انتقدت الولايات المتحدة وفرنسا روسيا يوم السبت بسبب قصف المدنيين في سوريا وهو الاتهام الذي رفضه رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف وذلك في وقت احتدم فيه الجدل العلني بين القوى الكبرى بعد يوم من اتفاقها على وقف القتال في سوريا.
واتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا بقصف جماعات المعارضة الشرعية والمدنيين وقال إن على موسكو تغيير أهدافها لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل له يوم الجمعة.
وفي وقت سابق رفض ميدفيديف الاتهامات ووصفها بأنها “غير صحيحة تماما” بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن احتمالات فشل اتفاق وقف اطلاق النار تزيد عن فرص نجاحه وذلك في وقت تحرز فيه القوات الحكومية السورية مزيدا من التقدم حول حلب أكبر مدن البلاد قبل الحرب.
وتوصلت القوى الدولية الكبرى لاتفاقها حول وقف الأعمال القتالية في سوريا في وقت متأخر من ليل الجمعة في ميونيخ وذلك في وقت يبدو فيه أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على وشك تحقيق أكبر انتصار لها على المعارضة في حلب بدعم من القوات الجوية الروسية.
وقال كيري في مؤتمر ميونيخ “حتى الآن استهدفت الغالبية العظمى من الهجمات الروسية جماعات المعارضة الشرعية. ولكي تلتزم روسيا بالاتفاق الذي أبرمته فإن عمليات الاستهداف الروسية يجب أن تتغير.”
واتهم روسيا بإسقاط ما سماها “قنابل حمقاء” في سوريا ليس لها أي هدف محدد قائلا إن ذلك أدى إلى قتل مدنيين.
وأبرزت الخلافات بين الأطراف المعنية بالتوصل لتسوية في سوريا استمرار الانقسامات على الرغم من اتفاق يوم الجمعة بشأن “وقف الأعمال القتالية” والذي لم يوقع عليه أي من الأطراف المتحاربة على الأرض.
وفي مناظرة مباشرة مع ميدفيديف في مؤتمر للأمن في ميونيخ طالب رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس روسيا بالتوقف عن قصف المدنيين في سوريا وقال إن ذلك أمر ضروري من أجل تحقيق السلام في البلاد.
وقال فالس في مؤتمر صحفي إن “فرنسا تحترم روسيا ومصالحها.. ولكننا نعلم أنه من أجل إيجاد الطريق نحو السلام من جديد ينبغي أن يتوقف القصف الروسي للمدنيين.”
وإذا تم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية فسيتيح ذلك نقل المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة. لكن عددا من الدول الغربية قالت إنه لا يوجد أمل في التقدم دون وقف القصف الروسي الذي غير موازين القوى بشكل حاسم لصالح الأسد في الصراع المستمر منذ خمس سنوات.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في وقت متأخر يوم الجمعة إن روسيا تستهدف المدارس والمستشفيات في سوريا. وحمل تشاووش موسكو المسؤولية المباشرة لنزوح عشرات الآلاف من الأشخاص للحدود التركية خلال الأسبوع المنصرم.
ورفض ميدفيديف الاتهامات ووصفها بأنها “غير صحيحة تماما”.
وقال في مؤتمر ميونيخ بعد لحظات من تصريح فالس الذي كان يجلس بجواره حول وجوب توقف القصف الروسي للمدنيين “لا يوجد دليل على أننا نقصف مدنيين على الرغم من أن الجميع يتهموننا بذلك.”
وأضاف أن “روسيا لا تحاول تحقيق أغراض سرية في سوريا.. بل نحاول أن نحمي مصالحنا الوطنية وحسب.”
وأشار إلى أن موسكو تريد منع المتشددين من الوصول إلى روسيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الصراع يوم السبت إن القوات الحكومية السورية تستعد للتقدم نحو مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد بينما تواصل الطائرات الروسية قصف البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي حلب.