انطلقت في مدينة أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم 1 مارس 2019، أعمال الدورة السادسة والأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار (50 عاماً من التعاون الإسلامي خارطة الطريق للازدهار والتنمية).
وشهدت الجلسة الافتتاحية تسليم الرئاسة من جمهورية بنجلادش الشعبية رئيس الدورة السابقة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية، وتم انتخاب أعضاء المجلس الجديد (الإمارات رئيساً وأفغانستان وأوغندا وفلسطين نواباً للرئيس وبنجلاديش مقرراً).
وفي كلمته الافتتاحية، أشاد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالجهود الجبارة والقيمة التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده، الأمير محمد بن سلمان من أجل تعزيز أواصر الوحدة والتضامن في العالم الإسلامي وتحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي.
كما شكر الشيخ عبد الله بن زايد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين وفريقه على الجهود المخلصة التي يبذلها في سبيل تعزيز التعاون المشترك والتنسيق لتحقيق أهداف المنظمة التي تحتفل بمرور 50 عاماً على إنشائها.
وأكد وزير الخارجية والتعاون الدولي على وقوف الدول الأعضاء مع القضية الفلسطينية والوقوف مع الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة. ودعا إلى إنشاء دراسة وقائية لمواجهة الإرهاب والتطرف وتعميمها على الدول الأعضاء لضمان وقف وعدم احتضان أي أفكار متطرفة.
من جهته، ألقى الأمين العام للمنظمة كلمة افتتاحية قدم فيها التحية للإمارات قيادة وحكومة وشعباً على استضافة هذه الدورة وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مشيراً إلى أنه “من حسن الطالع اننا نعقد هذا المؤتمر ودولة الإمارات العربية المتحدة تودع عام زايد ــ وكلنا فخر بما قدمه هذا القائد الهمام لشعبه وأمته الإسلامية بتأسيس هذه الدولة وتوحيد مكوناتها، وإرساء ركائزها على العدل وقيم المواطنة الحقة، وهي تشهد الآن تحت القيادة الرشيدة لحكامها وأبنائها تطوراً مهماً في جميع المجالات وتنطلق بقوة وثبات نحو مستقبل أكثر رفاهية وتقدما”.
كما تقدم العثيمين إلى حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، بخالص الشكر وأصدق عبارات العرفان على الرعاية الكريمة التي تتلقاها منظمة التعاون الإسلامي من دولة المقر، مما كان له الأثر الملموس والفعال في مختلف مهام المنظمة ونشاطاتها وإنجازاتها التي تحققت خلال الأعوام الخمسين من عمرها.
وأكد الأمين العام أن الأمانة العامة وبفضل مساندة وتعاون الدول الأعضاء، تمكنت خلال الفترة السابقة من إسماع صوت منظمة التعاون الإسلامي إلى العالم، وتحققت نقلة نوعية في أنشطتها وأعمالها، وتجاوزت تنظيم المؤتمرات إلى التفاعل متعدد الصلات والروابط مع العالم، ومع المنظمات الدولية والإقليمية، ومع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني.
وألقى العثيمين الضوء على الجهود المتواصلة التي تبذلها الأمانة العامة في تنفيذ قرارات القمة والمجلس الوزاري، والاهتمام البالغ بمتابعة الملفات المتعلقة بقضية فلسطين والقدس الشريف واليمن والصومال وليبيا وسوريا وأفغانستان ومالي ونيجيريا والنيجر، وجيبوتي، وجزر القمر وإفريقيا الوسطى، وغيرها من الدول، معرباً عن أمله في مواصلة الخطوات الرامية إلى تحقيق الاستقرار المأمول في الغابون وغينيا بيساو وتوغو.
وأكد الأمين العام أن المنظمة تتابع بقلق عميق الأحداث الدموية والتجاوزات ضد أمن شعب جامو وكشمير، داعياً في الوقت ذاته إلى ضبط النفس، وحل الخلافات بالطرق السلمية، اتساقاً مع قرارات الشرعية الدولية.
وعبر الأمين العام عن حرص المنظمة على استقرار العراق وأمنه وازدهاره، مشيراً إلى أن الأمانة العامة تعمل جاهدة لتنظيم مؤتمر إعادة الإعمار في العراق، وذلك من خلال التشاور مع الحكومة العراقية وبقية الدول الأعضاء، لاتخاذ ما يلزم من تحضيرات، وحشد الموارد المالية اللازمة.
كما تطرق العثيمين إلى الملفات المهمة الأخرى التي تبذل المنظمة جهوداً في متابعتها، ومن بينها قضايا المجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء، وظاهرة الإسلاموفوبيا، والعمل على ترسيخ مفهوم الحوار بين الأمم والحضارات، وتكريس إطار لمكافحة مظاهر التعصب والتمييز وكراهية الأجانب.