واصلت رحلة صلة الأرحام مسيرها ، ودخلت مصدة قبل مغيب شمس يوم الخميس الثاني من شهر شوال عام ١٣٩٢ هجرياً . مصدة تبرز معالم مبانيها شئاً فشيئاً كل ما أقتربت الرحلة منها حتى وضحت معالم القصور ، وأطلال المباني الطينية ، وممراتها الضيقة رموس ومخلفات إنسانها تدل على كفاح في زمن المؤسس الأول يرحمه الله . أوليات التنمية في عهده يرحمه الله توطن البادية ، والبلدة العامرة حالياً بقصورها المنيفة ومنازلها الشعبية معقل الروسان منها انتشروا ، وإليها يعودوا . تنشط حركتها الاجتماعية في الاجازات الدراسية ، ومواسم الاعياد . مصدة في الأصل إقطاع من المؤسس الأول يرحمه الله عام ١٣٤٨ لأمير قبيلة الروسان وجماعته الشيخ/ خالد بن عبيد بن جامع . جاءت أفراد هذه القبيلة من نواحي عدة . مواردها ومضاربها ، ومراعي مواشيها المنتشرة في افاق نجد العذية كشرمة والشهيبية ومكينة وسحيلة والقرنة وام عثاكل وقمعة وسجا والسدريات ، وعروق النفود وغيرها من موارد ، ومدارك مقطانهم .
تجمعت خوامس الروسان التي تزيد عن عشرة خوامس بدداً من كل ناحية من أجل أن تستقر بمصدة . استجابة للنداء السامي ، وأحياءها بمساكن وحيازات زراعية أحياءات بوجهة أصولية ووفق الثوابت الشرعية ، وينشط سوقها قبل انشاء الطريق المعبد المنحرف عنها بعشرة اكيال أتجاه الدوادمي ، فصرف إقتصاديات الطرق عنها ، ومحطات المسافرين .
لا حدس تم إعمار هذه الناحية أولاً بالخدور السوداء ثم باللبن والتبن ثانياً - بيوت الطين - عهد المؤسس الأول يرحمه الله ، وبالمنازل الشعبية في عهد الملك/ خالد نجل المؤسس الأول ، وحفيد الأمام/ عبدالرحمن الفيصل يرحمهم الله بالانفاق السخي في عهده الملك الصالح يرحمه الله على تحسين معيشة المواطن ، وأخيراً بالمنازل المسلحة بالصبة والحديد ذات الادوار المتعددة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك/ فهد يرحمه الله فريد عصره ، وغادة زمانه ثم المباني الحديثة بطوابقها النموذجية ، ومظاهرها الخارجية الخلابة بما تعرف المباني الذكية وبروزها بالفن المعماري الحديث الجمالي ، وأفنيتها الفسيحة وملاحقها الشاسعة ، والشوارع الواسعة والعريضة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك/ عبدالله صقر العروبة ، ومؤسس المدن الاقتصادية والصناعية العشرة يرحمه الله . شهد عهده التوسع بالجامعات والكليات والطرق والمدن الصحية يرحمه الله ، وواصل مسيرة بناء الانسان ، وتنمية المكان خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم وولي عهده الأمين محمد العزم من خلال الرؤيه ٢٠٣٠ الموفق بتوفيق الله موازرة ولي العهدالأمين بحسن التدبير والهيبة ومراحل تنمية القرية تطورت من قرية بدائية لبلدة متطورة العمران مرت بأطوار ثلاثة :
١- القرية التراثية .
