شكّلت إيران سابقاً تحالفاً استراتيجياً مع النظام السوري بقيادة بشار الأسد من جهة ومع "حزب الله" اللبناني وزعيمه "حسن نصر الله" من جهة أخرى ولكن بعد سقوط الأسد وهلاك "حسن نصر الله" واجه النفوذ الإيراني في المنطقة ضربة موجعة أدّت إلى تراجع كبير في دوره داخل سوريا ولبنان.
أولاً الشأن السوري:
من المعلوم أن سوريا كانت تمثل حجر الزاوية في النفوذ الإيراني حيث دعمت إيران الأسد منذ 2011 عسكرياً واقتصادياً عبر “الحرس الثوري” وميليشيات تابعة لها وقامت بإنشاء قواعد عسكرية وممرات لوجستية تربطها بالعراق ولبنان عبر سوريا كما أن إيران لعبت دوراً ملحوظاً في الاقتصاد السوري عبر طرح الدخول في استثمارات وعبر طرح وعود زائفة بإعادة إعمار الدولة السورية بعد أن تضع الحرب أوزارها.
ثانياً الشأن اللبناني:
أما لبنان فكان ساحة لإستعراض عضلات النفوذ الإيراني من خلال دعم ومساندة “حزب الله” أداتها اللبنانية عسكرياً وسياسياً إلا أن هلاك حسن نصر الله شكّل ضربة قاسية للقيادة الإيرانية ونفوذها في لبنان والشاهد على ذلك يكمن في تراجع النفوذ السياسي والعسكري ل”حزب الله” وتصاعد تذمر اللبنانيين منه وفقدانه لدعمهم الشعبي بعد أن طفح كيلهم واقتنعوا بأن وضع "حزب الله" السابق كان السبب الرئيسي في تراجع مظاهر حياتهم الاقتصادية والمعيشية فأصبحوا يطالبون بتفكيك سلاح الحزب وتحجيم دوره العسكري والسياسي.
إن سقوط بشار الأسد وهلاك حسن نصر الله أحدث ضربة كبرى للمشروع الإيراني في الشرق الأوسط فإيران التي استثمرت لعقود في بناء نفوذها في سوريا ولبنان ستواجه تحديات غير مسبوقة قد تجبرها على الانسحاب أو تقليص دورها بشكل كبير خاصة وإن هنالك قوى إقليمية أخرى كدول الخليج وتركيا بدأت في الصعود ما يفتح المجال واسعاً أمام هذه الدول للقيام بتشكيل تحالفات جديدة قد تحد من النفوذ الإيراني لعقود قادمة.
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
08/02/2025 في 12:57 ص[3] رابط التعليق
مدحور كل شيطان مارق ..هذه الفتنة عادت إلى صانعها واستقرت في طهران