بلا شكٍ أن الشباب هم عماد الأمة وسندها ، وحاضرها ومستقبلها ، فهم وسيلة التنمية وغايتها ، حيثُ يُعتبر الشباب ربان قارب المجتمع نحو التقدم ، وقادةُ سفينتهِ نحو التطور ، كما أنهم نبض الحياة في فؤاد الوطن ، وبسمة الأمل المنير ، ونبراس المستقبل المضيء ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " نُصِرتُ بالشباب " وذلك لأنهم الأساساتُ القوية التي تنهضُ عليها البلدان ، والدعائمُ المتينةِ التي تعتمدُ عليها المجتمعات .
فالشبابُ دائماً ترمومتر التنمية و محور التغيير ، وأساس التطوير لأي تقدمٍ تعليميٍ واقتصاديٍ و سياسيٍ و أمني و رياضي .
ومن هذا المنطلق فقد وضعت قيادتنا الرشيدة هذه المرحلة العُمرية الهامّةِ بعينِ الاعتبار ، حيثُ بنَت رؤيتها 2030 لتخدم الشباب ، وتوفر احتياجاتهم ومتطلباتهم من أجلِ بناء شخصيةٍ متزنة متطلعةٍ لحاضرٍ مشرقٍ ومستقبلٍ مزدهر ، حيثُ سعت هذه الرؤية الثاقبة لتحصين الشباب فكرياً ، وحمايته من الهجماتٍ الشرسة التي يتعرض لها من أعدائنا المتربصين لِبثِّ سموم التفرقة ، و شق وحدة الصّف بالتيارات الفكرية الخطيرة والهدّامة ، والتي تسعى لجعل مجتمعنا يعيش التبعية ، ومفككاً ينحرُ بعضهُ بعضاً .
كما أن الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة استهدفت بناء الشباب روحياً ، وذلك بغرسِ القيم الأخلاقية ، وتجذير السلوك النبوي في نفوسهم ، وكذلك العمل على إعدادهم بصورة مُثلى لِتفادي سلبياتهم ، وخلق فرص استثمار طاقاتهم ، وعنفوان قوتهم ، بما يعودُ على الأمة بالنفع والفائدة ، كما قامت هذه الرؤية بخطواتٍ علميةٍ مدروسةٍ للقضاءِ على البطالةِ التي تنخرُ في جسدِ المجتمع ، وتجعلهُ يعيشُ في عتمةِ زوايا الضياع .
وفي الأخير أقول حفظ اللهُ شبابنا فهم العمودُ الفقري لمجتمعنا ، وهم من سيبني صروح أمجاده على أُسُسٍ متينة صامدةً أمام رياح الغدر ، وعواصف الخيانات ، وأعاصير العداوات .