في كل زيارة لمسؤول أو عند افتتاح مشاريع هنا وهناك يتبعها تصاريح فضفاضة بحجم سماء الباحة بأن هذا المشروع الحيوي وذاك المركز العالمي سيضيف للباحة ويجعلها من أولى مناطق المملكة بل قد يكون أفضل مشروع على مستوى الشرق الأوسط .
وما هي إلا أيام معدودات وتبدأ معها معاناتنا وويلاتنا مع هذه المسلسلات والمواجع التي لا تنتهي ولن تنتهي ما دام هناك غياب للمتابعة والحساب.
هناك برج بجوار مستشفى الملك فهد فرحنا بولادته ولكنه ولد ميتاً .
وهناك طرق وشوارع بمدينتنا ومحافظاتنا فرحنا بها ولكنها أهلكت الحرث والنسل .
هناك جامعة تجمع بين السكن والتعليم فرحنا بها ولكن قَتَلنا الإنتظار.
هناك وهناك جهات أخرى خدمية أثقلت كواهلنا بمقولة حسب النظام ونرى بعين الحسرة أن جاري فلان بنفس الظروف والزمان والمكان لكن الفرق أن ابن عمه كما يٌقال واصل أو (عروقه في الماء)
بل تمتلئ صُحفنا بالتكريم والشكر والعرفان للمسؤول غادر وآخر قادم (ولكن على أيش التكريم والشكر والعرفان) على فسادهم وخياناتهم للوطن ومماطلاتهم للمواطن أغلبهم كذا .
هذه يدٌ فساد يٌفترض أن يُرمى صاحبها خلف القضبان هذه أيدي الفساد التي تعبث بنا وبأحلامنا.
وصلت أفراحنا عنان السماء ولكن عادة خائبةً في ضيق الأرض ومستنقع الأزمات ومضت السنون ولم ينتهي هذا المشروع ولا ذاك بل يٌعاد ثم يٌعاد وهات ميزانيات.
بل كثُرت الفلاشات وطال الزمان بنا ولم نعد نرى لتلك الوعود واقعاً ولا حتى حُلماً إلا أمام الكاميرات والصحف والمجلات تزينها صورته الممكيجه وابتسامته الصفراء التي تُخفى ورائها معاناة كل مواطن ومسكين يئن تحت وطئة المواجع والوعود الكاذبة .
الأيام الرمادية والليالي السوداء وما أكثرها تغتال أفراحنا يوماً بعد يوم وقد أخذت شيوخنا وأمهاتنا وصغارنا وكبارنا ، إما من على الأسرة البيضاء والتي أصبحت رمادية اللون بسوء التعامل أو الأخطاء الطبية أو عدم توفر العلاج أو الأسّرة والتي أصبحنا نفضل البقاء في المنازل على الجلوس في المستشفيات .
أو بسبب سوء الطرق والمداخل والمخارج والتحويلات من منعطفات وحفر وعدم التطبيق لوسائل سلامة الطريق وعشوائية التنفيذ وإرتجالية التعليمات والتجاهل لكل ما يهم هذا المواطن الذي مع كل تصريح تزداد مواجعه وأحزانه.
بل أصبحت مساجدنا حزينةً من كثرة الجثامين التي تدخلها كل يوم ونٌصلي عليها.
ماذا نريد ما هو المطلوب .
نريد لفتة حازمة من أميرنا المثقف الواعي بترك البرتوكولات جانباً ابتداءً بالبشت وليس انتهاءً بغداء عمل أو عشاء ، وإنما جلسات عملٍ حقيقة وبحث وتقصي مشمرين عن سواعدهم و يرأسه شخصياً بشكل مباشر مع المناقشة والمحاسبة عن الصغيرة قبل الكبيرة ( وبالعين الحمراء )حتى ننعم بالباحة الحقيقية ومعناها الحقيقي .