من داخل مقر دار الأوبرا المصرية، عرض مركز الملك سلمانللإغاثة والأعمال الإنسانية جزءاً من الجهود الإنسانية التيتقدمها المملكة العربية السعودية إلى الدول المنكوبة والشعوبالمتضررة من الأحداث التي تتعرض لها، وذلك خلال المهرجانالأول الذين أطلقته منظمة التعاون الإسلامي في نسختهالأولى وافتتحه الأمين العام الدكتور يوسف بن أحمدالعثيمين.
وعرض المركز الإنساني حجم مساعداته للدول الإسلامية بوجهخاص ولأكثر ٤٣ دولة يعمل فيها، والتي تعاني من فوضىالحروب والإنفلات الأمني في بعض مناطقها وأحداث الزلازلوالفيضانات ، كما أبرز المركز بعض المبادرات الإغاثية التيقام بها وساعد فيها لاجئين إلى العودة مجدداً للحياة الطبيعيةونسيان آلام الماضي، وذلك بتعليمهم بعض المهن التيأفقدتهم الحروب مسار اتقانها.
وفي إحدى جوانب معرض المركز الإنساني، عُرضت للحضورقصة اللاجئ السوري سميح ٣٦ عاماً الذي أصبح يعمل فيورشة صغيرة لإصلاح الدراجات بمخيم الزعتري في الأردن ،ويكسب منها قوت يومه على أمل العودة مجدداً لبلاده، ويقولسميح في قصته المكتوبة لزوار المعرض:« بعد كل ما مررتبه، هأنا أكرس وقتي وجهدي لأولادي .. وأنا سعيد بأنهمالتحقوا بالمدرسة السعودية في المخيم فأنا أريد لهم تعليماًجيداً يسندهم في المستقبل».
ويضيف سميح:« وصلت للمخيم منذ ثلاثة أعوام، وأصبحتأعمل في صيانة الدراجات لأنها تلقى رواجاً هنا وتعتبر وسيلةالنقل الأولى، استفدت من خبرتي حيث كانت لدي سابقتجربة في بلادي سوريا وأحببت تعزيزها هنا».
وفي كل صورة داخل المركز لها قصة إنسانية خاصة، فالمركزيعتمد على تأهيل اللاجئين وتعليمهم وتقديم يد العون لهم فيمابعد حتى يجدوا لهم صنعة، ينتقلوا بعدها من عالم الألم الذيعاشوه إلى الأمل الذي ينتظروه.
ويقول مدير العلاقات والإعلام في مركز الملك سلمان للإغاثةوالأعمال الإنسانية المشرف على المعرض شلهوب الشلهوب، أنالمركز يشارك في المهرجان:« بهدف اطلاع المشاركين في هذاالتجمع الأخوي على الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية التيتقدمها المملكة العربية السعودية عبر ذراعها الإنسانية مركزالملك سلمان للإغاثة وهو المركز الذي وحدت به المملكة جهودهاالخيّرة» .
وأضاف:« تعدّ هذه المشاركة ذات أهمية خاصة كونها الأولىمن نوعها التي تركز على إبراز وتعزيز أوجه التعاون الإنسانيوالتنموي والإغاثي الذي تسعى إليه المملكة دائمًا».
وحول ماهي الرسالة التي يقدمها المركز في تقديم المساعداتوتعزيز العمل الإنساني في الدول الإسلامية بشكل خاص، أكدالشلهوب أن الرسالة :« تنبثق من رؤية أساسها الريادة فيالعمل الإغاثي والإنساني، و رغبته في نقل قيمه إلى العالم،ونتيجة لذلك تتمحور رسالة المركز حول « إدارة وتنسيق العملالإغاثي على المستوى الدولي بما يضمن تقديم الدعم للفئاتالمتضررة”، وعليه فالمركز يستكمل الآن الدور الإنساني العريقللمملكة، كما يدير وينسق العمل الإنساني الخارجي لها وفققيم ومفاهيم أكثر شمولية واتساعًا تتجلّى فيها روح الإسلاموقيمه في عمل الخير، ومدّ يد العون لكل الناس، وإغاثةالملهوف، ومساعدة المحتاجين دون أدنى تمييز، والمحافظة علىحياة الإنسان وصحته وكرامته».
وأضاف:« هي ذات المفاهيم العالمية التي يطبقها المركز فيتقديم مساعداته بغض النظر عن العرق أو الدين أو البلد، ولقدوصلت مساعدات المركز إلى ٤٣ بلدًا في نهاية عام ٢٠١٨م،كما تحظى الدول الإسلامية باهتمام خاص نتيجة ما تمر بهبعض هذه الدول ومجتمعاتها من ظروف تستنفرنا للمساعدةوتقديم الدعم، أو تدفعنا للمبادرة».
ولفت الشلهوب إلى أن المركر قدّم حتى الآن ٦٨٠ مشروعًامتنوعًا منها الأمن الغذائي والصحي والتعليم والإصحاحالبيئي ونزع الألغام وتركيب الأطراف للمبتورين والرعايةالصحية والحماية والدعم النفسي وغيرها من المشاريع التيلقيت صدى عالميًا واسعًا.
ويسعى المركز من خلال هذه المشاركة إلى نقل خبراته فيالمجال الإغاثي والإنساني إلى المنظمات والدول الإسلاميةالمشاركة، لاسيما أن المركز حظي بإشادات دولية ومن مسؤوليمنظمات الأمم المتحدة الإنسانية.