بكل أسف، أصبحت بعض المساحات منصات لنشر الأحقاد، واسترجاع أحداث تاريخية قديمة لا جدوى من ذكرها في عصرنا. فبدلاً من أن تُبرز قيم الإسلام السامية، مثل التسامح والرحمة، نجدها تسلط الضوء على صراعات وتناحر لا طائل منه، مما يثير غضباً وألماً لدى أبناء الأمة الإسلامية.
هناك انحراف في توجه بعض من يزعمون أنهم مؤرخون، حيث يركزون على الجوانب المظلمة في التاريخ الإسلامي، متجاهلين ما قدمه الإسلام من عدل ورحمة، وما حققه السلف الصالح من إنجازات حضارية رفعت راية الإسلام عاليًا.
من حقنا أن نفتخر بتاريخنا المجيد، ونستلهم من القيم التي أرسى دعائمها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تحث على الرحمة بالضعفاء، والعدل، واحترام الإنسانية. لكن ليس من الحكمة زرع مشاهد الصراع وسفك الدماء في نفوس الأجيال، خاصة ونحن نعيش في دولة أسسها الملك عبدالعزيز على الوحدة والعدل، فأصبحت رمزًا للأمن والاستقرار.
ناقشت في إحدى المساحات بعض المهتمين بالتاريخ، وطلبت منهم التركيز على قصص الإنجازات والقيم الإسلامية السامية بدلاً من نبش الأزمات التاريخية. لكنني فوجئت باتهامات بالجهل، وكأن الحديث عن القيم الإنسانية والمواقف المشرفة لا مكان له بينهم.
أتساءل: لماذا لا تُذكر قصص قادة الفتح الإسلامي الذين نشروا العدل ورحموا الشعوب؟ لماذا تُهمل قصة توحيد الجزيرة العربية على يد الملك عبدالعزيز ورجاله الأبطال، الذين أسسوا دولة تقوم على العدل والمساواة؟ ولماذا لا يُبرز الدور الريادي للمملكة وملوكها في خدمة الإنسانية؟
ختامًا، نحن في وطن يوحدنا العدل والمحبة، والواجب علينا حماية شبابنا من الوقوع في فخ الأفكار التي انتهى زمانها.
والله الهادي إلى سواء السبيل.