رد الجميل من أسمى القيم الأخلاقية التي تعكس النبل والامتنان. يمكن أن يكون بالقول، مثل شكر الشخص الذي قدم لك معروفًا، أو بالفعل، كأن ترد له الخير بمثله أو أفضل. ليس بالضرورة أن يكون الرد ماديًا، فقد يكون بالكلمة الطيبة، بالدعاء، أو حتى بمجرد التقدير والاعتراف بالفضل. الأهم أن يكون رد الجميل نابعًا من القلب، صادقًا، وبأسلوب يليق بالموقف والشخص الذي قدمه.
رد الجميل لا يقوم به الى من فيه سمات الوفاء والصدق ويترسم بشخصيته النبل.
رد الجميل هو اسمى انواع الوفاء والتقدير لمن قدم لك معروفاً يوماً من الايام.
وللاسف رد الجميل نادراً من يقوم به لانه يصعب على من كان يتميز بشخصيته الباهته.
رد الجميل هو من اساسيات دينا الحنيف
ولنا في سيرته صلى الله عليه وسلم خير دليل وموقفه مع المطعم بن عدي .
المطعم بن عدي كان أحد زعماء قريش في زمن النبي ﷺ، وله مواقف مشرّفة مع الرسول، رغم أنه لم يسلم. ومن أبرز مواقفه:
1. نقض الصحيفة الجائرة: كان المطعم من الذين ساهموا في إنهاء المقاطعة الظالمة التي فرضتها قريش على بني هاشم في شعب أبي طالب، حيث اجتمع مع عدد من كبار قريش وعملوا على تمزيق الصحيفة التي كتبتها قريش لمقاطعة النبي وأصحابه.
2. حماية النبي بعد الطائف: عندما عاد النبي ﷺ من الطائف بعد أن لقي الأذى هناك، خشي أن تؤذيه قريش عند دخوله مكة، فطلب جوار أحد زعمائها. فقام المطعم بن عدي بإعلان حمايته للنبي ﷺ، وأدخله مكة في جواره، وأمر أبناءه أن يحملوا السلاح لحمايته حتى وصل إلى الكعبة.

وقدّر النبي ﷺ هذا الموقف كثيرًا، حتى أنه بعد غزوة بدر قال عن أسرى المشركين: “لو كان المطعم بن عدي حيًا ثم كلّمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له”، تعبيرًا عن امتنانه لموقفه.

ورغم أن المطعم لم يسلم، إلا أن موقفه يُعدّ مثالًا على الشهامة والنجدة التي كانت عند بعض رجال قريش حتى مع اختلاف العقيدة.