في السنوات الأخيرة، أصبحت الدعاية عبر مشاهير السوشيال ميديا وسيلة تسويقية قوية، ولكنها في الوقت نفسه تحوّلت إلى أداة خطيرة للخداع والاستغلال. كثير من المشاهير يروجون لمنتجات دون التأكد من جودتها، وبعضهم يسوّق لشركات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع. المصيبة أن المتابعين يثقون في كلامهم، فيشترون المنتجات ليُصدموا لاحقًا بأنها تقليد أو ذات جودة سيئة، ولا أحد يتحمل المسؤولية.
الشركات الوهمية وخداع المستهلكين
يستغل بعض التجار ثقة الجمهور في المشاهير، فينشئون شركات مجهولة، ويستخدمون مشاهير السوشيال ميديا كواجهة تسويقية. يتم تصوير المنتجات على أنها أصلية ومضمونة، وعندما تصل للمستهلك، يكتشف أنها نسخة رديئة أو مقلدة تمامًا. بعض هذه الشركات تعمل من خارج السعودية، وتستخدم أسماء وعناوين وهمية، مما يجعل استرداد الأموال شبه مستحيل.
المشهور شريك في الخداع
الكارثة أن بعض المشاهير لا يتحققون من المنتجات التي يروجون لها، بل يمسكونها أمام الكاميرا ويؤكدون أنها أصلية وجميلة ومميزة، وهم في الحقيقة لم يجربوها حتى! الجمهور يثق بكلام المشهور، فيطلب المنتج، ثم يُفاجأ بأنه ليس كما تم وصفه. هنا، لا يمكن محاسبة المشهور بسهولة، لأنه ببساطة يتهرب من المسؤولية ويقول: "أنا مجرد معلن!"
ضريبة الثقة: المتابع يدفع الثمن
عندما يشتري المستهلك منتجًا بناءً على إعلان أحد المشاهير، فهو يدفع ثمن ثقته، وأحيانًا يكون الثمن غاليًا. بعض الأشخاص تعرضوا لخسائر مالية كبيرة، والبعض اشترى أجهزة أو أدوات خطرة على الصحة، خاصة في المنتجات الطبية والتجميلية. الشركات تستفيد والمشاهير يربحون الملايين، بينما المتابع هو الضحية!
أهمية التأكد قبل الشراء
يجب على كل شخص قبل أن يدفع ثمن أي منتج معروض في إعلان، أن يتأكد من مصدره، ويفحص تقييمات الشركة، ويتحقق مما إذا كانت مسجلة رسميًا في السعودية. لا يجب الانجراف وراء كلام المشاهير دون البحث، لأن الكثير منهم مجرد مسوقين مدفوعي الأجر، وليسوا خبراء في المنتج الذي يروجون له.
الحل: رقابة ومحاسبة
يجب أن تكون هناك قوانين صارمة تحاسب المشاهير الذين يروجون لمنتجات وهمية أو مقلدة، وأن يتم فرض غرامات على الإعلانات المضللة. كذلك، يجب أن تكون هناك جهة مسؤولة عن مراقبة الشركات المعلنة، ومنع أي شركة وهمية من ممارسة النشاط التجاري في السعودية دون ترخيص رسمي.
الخاتمة
الإعلانات على السوشيال ميديا أصبحت تجارة مربحة، ولكنها في كثير من الأحيان تجارة غير نزيهة. مشاهير يعلنون، شركات تبيع، والمستهلك يخسر. الحل في الوعي، والرقابة، والمحاسبة، حتى لا يتحول المجتمع إلى ضحية سهلة للخداع التجاري.