للأسف الشديد، أصبحنا نشاهد في وقتنا الحاضر سلوكًا متكررًا من بعض الأشخاص الذين يبحثون عن وجودٍ لهم في أفراح الآخرين، فيسعون بكل وسيلة لإثبات حضورهم ولو على حساب قيم المجتمع وأخلاقياته. ومن أكثر مظاهر هذا السلوك انتشارًا هو حرصهم غير المبرر على الظهور في الصور والمقاطع المنتشرة في وسائل التواصل، خاصة في تطبيقات مثل "تيك توك" وغيرها.
لقد باتت الملتقيات والمناسبات الاجتماعية ساحةً لهؤلاء الباحثين عن الأضواء، فتراهم يتجولون بين المجالس والكاميرا في أيديهم، يصوّرون هنا وهناك دون مراعاةٍ لخصوصية الجالسين أو احترامٍ لحرمة المكان. ومن المؤسف أن تُلتقط صورٌ لأناسٍ في غفلة، قد تصدر منهم حركة لا إرادية أثناء جلوسهم، فتتحول إلى مادة سخرية أو تُنشر دون إذن، مسببة لهم الحرج أو الإحراج الاجتماعي.
إن المجالس لها حرمتها، ويجب أن تُصان وتُحترم. فهي أماكن للحديث والأنس والتشاور، لا منصات تصوير ولا مسارح شهرة. من هذا المنطلق، يتحتم علينا كمجتمع أن نستنكر هذا التصرف، وأن ننبذه بكل وضوح. بل ويجب أن يُوقف كل من يتجاوز حدود الأدب والاحترام عند حده.
وما نخشاه حقًا أن تتطور هذه التصرفات لتصل إلى اختراق خصوصيات البيوت والأفراد، خاصة ممن اعتادوا هذا السلوك، وإذا ما أفلسوا من المحتوى، بدأوا يصورون خصوصياتهم أو خصوصيات غيرهم بحثًا عن مشاهدات وشهرة زائفة.
نسأل الله السلامة والعافية، وأن يُعيننا على حماية قيمنا ومجالسنا من كل من يعبث بها أو يُسيء لها.