استخدمت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية الغاز المسيل للدموع اليوم (السبت) لتفريق متظاهرين حاولوا اختراق حواجز أمنية في جادة الشانزليزيه الباريسية. وقالت متحدثة باسم شرطة باريس إن 122 شخصا أوقفوا خلال الاحتجاجات، فيما أصيب 65 شخصاً بجروح بينهم 11 شرطياً.
وقد نشرت السلطات الفرنسية آلاف أفراد الشرطة في العاصمة خصوصا في جادة الشانزليزيه، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي تصبّ غضبها على سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته برئاسة إدوار فيليب. ووافقت الحكومة على إغلاق الجادة أمام السيارات بينما كلف عناصر الشرطة تفتيش المتظاهرين وفحص بطاقات الهوية قبل السماح لهم بالدخول إلى المنطقة لتجنب تكرار حوادث العنف التي وقعت الأسبوع الماضي. واتخذ تجار إجراءات احتياطية لهذا الهدف إذ وضع بعضهم عوارض خشبية على بعض الواجهات.
ودعت حركة “السترات الصفراء” إلى تظاهرات وحواجز على الطرق اليوم في أنحاء عدة من فرنسا. ويخشى المسؤولون من أن تتسلل الجماعات اليمينية واليسارية المتطرفة إلى التظاهرات التي بدأت كحركة احتجاج شعبي ضد ارتفاع الضرائب على المحروقات وارتفاع تكاليف المعيشة.
وسعى ماكرون قبل أيام لتهدئة الغضب واعدا بإجراء محادثات على مدى ثلاثة أشهر حول الطريقة المثلى لتحويل فرنسا إلى اقتصاد قليل الاستخدام للكربون من دون أن يدفع الفقراء الثمن. كذلك، تعهد إبطاء معدل الزيادة في الضرائب على الوقود إذا ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل سريع للغاية، لكن فقط بعد اقرار زيادة الضرائب المقررة في يناير (كانون الثاني) المقبل.
غير أن التصريحات التي أطلقها أثارت غضب المحتجين ولم تقنعهم. وتحاول الحكومة دون جدوى حتى الآن التحدث مع ممثلين لحركة “السترات الصفراء” التي سميت كذلك لارتداء المحتجين سترات مضيئة يتوجّب على كل سائق سيارة ارتداؤها إذا تعرّض لحادث.
ووصل الغضب إلى الجزر الفرنسية في ما وراء البحار، خصوصا في جزيرة “لا ريونيون” الفرنسية في المحيط الهندي التي تشلها حركة الاحتجاج منذ أسبوعين.
وامتدت الحركة الى بلجيكا المجاورة حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه أمس (الجمعة) لتفريق متظاهري “السترات الصفراء” الذين رشقوا الشرطة بالحجارة وأحرقوا سيارتين للشرطة في وسط العاصمة بروكسل.