المملكة العربية السعودية تسطر تاريخًا مشرفًا في المجال الطبي والإنساني، حيث أصبحت من أبرز الدول الرائدة عالميًا في فصل التوائم الملتصقة. هذا الإنجاز يعكس تفوقًا طبيًا وإنسانيًا امتد لعقود طويلة، محققًا إنقاذ حياة العديد من الأطفال الذين ولدوا بحالات معقدة من الالتصاق الجسدي. بقيادة الدكتور عبد الله الربيعة، استطاعت الفرق الطبية السعودية إجراء أكثر من خمس وخمسين عملية فصل ناجحة، حيث تتضمن العمليات خططًا دقيقة تعتمد على أحدث التقنيات مثل التصوير ثلاثي الأبعاد والمحاكاة الجراحية لضمان تحقيق أعلى نسب النجاح.
برنامج فصل التوائم في المملكة ليس مجرد مبادرة طبية بل رسالة إنسانية عظيمة. العمليات تُجرى مجانًا بالكامل، وتشمل مراحل العناية الشاملة ما قبل الجراحة وأثناءها وما بعدها، مما يعكس التزام المملكة بخدمة البشرية دون تمييز. هذا البرنامج استقبل أطفالًا من أكثر من عشرين دولة، مما جعل المملكة وجهة عالمية لحالات التوائم الملتصقة، في رسالة تؤكد قيم التضامن الإنساني والتكافل.
في مجال زراعة الأعضاء أيضًا، تحتل المملكة مكانة متقدمة حيث نجحت في إجراء آلاف العمليات لزراعة الكبد والكلى والقلب والرئة. المملكة توفر هذه العمليات مجانًا لغير القادرين، وتدعم برامج توعية شاملة بأهمية التبرع بالأعضاء، مما يسهم في تحسين حياة الآلاف سنويًا. هذه الجهود تعكس رؤية المملكة لتعزيز الطب الإنساني وتوفير الرعاية الصحية الشاملة للجميع.
المملكة لم تكتفِ بدورها الداخلي، بل امتد عطاؤها إلى مواسم الحج والعمرة، حيث تقدم خدمات طبية متكاملة لضمان سلامة الملايين من الحجاج والمعتمرين. من خلال تجهيز المستشفيات الميدانية والمراكز الصحية المتنقلة، يتم توفير الرعاية الطبية بأعلى معايير الجودة طوال فترة وجود الزوار في المشاعر المقدسة.
خلال الأزمات العالمية، مثل جائحة كورونا، برزت المملكة كنموذج عالمي يحتذى به، حيث قدمت اللقاحات مجانًا لجميع المواطنين والمقيمين، وأرسلت مساعدات طبية عاجلة إلى العديد من الدول المتضررة. هذه المبادرات تؤكد مكانة المملكة كدولة إنسانية تقف بجانب الشعوب في الأوقات الحرجة.
المملكة العربية السعودية تعمل أيضًا على تطوير قطاعها الطبي من خلال الاستثمار في البحث العلمي واستخدام أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات الجراحية. أُنشئت مراكز أبحاث طبية متقدمة مثل مركز الملك عبدالله للأبحاث الطبية الذي يركز على الابتكار الطبي وإيجاد حلول للأمراض المزمنة والنادرة.
الجهود الإنسانية للمملكة تتجاوز الحدود، حيث تقدم خدمات طبية متنقلة للمناطق النائية في الداخل والخارج، مما يضمن وصول الرعاية الصحية للجميع. هذه المبادرات تعكس الرؤية الطموحة للمملكة لتعزيز جودة الحياة وتوفير الصحة للجميع، دون النظر إلى الجنسية أو الدين أو العرق.
المملكة العربية السعودية ليست فقط دولة رائدة في الطب والتقنيات الصحية المتقدمة، بل هي أيضًا منارة للعطاء الإنساني والتكافل العالمي. من فصل التوائم إلى زراعة الأعضاء ورعاية الحجاج، تؤكد المملكة التزامها برسالة إنسانية شاملة، لتظل دائمًا في طليعة الدول التي تعمل من أجل خدمة الإنسان وتحقيق مستقبل أفضل للجميع.
بالإضافة إلى أن المملكة العربية السعودية تُعد رائدة في العمل الإنساني، فإنها تتميز أيضًا بدورها الفعّال في مجال الإغاثة. فقد أسهمت بشكل كبير في مساعدة الدول والشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية. وتحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدمت المملكة مشاريع متنوعة في مختلف أنحاء العالم. كما تحرص على تعزيز قيم التضامن الدولي، مما يعكس رسالتها السامية في دعم المحتاجين دون تمييز.