أقام منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل “يرحمه الله” الثقافي محاضرة بعنوان (الشعرية والتأويل) قدمه الأستاذ الدكتور “عالي بن سرحان القرشي” أستاذ النقد والأدب بجامعة الطائف بقاعته الدائمة بمكة المكرمة بحي العوالي .
حيث كانت البداية بتلاوة آيات عطرات من القرآن الكريم تلاها القارئ “نواف الأركاني” ، بعد ذلك تحدث رئيس المنتدى الشاعر الدكتور “عبد الله محمد باشراحيل” الذي رحب بالضيف المحاضر وبرواد وضيوف المنتدى في أمسية علية معرفية تصدر من قامة وعلم من أعلام النقد في وطننا الغالي وعالمنا العربي ألا وهو الأستاذ الدكتور “عالي بن سرحان القرشي” بعد ذلك قدم المحاضر الدكتور “عالي القرشي” محاضرته :
“حين جائتني الدعوة لحضور هذا اللقاء من خلال منبر منتدى الشيخ محمد باشراحيل الثقافي وتقديم محاضرة فيه لاقت الدعوة عندي هوىً كبيراً وذلك لأن الموضوع الذي سأحدثكم عنه (الشعرية والتأويل) قد تحول لدي من زادٍ نظري إلى زادٍ وظيفي وظفته في عديد من المناسبات وفي عديد من الإصدارات التي سأحدثكم عنها هذا المساء ، ذلكم أن آخر إصداراتي وهو (شخصية الطائف الشعرية) في طبعته الثانية الذي صدر هذا العام وكانت قد صدرت طبعته الأولى عام 2001م فتحت لي فيه الشعرية والتأويل مجالاً لأن اكتشف شخصية الطائف الشعرية ، حيث أن هذه الشخصية التي كونها الشعراء للطائف تكونت من تأويلهم ووصفهم شعراء يفطنون لما لا يفطن له غيرهم ، وبوصفهم شعراء يؤلون العالم الذي حولهم فاكتسبت الطائف لديهم تأويل الأنثى الفاتنة ، ذلك التأويل الذي سرى في الشعر العربي قديماً وحديثاً حول الطائف ، وجعل محدثكم حين قرأ هذه النصوص لا يجد نفسه بعيداً عن رؤية الأنثى الفاتنة التي تجمع مكونات الفتنة من الأغصان المائسة وحبات الرمان وعناقيد العنب المتدلية والورود الداعية للقطف ، مما جعله يستصحب ذلك أيضاً ليس في النظر إلى النصوص الشعرية فقط وإنما استنطقه أيضاً من المكون الشعري في النصوص السردية ، وجعل لهذه النصوص نصيباً في تأويل كتابه ، سواءً في النصوص السردية الخبرية ومنها الأخبار المتعلقة في الطائف ، أو في نصوص بعض المؤرخين عن الطائف ، ثم تجلى ذلك وبصورة أظهر في النصوص السردية الإبداعية .
وأما إصداري السابق لهذا الإصدار وهو ( الصورة الشعرية في شعر بشر بن أبي خازم الأسدي) فقد كان لي فيه مع الشعرية وقفة أخرى ، ذلك لأن الشعرية التي إتخذتها منهجاً أسلوبياً لدراسة شعر بشر الأسدي كادت أن تعصف بهذا الإصدار قبل أن يرى الحياة ، ولعل المتابع للمحلق المتضمن تقرير المناقش الداخلي الدكتور مصطفى عبدالواحد يلحظ كيف كان حاقداً على هذا المصطلح وناسباً إياه إلى البنيوية الروسية ، ثم مالبث أن أعلن أن هذا المنهج هو منهج الدكتور لطفي عبدالبديع وطلابه وأن ألفاظه تتبدى من خلال كلماتهم المختارة في الاقتناص والتأويل وجدلية الخفاء والتجلي ، ولم يكن كتابي أسئلة القصيدة الجديدة بمنأى عن عالم الشعرية ومحاولة اكتشاف وتأويل هذا العالم المتخفي خلف الشعرية ابتداءً من النظر إلى الشعر بوصفه سؤالاً يفتق المدى ليكشف عن المجهول الذي ما يلبث أن يقوم صخرات متساندة أمام حرية الإنسان جالباً له القلق والحرية والاضطراب ولهذا تفتق هذا التأويل في تجارب نقدية فصل الكتاب في بعضها وبسطه ، ومن هذه التجارب قراءة التجربة الشعرية عن طريق الحكاية والتأويل ، وقراءة التجربة الشعرية عن طريق التشظي والالتئام” .
وقد أثارت ورقة المحاضر الدكتور “عالي القرشي” مداخلات متعددة ما بين التأييد وبين الاستنكار ، ولعل مداخلة الشاعر الدكتور “عبد الله باشراحيل” أشعلت مجريات الحديث والحوار حين تسأل عن موقف الحداثة والحداثيين وهل نحتاج إلى تفسير جديد لنص القرآن الكريم يتناسب مع العصر وطبيعته .
شارك في المداخلات والأسئلة كل من الأستاذ الدكتور “محمد بن مريسي الحارثي” والدكتور “يوسف العارف” والدكتور “حامد صالح الربيعي” رئيس نادي مكة الأدبي والدكتور “نايف الحارثي” والدكتور “علي العيدروس” والدكتور “عاطف عبد الرشيد” والأستاذ “حماد السالمي” والأستاذ “فاروق أغي” والأستاذ الدكتور “محمد سعيد الحارثي” والأستاذ الدكتور “عبد الحكيم موسى” ، وأدار اللقاء مدير المنتدى الأستاذ “مشهور محمد الحارثي” .
وفي الختام سلم رئيس المنتدى الشاعر الدكتور “عبد الله باشراحيل” وأعضاء ورواد المنتدى درع وهدية المنتدى للمحاضر الدكتور “عالي القرشي” .