مبانيها من اللبن والتبن وممراتها ضيقة على شكل سبل ، والمباني تتعامد بعضها على بعض لأسباب أمنية ، ومن أجل الأمن الاجتماعي . تحيط بالمسجد كالسوارة بالمعصم . شرق المسجد برحة تحف هذه البرحة من الثلاث الجهات دكاكين الديرة ، ومن الغرب المسجد ، وغرب المسجد المقبرة ، والبرحة ساحة بين المسجد والدكاكين سوق القرية . يباع فيها المنتجات المحلية ، وما يجلب من الاغنام أو السمن والاقط والضبان . تتألف بيوت القرية مجموعة من الطين متلاصقة بعضها ببعض تخطيط عمراني بالطريقة الأزلية المتبعه بنجد تتلاصق البيوت بعضها ببعض ، وبينها ممرات ضيقة صممت من أجل تلبيت حاجات عصرها الدفاعية والمناخية والاجتماعية ، واستخدم في العمران الطين الممزوج بالتبن في البناء .
٢- القرية الشعبية بمبانيها الشعبية من الطوب والخشب . انحازت عن القرية التراثية وطوقتها كالسوارة بالمعصم .
٣- البلدة العامرة بحضارة المباني الفريدة ، وشريان التنمية في الفياض الواسعة خارج القرية الشعبية في منأى عن القريتين التراثية والشعبية .
حطت الرحلة رحالها عند باب الراوي والقاص/ محمد بن نهار الرويس . سنفرد مقال مستقل عن حياته وسيرته ، ومنهجه في الرواية والقصص أسلوباً وطريقة فيما بعد . مصدة في نظر أهاليها روضة الناظر ، وبهجة المناظر .
تخلل مسيرة الرحلة ، وخط سيرها خمس محطات بخلاف التوقف من أجل التزود بالوقود ، واداء الصلاة قصراً وجمعاً . تقديم صلاة العصر مع الظهر ، والعشاء مع المغرب . أول محطات الرحلة الدفينة فقار ركبة ، وعمود شفاء نجد ، وسنام المحازة في ضيافة الارحام - الخوال - ثم المويه بشطريه القديم والجديد ومحازته وقصر المؤسس الأول يرحمه الله ثم سجا وعفيف ثم وادي الرشا تلك خمسة كاملة بين ضيافة صلة الأرحام بالدفينة وعفيف ، وجولة حول أطلال الأرحام بسجا ، وترويحة القهوة ببعض المواقع الجميلة وفياضها الواسعة ، والتفكر بالطبيعة ، وصنع الخالق لها ، والتزود بالوقود ، والتوقف بالفجاج الوسيعة ، والفياض الشاسعة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية دوحة الناظر ، وسراء من نظر ، والهواء النقي .
تقيدت الرحلة بجملة اداب يتقيد بها أفراد الرحلة كان الأب بالرحلة مقدم ومطاع ، ويصنت الجميع لقوله دون مقاطعة لا يحق لأحد أفراد الرحلة أن يركب المركبة ولا ينزل منها قبل الأب ، فالأب هو الأول صعوداً للمركبة ، ونزولاً منها ، ولا يتقدم بالمشي قبله بل يمشوا الجميع خلفه ، والجلوس أيضاً جلوس الأب أولاً ، ولا تمد يداً قبله على شراب أو طعام أو قدوع إلا بعد الاب ، ولا يتكلمون بحضوره أو في حضرته ، فالحديث حديثه مالم يأذن أو يسأل أحدهم ، ولا يقفون قبل وقوفه ، فنهوضه أولاً . مجموعة اداب قيدت أفراد الرحلة ، ومعطى الأب جو لا نظير له من الاحترام والتقدير والهيبة ، ورأيه وتوجيهه محمّل الاذعان ، والصغير يحترم الكبير ، وتبادل الاحترام والتقدير بينهم هو السائد . الرحلة دخلت حيز العمران من الجهة الجنوبية للبلدة - مصدة - في ذلك الزمان ، والمركبات قليلة ، واستنكر أهالي الناحية المركبة ، وتعالموا ذكرها وصفاً مستغربينها ، وانتشر بينهم خبرها . اناخت المركبة رحالها الجمل وماحمل امام دار الراوي والقاص/ محمد بن نهار شقيق الأب/ خالد بن نهار ، ونزل أولاً الأب قارعاً الباب . مصوتاً لأهل الدار . سمع الراوي والقاص قرع الباب والصوت بالديوانية ، ففز ناهضاً من مقعده