأنهم من كوكب آخر ينامون من حيث لا ينام الناس ويستيقظون من حيث لا يستيقض الناس !! وفِي مجالسنا نريدهم أن يتحدثون بنفس الطريق التي نريدها ويفكرون بنفس الطريقة وإلا فهم ( جيل فاشل ) ونحن في الجانب الآخر نقدم لهم ما يفوق حاجاتهم الضرورية والترفيهية من المال ، ونعطيهم من السيارات والملابس والجوالات ووسائل الاتصال والتواصل ما يفوق حاجاتهم وطاقاتهم ومساحة أوقاتهم ثم نطالبهم بأن يكونوا أهلاً للمسؤولية والعقل ( والركادة ) ونقدّم لهم مُثُلاً وقيماً لم نمارسها نحن كمربين وآباء وأمهات ثم نقول ... لماذا شبابنا لا يقدرون المسؤولية ؟ وفِي مدارسنا إما أن نكبتهم حتى يخرجوا عن المألوف أو نتركهم فريسة الدلال والاهمال حتى يخرجوا عن المألوف وكأن الأصل في الطالب أن يكون مؤدباً متعلماً متقناً قبل أن نعطيه ما يحقق ذلك كله . إن الاعتدال في كل شي منهج شرعي رصين ، وأساس في التربية المتوازنة فلا إفراط ولا تفريط فلا أن نجعلهم فريسة (للعزلة المجتمعية) فنعزلهم ونفقدهم الثقة ونحارب إبداعاتهم ، ولا أن نغرق في الدلال والاهمال حتى نفقد العلاقة المبنية على الحب والتقدير والاحترام ، ولَك أن تقارن عزيزي القاريء بين هؤلاء الشباب وهم داخل بلادنا وهم خارجها لتدرك بوضوح أننا نجحف في حق هؤلاء الشباب الطامحين ، وحتى لا يقول قائل أن في كلامي دفاعاً عن الذين يزعجون الناس ويرتكبون الحماقات أعود فأقول أن الأصل في شبابنا أنهم أهل للثقة وفِي حال بَدَرَ من أحدهم ما يخل بالنظام أو الذوق العام فلا ينبغي السكوت عنه أو مجاملته تحت أي ذريعة وفِي المقابل لا يجدر بِنَا تعميم الحكم على الغالبية قياساً على حالات شاذة . وحتى لا نكون كذلك جزءًا من مشكلاتهم التي ستتلاشى مع إيماننا بقدراتهم وإمكاناتهم وأنهم لبنات الغد المشرق القوي لوطننا الغالي .
- وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 50 لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة
- «وقود السعودية» تنفي اندلاع حريق في محطة بعد انفجار جوال أثناء الدفع الإلكتروني
- “الجلاجل” يزور القنفذة ويتفقد سير العمل بمرافقها الصحية
- بلدية بيشة: آلية ميدانية لمتابعة المُخلّفات العشوائية وغرامات على المُخالفين
- أمير منطقة القصيم يكرم الفائزات بجائزة شقائق الرجال في دورتها الرابعة
- أمير منطقة تبوك يتفقد مبنى مجلس المنطقة وقاعة المؤتمرات
- استعداداً لموسم صيف هذا العام .. أمير الباحة يتفقد عدد من المواقع والمتنزهات السياحية
- أمير الحدود الشمالية يستقبل وزير الشؤون الإسلامية ويدشّن البرنامج الدعوي ” ولاء وعطاء “
- غرفة بيشة تناقش الاستدامة المالية وتنظيم ملتقيات التوظيف
- “جوجل” تكشف النقاب عن “ماوس” يعمل من دون استخدام اليدين.. كيف يعمل؟
- صدور عدد من الأوامر الملكية
- انطلاق ملتقى الجمعيات الإعلامية الثاني على مستوى المملكة بالبكيرية
- “الأسرة الخضراء”.. مجلس شؤون الأسرة يطلق حملةً توعويةً حول التغير المناخي
- لجنة مراقبة عقارات الدولة وإزالة التعديات بمحافظة الرس تزيل تعديات على أراضي حكومية بمنتزة جبل خزاز بمركز دخنة
- “البنيان”: قطاع التعليم بشكل عام صارم والبساطة هي الحل الأمثل نحو مستقبل أفضل
المقالات > شبابنا والعزلة المجتمعية
شبابنا والعزلة المجتمعية
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3096167/