وجه لي أحدهم تهمة عدم المصداقية قبل أيام رغم أني لا أمارس ذلك ولله الحمد( ليس تزكية لنفس ) ولكني اعتقد في نفسي ذلك ويلمسه الآخرين من حولي ولله الحمد.
وقد كان لاتهامه الوقع المرير علي نفسي وأنا إنسان وقد خلق الله الإنسان هلوعا إذا مسه الشر جزوعا.
ولكن الله سبحانه وتعالى اظهر الحق الذي كنت اخشي أن يطول بيانه.
فلعلي ابدأ مقالي هذا بحديث شريف يسهل مهمتي بإيصال ما ارغب في إيصاله لقارئي المبجل.
((عَنْ أَبِي أمامه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلالِ كُلِّهَا إِلا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ. )) [ أخرجه أحمد في مسنده ].
في سياق هذا الحديث الشريف استبعد النبي عليه السلام ان يطبع المؤمن على الخيانة والكذب!!
علماً أن الكذب هو صفه رديف للخيانة وهما وجهين لعملة واحده فالخيانة هي خرق العهود والمواثيق وانتهاك الاتفاقيات المعقودة بين الأفراد والمجتمعات بجميع هيئاتها وأشكالها ولكن أثرها ينحصر بطرفين على الأقل؟
أما الكذب وهو محور وصلب هذا المقال والذي سأحاول جاهداً ان أبعثر في صلبه شيء من حروفي وعباراتي المهلهلة لعلي استطيع ان أطوع شيً منها يرضي ذوق المتلقي والذي هو همي وعظيم اهتمامي والذي اعتصر من اجله خلايا أفكاري!
أعو لـ ذي بدء وهو الكذب الذي هو تزييف الحائق جزئياً أو كلياً وهو جرم لا يقتصر على فاعله بل يتعداه إلى الآخرين ممايلحق بهم الضرر الفادح وقد يصل في بعض درجاته إلى القتل والسحق وضياع الحقوق وهو وسيلة مقيتة وصفه رديئة لا تليق بالمؤمن خاصة وبالسوي من البشر عامة.
ولا يمارسه من البشر سواء الضعفاء؟
الكذب مطية هزيلة قد توصل ممتطيها لوجهه معينه ولكنها حتماً ستتردى بصاحبها في وحل الرذيلة وان طال به مسيرها؟
الكذب صفه نفى معلم البشرية وطبها وطبيبها الذي لا ينطق عن الهواء ان تكون من سجايا المؤمن أو خلة من خلاله لوقاحته وردأة بضاعته وخسران صاحبه و لعظم جرمه وسوء فعلته و وضاعة صاحبه!
مقته عليه السلام في زمن كانت وسيلة انتقاله بطيئة جد وقد يكون أثره اقل وطأة؟
ولكنه عليه السلام يعلم بأن الزمن سيسمح بتداوله على المدى البعيد مما سيجعل العواقب وخيمة لفقد المصدر لهذه الكذبة والرجوع إليه محال لمعرفة الحقيقة!
فمابالنا في هذا الزمن الذي هو زمن السرعة التي جعلت الكون كله شبيه بمجلس صغير يسمع فيه القاصي قبل الداني همسات الهامس إذا همس!
زمن يكذب فيه الكاذب في أول الساعة وتبلغ كذبته الأفاق قبل ان تلفظ تلك الساعة ثوانيها الأخيرة!
أختم قولي في وجهة نظري التالية والتي قد تكون صائبة أحيانا وغير صائبة احايين كثيرة؟!
انه يعظم أمر الكذب الذي هو بالأساس جرم عظيم وتكبر جريمته في ثلاثة:-
( رجل الدين والإعلامي والمسؤول )
فهؤلاء من أكثر الأفراد إظلال وتظليلا للحقيقة ولو كان الأمر بيدي لشيدت لهم سجناً ذو زنزانات انفرادية وبزوايا مائلة ، ولجعلت نكال لهم بأيدي مجموعة من البشر حرفتهم وضيعة وهي فن الكذب لكي يعذبوهم في فنونه!!!!!
دمتم بود ...