مهللاً ومرحباً . تسمع تهليله ، وحسن ترحيبه ، وما أن فتح الباب الخارجي ، ودقق النظر في وجه أخيه . تعانقا الشقيقان ممسك أحدهما بالاخر ، وأمسكت أيدهم خلف ظهر كلاً منهما ، ومحتض أحدهما الأخر ، يتبادلان التقبيل ، والدموع تنهمر على الخدود من جفون العين ، والقبلات المتبادلة بينهما . تشاهد الأخ الأصغر/ خالد يقبل راس وجبهة وأرنبة أنف ويد أخيه الأكبر/ محمد ، بحرارة منقطع النظير باعتباره الاخ الأكبر ، وأفراد الرحلة ينتظرون أكثر من نصف ساعة دورهم بالسلام ، واقفون خلف الأب ، وجاءت من داخل الدار ابنت خالد الأب زوجة ابناخيه/ محسن ابن الراوي والقاص تسعى ما أن سمعت صوت أبيها ، وتسمع هشيمها بالبكاء ومازال أفراد الرحلة ينتظرون ، ويمسحون دموعهم من الموقف المشهود . يتحينوا دور السلام ، ولا يستطيعون التقدم ، والثلاثة يتهاشرون بهشيم البكاء وحرارة اللقاء ، ودموع الفرح تتساقط منهم حتى صدع أذان المغرب . موقف مترح ومفرح في نفس الوقت ، وآن واحد . جاء دور أفراد الرحلة لسلام . تلعثم الجميع بالكلام لحرارة الموقف . المركبة غريبة على أهل القرية ، وتناشدوا طرفاً من خبرها ، وكان أقرب أوشاج دم الراوي والقاص حزام بن حزمي الرويس الكريم أبن الكريم حفيد الكريم وجل المواقف الحازمة حينما لم يرى الراوي والقاص في صلاة المغرب بالمسجد ، وبعد فراغه من الصلاة انصرف مسرعاً لدار الراوي والقاص ، وانضم بشجونه إليهم يتبادلون التحايا ورديتها نبرات الصوت محزنه والأعين تذرف بالدموع يا له من موقف محبة أوشاج الدم فوق كل شيء، وستفزعوا لمن يحضر شقيقهما مشعان بن نهار من افقراء والراوي ألزم ابناخيه/ حسن ذبح وسلخ خروفاً من خرفانه . فال لضيوفه ويعقبه العقال ، وليمة الغداءً غداً على الاشهاد من الجيران والمعارف والاصدقاء . تعالم المحيطون بقدوم خالد بن نهار وأسرته بالمسجد أثناء اداء صلاة العشاء ، وسعوا لسلام ، وجاء يسعى من مزرعته مسلط بن ضيف الله وأحد ابناءه ، فالدار تغوص بأقدام عدة ، وترى مجموعة تصنع حساء القهوة ، وأخرى تدير طبخ الوليمة ، وتسمع اطراف الحديث يتنقل بين الحاضرين . بداء يتوافد إلى الدار أقرباءهم وأوشاج الدم والجيران ما أن سمعوا القدوم . تشاهد وجوه يشع من محياها الحبور بعد تناول العشاء أكد الراوي والقاص الغداء بداره لا خيار عنه ، وقيل هذا العشاء . قال: بل هذا فال ، والكرامة غداً ثم تبداء الدورية رتب لها أبو فهاد يرحمه الله حزام بن حزمي ذلك العصامي رجلاً في مائة رجلاً له جهود تذكر فتشكر في تأسيس كهرباء مصدة وأمين صندوق الروسان التعاوني بأمر أمير المنطقة وسنفرد ان شاءالله مقال عن سيرته وحياته العملية ، ومساهماته المجتمعية بأذن الحي القيوم . رتب الدورية الاقربون فالأقربون . ما أن علم أبن مقرن أمير الدوادمي/ سعد بن محمد بن مقرن بتواجد رفيق مسيرته العملية/ خالد بن نهار جاء حثيثاً يسعى من الدوادمي عصر يوم السبت مسلماً من رافقه ثلاثين عاماً في ميدان عمل الإمارة ، ولازمه العمل سوياً بالوديان وتهامة . استأثر بالحديث معه خلال إقامته بمصدة . يشارك الروسان ولائم جماعة من رافقه ، وأن تشمله دورية الروسان ، وكان نصيبه اثنتين إحداهما بمصدة عند جماعة من رافقه سنوات مديدة ، والأخرى بداره بالدوادمي إصرار لا خيار عنه . لا حدس أبن مقرن سلايل آل زائد معسفة الامهار . أبن مقرن يود الروسان واخووه ، والروسان أيضاً يودونه كأنه منهم .
