من دواعي السُّرور والتَّنافس الشَّريف المحمود أن تكون هناك غيرة محمودة بوصلة للوصل إلى الأهداف وتحقيق الطُّموح، وهي يتنافس حولها الصَّادقين وأصحاب المبادئ السَّمحة والقلوب النَّظيفة.
وهي محمودة حتَّى في التَّنافس بالطَّاعات والعبادات من باب أولى.
والتَّنافس على أمور الدُّنيا فذلك حسن ومقبول وجميل.
وهي تكون نابعةً من قلب صادق ومحبّ وصاحب رقَّة وجميل المحيَّا.
ولكنَّ هناك الغيرة غير المحمودة وهي الَّتي تتحوَّل إلى حسد وعداء يجعل البعض يبيع دينه من أجل تفاهة الدُّنيا.
ويحاول ساعيًا أن يقتل فرحةً الآخرين حتَّى بتقليل تلك النَّجاح أو الرِّبح الَّذي بلغوه بعد توفيق اللَّه بجهدهم واجتهادهم ومثابرتهم.
وهؤلاء فئة الكسالى أصحاب الابتسامة الصَّفراء والباهتة الَّتي تحمل كلَّ مظاهر السُّوء على محياهم. ومن مظاهر الحسد السَّيِّئة عندما يتحوَّل الصَّديق إلى عدوًّا، والقريب إلى غريب، وتدخُّل العداوة بين الأشقَّاء والأقارب، ويكون الحسد هو بوصلة الجميع.
وللأسف أنَّ البعض يظهر لك بمظهر المحبِّ وهو يحمل جمرةً بين أضلعه تودُّ أن تلتهم كلُّ مالديك من نعم أنعم اللَّه عليك بها.
والمؤلم عندما يصل ذلك الحسد إلى محاولة الرَّمي بالطَّرف الآخر حتَّى في دينه وسمعته لإشباع الرَّغبة الخبيثة، ومحاولة تزيِّف ما هو حقّ إلى باطل.
حتَّى يصل الحال إلى اسواء من ذلك وأشدَّ أمرًا وهؤلاء لو علموا حقيقة الدُّنيا وان مصيرها إلى الزَّوال، واتَّقوا اللَّه في أنفسهم وفي الآخرين لما بلغ بهم الحال إلى هذا المصير.
وأظنُّ الحسد وعداوة المسلم من ضعف الإيمان لان المؤمَّن الحقيقيُّ يعلم أنَّ ذلك كلُّه من اللَّه وان العطاء من اللَّه ومازاد عند النَّاس لا ينقص من ملكك شيئًا.
كفانا اللَّه وإيَّاكم شرِّ أنفسنا والشَّيطان