البيانو كلمة إيطالية تَعني الرقة واللين ، وتعتبر آلة البيانو واحدة من أقدم الآلات الموسيقية التي عرفها الإنسان ، وقد أتت تسميتها بالبيانو اختصاراً لكلمة بيانوفورت، وهو مصطلح إيطالي ظهر في بدايات القرن الثامن عشر .
وتعلم آلة البيانو مهمة ليست بالسهلة كما يتصور البعض بل أنها تحتاج إلى الكثير من الجهد والتدريب والتركيز ، ورغم ما يحيط بها من صعوبة إلا أن ممارسة العزف عليها تظل ممتعة بالنسبة لمن عشق هذه الآلة وخصوصًا عندما يتلمس نتائجها على المتلقي .
ولمعرفة المزيد حول ذلك حاورت “أضواء الوطن” العازفة الموسيقية ”مي عالِم’، وهذا مضمون الحوار’
– بدايةً نود أن نتعرف على البطاقة الشخصية في سطور ؟
اسمي مي عالِم، طالبة جامعية، تخصص نظم إدارة معلومات .
– برأيك هل العزف على الآلات الموسيقية فطرة أم موهبة ؟
تميل أكثر للموهبة، فأي شخص لديه آلة بيانو وكرّس وقت محدد للتدريب والتزم فيه فهو قادر على العزف. وفي حال كان الشخص سماعي مثلاً فهذا سيساعد في تنمية مهارة العزف وهي بالتالي تندرج تحت الفطرة
– متى أقتنيتِ أول آلة بيانو في حياتك ؟
نهاية ٢٠١٣
– ما الذي يميز آلة البيانو عن باقي الآلات الموسيقية ؟
آلة البيانو هي آلة منفردة لا تحتاج إلى آلة ترافقها، من الممكن أن تُعرَض لجمهور كامل بدون أي مشاركة من آلات أخرى. والبيانو يتم العزف عليه أغنية كاملة على عكس بعض الآلات، ويجمع كل المقامات في آلة واحدة ومن الممكن عزفها من قِبل عازف واحد وهذا أكثر ما يميزها. لذلك آلة البيانو يُفضّل أن تكون هي الآلة الأولى في التعليم على العزف، وفي حال تمت دراسة الموسيقى الأكاديمية على البيانو سيكون من السهل على العازف أن يتعلم بسهولة على الآلات الأخرى. لأن أساسيات الموسيقى ستكون موجودة لدى المتعلّم ويبقى فقط بعض المراحل البسيطة للتعلم على آلة أخرى.
والفترة الحالية تشهد تطوّر ملحوظ في جميع جوانب التقنية، وخاصةً في برامج وآلة لوحة المفاتيح (Keyboard) وهذه التقنية تفتح للعازف مجالات عديدة للخيال عن طريق تغيير صوت آلة المفاتيح لأي آلة أخرى.
متى كانت البداية الحقيقية في العزف على آلة البيانو ؟
٢٠١٥
أيهما أقرب إلى آلة البيانو عزف الموسيقى الغربية أم الشرقية وأيهما أفضل لك ؟
الموسيقى الغربية هي الأقرب إلى آلة البيانو لأنها آلة كلاسكية، فمخترع البيانو هو بارتولوميو كريستوفوري وهو إيطالي الجنسية. وبالنسبة للموسيقى الشرقية فهي أقرب إلى لوحة المفاتيح (الأورغ). أما عن نفسي فأنا أميل إلى الموسيقى الغربية الكلاسكية والحديثة أكثر مثل شوبان، ليزست، بيتهوفن، راخمانينوف وحديثة مثل يان ،ياني، اولافر، لودوفيكو، ايفجيني وغيرهم الكثير
كيف تجد مي عالِم أصداء العزف المنفرد لدى الجمهور ؟
تفاجأت بعدد الأشخاص الذين أطروا إعجابهم بعزفي ودعموني وأنا ممتنة لهم.
حدثينا عن أبرز مشاركاتك الفنية ؟
أول مشاركة لي كانت على مسرح جامعة دار الحكمة وكانت مسابقة للمواهب بحضور ٦٠٠ شخص تقريباً، وشاركت في حفل جامعة UBT، وأمسية في دار صفية بن زقر، وأيضاً عزفت في أكبر مكتبة في مدينة براتيسلافا، وشاركت في حفل خاص بمركز سليسلة للتراث السعودي، ،وأمسية شعرية في جمعية الثقافة والفنون، وحفل اتفاقية جامعة عفت مع جمعية الثقافة والفنون، وغيرها من المشاركات الأخرى.
هل لك مقطوعات موسيقية من تأليفك ؟
لدي العديد من المقطوعات! وبما أنني شخصية كتومة ولا أحب الحديث كثيراً فبداياتي كانت مع العزف على البيانو أن أحكي له أحداث حياتي. فأغلب الأحيان أألف مقطوعات لكن تكون نتيجة من حادثة حصلت معي، وبما ان لدي العديد من المعزوفات فغالباً انسى بعضها في حال لم يتم تسجيلها، ولكن اسجّل التي تعني لي.
وماهي أمنياتك في هذا المجال ؟
أن أسجل مقطوعاتي التي ألفتها بشكل رسمي وأشاركها العالم.
لمن تسمع مي عالِم ومن يطربك من الفنانين ؟
اسمع بيانو للعديد من العازفين الكلاسكيين القدامى في أغلب الأحيان، وبعض من العازفين الحديثين، وأحب سماع الجاز أيضاً. وما يطربني هو ليس طرب أكثر مما هو استجمام! ولدي العديد من الفناين الذين أسمع لهم، لا يمكنني حصرهم هنا!
بماذا تنصح مي عالِم العازفين المبتدئين لآلة البيانو ؟
نصيحتي دائماً لكل مبتدئ هي التدريب ثم التدريب!
“لا تعزف المعزوفة إلى أن تعزفها بشكل صحيح، اعزفها إلى أن لا يمكنك أن تخطأ فيها!”
بعيدًا عن آلة البيانو حدثينا عن اهتماماتك الأخرى ؟
عزفي على البيانو ليس إلا مجرّد متعة وتفريغ لطاقاتي الإيجابية والسلبية التي تكمُن بداخلي.
ولأنني جداً مهتمة في العديد من المجالات التقنية ففي وقت فراغي أبحث عن الدورات والدراسات لتنمية قدراتي التقنية، وحصلت على العديد من الشهادات في الأمن السبراني والعديد من لغات البرمجة. وبما أنني مطوّرة لشركة أبل فأعمل عمل حر في تطوير التطبيقات البسيطة. هذا بالإضافة إلى اهتمامي بالقراءة
صدر مؤخراً قرار بإنشاء معهد الثقافة والفنون للتدريب ،، برأيك كيف سيسهم في دعم العازفين والفنانين الموهوبين ؟
تتوجه لي أسئلة كثيرة بخصوص دراسة الموسيقى، وهذا يعني وجود العديد من الراغبين والراغبات في تعليمها. وسيساهم ذلك كثيرا في تنمية المواهب الموسيقية. ومن الممكن مستقبلاً أن تكتشف المملكة العربية السعودية وجود مواهب سعودية كبيرة تستحق أن نصفق لها بجدارة .
كلمة أخيرة نختم بها الحوار ؟
أطلقوا العنان لأي شخص لديه موهبة العزف أياً كان نوعها. وأنصح بتنمية المواهب الفنية لا سيما العزف على البيانو، ليتدفق منه نشاطاً وحيوية، ويعيش سلاماً مع ذاته. وأنصح بشدة أن لا تُؤخذ الموسيقى مجرى كبير من حياتك فهناك أمور دينية ومهنية تحتم عليك القيام بها قبل موهبتك .