دورية الولائم استمرة خمسة عشر يوماً غداء وعشاء يتخللها قهاوي مابين الضحى وماقبل الظهر ثم تستأنف القهاوي مابعد العصر إلى ماقبل صلاة العشاء ، ومابعد الظهر غداء ، ومابعد العشاء عشاء وفق جدول الدورية التي رتبها ونظمها ابو فهاد يرحمه الله من لم يحالفه وجبة وليمة كان من نصيبه القهوة .
عرفت مصدة الإنسان والمكان بنعوت عدة منها مايتعلق بالإنسان ، ومايتعلق بالمكان ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر نجملها بمايلي:
- الدويلة .
- لا يبات فيها جائع .
- مأوى من لا ماوى له .
- المشارب الصافية .
- كسارة الترك .
- مؤنسة الغريب .
- فطنة رويس .
تكملة المقال العدد القادم .
دام عزك ياوطن ودام عز سلمانه خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم ، وولي عهده الأمين محمد العزم مهندس رؤية الوطن العظمى والقيادة الرشيدة مجففه مثلث الشر ومنابعه الإرهاب والإرجاف والفساد.
بقلم/ خالد بن حسن الرويس
- الدفعة الخامسة من التبادل.. 3 إسرائيليين مقابل 183 فلسطينياً
- المرور: غرامة التفحيط تصل إلى 60 ألف ريال
- الأردن.. مقتل عائلة كاملة إثر استنشاق غاز مدفأة
- أمانة القصيم تزيل أكثر من 270 موقعاً عشوائياً شمال مدينة بريدة
- الأرصاد عن طقس السبت: انخفاض في الحرارة ورياح نشطة على عدة مناطق
- العاصمة عدن.. إرادة شعبية تواجه الاستهداف الممنهج لفوضى مليشيا الحوثي في جنوب اليمن
- بلدية محافظة الأسياح تستعد لإطلاق فعاليات مهرجان الصقور بالقصيم
- الفيفا: الإنفاق في انتقالات يناير بلغ مبلغا قياسيا في 2025م
- خطيب المسجد النبوي: التزموا بقراءة القرآن فهي تسلية وتخفيف عن الهموم والأحزان
- خطيب المسجد الحرام: الإنسان ضعيف فلا تغتروا بالقوة وتنسوا حقيقتكم
- مبعوث ترمب: لا وقف لحرب أوكرانيا دون تنازلات
- وزير الدفاع السوري: سنبقي على القواعد الروسية.. بشرط
- ابتكار ثوري.. جهاز ذكي لقياس سكر الدم «دون وخز»
- ضبط 2259 مركبة مخالفة وقف أصحابها بأماكن ذوي الإعاقة
- حساب المواطن يجيب.. هل يمكن إلغاء الاعتراض والتعديل عليه؟
خالد بن حسن الرويس

ستة على ستة -107-
02/02/2025 7:19 م
خالد بن حسن الرويس
0
69401
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3630935/