أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين عن عزم المنظمة على تنفيذ خطط جديدة لتطوير التعاون مع كافة الأطراف الدولية المعنية بمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف.
وقال الأمين العام مخاطبا الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية الدول الأعضاء، الذي انعقد اليوم 28 سبتمبر 2018، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن منظمة التعاون الإسلامي وقعت قبل يومين مذكرة تفاهم مشتركة مع الأمم المتحدة من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف، التي سوف تؤطر لتعاون مستمر في هذا الملف المهم. وأعرب عن تطلعه إلى مزيد من التعاون مع المجموعة الدولية لبلورة معالجة شاملة تأخذ بعين الاعتبار كلّ الأبعاد الأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والفكرية.
وشدد العثيمين على حرص المنظمة على العمل جاهدة للتصدي للأفكار المغلوطة والمغرضة عن الإسلام من خلال مركز صوت الحكمة، في الأمانة العامة، الذي يعمل على تغذية وسائل الاتصال الاجتماعي بخطاب متسامح، وتفنيد الخطاب المتطرف، وتغليب صوت العقل ونشر صورة الاعتدال والتسامح، وتوعية الشباب بخطورة الانضمام للجماعات الإجرامية والتكفيرية.
وأعرب الأمين العام عن عظيم الامتنان والتقدير للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله،على الدعم الدائم والمستمر للمنظمة ولما توفره من تسهيلات لتيسير زيارات الوفود، وعقد الاجتماعات، والقيام بمختلف أنشطة وبرامج عمل المنظمة بصفتها دولة المقر.
وثمن الأمين العام العلاقة الوطيدة بين منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، مؤكدا على أن أواصر التعاون بين المنظمتين القائمة على التنسيق والتكامل في مختلف الأجهزة العاملة تسعى لخدمة السلم والأمن الدوليين، بما يحقق الرخاء والازدهار والتنمية لدى الدول الأعضاء.
على صعيد آخر، قال الأمين العام إن القضية الفلسطينية تأتي على صدر جدول أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا في هذا الصدد إلى مرور الذكرى السنوية التاسعة والأربعين لحريق المسجد الأقصى المبارك والذي لا يزال يتعرض والقدس الشريف لانتهاكات متواصلة ومحاولات للنيل هويتها الإسلامية والعربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وأكد أن حشد إرادة دولية جادة لتحريك عملية السلام، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، ورؤية حل الدولتين، هو المخرج الفعلي الذي سيلبي طموحات الشعب الفلسطيني وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف العثيمين أن المنظمة شهدت في الصيف الفائت، حدثا بارزا ومفصليا، حيث نجحت وبدعم كبير ومتواصل من قبل المملكة العربية السعودية دولة المقر، في عقد الاجتماع الدولي للعلماء حول الأمن والسلم في أفغانستان تمهيداً لمصالحة وطنية شاملة في البلاد.
كما أشار الأمين العام إلى أنه في إطار تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي، وعقد مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية “مكة 2” بالتنسيق مع الحكومة العراقية في بغداد، عقدت المنظمة مؤتمر النخب التحضيري لمؤتمر المصالحة، شهر ديسمبر 2017 في بغداد، الذي وضع توصيات سيجري رفعها إلى مؤتمر “مكة 2” المزمع عقده بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وتطرق الأمين العام في كلمته إلى القضايا التي تشغل بال المنظمة، ومن بينها متابعة أوضاع المسلمين في أوروبا والغرب، ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وقضية اللاجئين الروهينجيا معربا عن الشكر والعرفان للمملكة العربية السعودية على مبادرتها بعقد اجتماع حول قضية الروهينجيا على هامش الدورة الحالية في الأمم المتحدة والذي شهد حضورا رفيعا يعكس أهمية الحدث.
كما تحدث الأمين العام عن أوضاع الجماعات المسلمة في كل من الفليبين وتايلاند، مشيرا إلى اهتمام المنظمة المتواصل بشعب كوسوفو داعيا الدول التي لم تعترف بعد بكوسوفو الى الاعتراف بها بناء على حقها السيادي الحر.
ومن بين القضايا المهمة التي تطرق إليها الأمين العام في كلمته،قضايا المرأة والأسرة والطفل، وتنفيذ برنامج العمل العشري، والعلوم والتكنولوجيا، وقرب احتفال المنظمة بمرور 50 عاما على تأسيسها.
وقد افتتح الاجتماع السيد شهريار علام، وزير الدولة فيبنغلاديش، رئيس الاجتماع، كما تحدث في الجلسة الافتتاحية نائب وزير خارجية تركيا، سيدات أونال، بصفة تركيا رئيسة القمة الإسلامية، والسيدة روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة.