للفراق آلام وحنان الأبوة على البنوة لا تقاس، منحة إلهية تفضل بها الرؤوف الرحيم على عباده.
ففراق أعز محبوب على وجه الأرض أليس الوالدين ؟
في مثل هذا اليوم ٢٧ من جمادى الاولى ١٤٣٢هـ فقدت والدي الشيخ محمد طويل بن الشيخ عبدالله بن الشيخ عبد الوهاب آل باوزير في عمر يناهز الستين.
عاش في كنف والده الشيخ عبدالله الخطيب منذ نعومة أظفاره ملازماً له، فتعلم منه جميع العلوم الإسلامية من توحيد وفقه وسيرة وغيرها،
وكانت ولادته في مدينة (مبين) حاضرة منطقة همهام الواقعة في شمال جزيرة القمر الكبرى.
ووالده الشيخ عبدالله الخطيب علم من أعلام جزر القمر في العلم والورع والزهد، وعندما يُذكر الأستاذ الخطيب تبادر إلى أذهان القمريين أنه هو الشيخ عبدالله الذي خطب الجمعة في مسقط رأسه مدينة مبين أكثر من خمسين عاماً ،وأسس مدرسة دار الجديد التي يعود تاريخها التأسيسي إلى أكثر من مائة عام،
وتخرج من هذه المدرسة عدد كبير ممن تقلدوا مناصب مرموقة في جزر القمر من وزراء وقضاة وخطباء ،
فهذا الجو الروحاني استطاع أن يكون الشيخ محمد طويل ونشأ نشأة دينية علمية،
فلقد رزقه الله فهمًا دقيقاً وسعةً الاطلاع ،ففي عام ١٤٠٢هـ أجرى امتحان لاختيار عدد من القضاة فكان هو الأول من بين الفائزين الثلاثة،
ومن حسن الحظ أن الشيخ محمد طويل ربى أولاده تربية دينية صحيحة ، ومن بينهم ابنه نور الدين محمد طويل المتخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة,حالياً يقيم في فرنسا مرشداً وواعظاً دينيا في المركز الثقافي الاسلامي بدرانسي شمال باريس ، والدكتور أحمد محمد طويل المتخرج في قسم اللغويات بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وحالياً محاضراً في كلية الإمام الشافعي التابعة لجامعة جزرالقمر ،
رحم الله الشيخ محمد طويل وأسكنه فسيح الجنان.
صور من ذاكرة الشيخ نور الدين محمد طويل إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا جدُّه الشيخ عبدالله الخطيب علم من أعلام جزر القُمُر وصورٍ من مدارس دار الجديد بجزر القُمُر: