الوفاء ، وما ادراك ما الوفاء ، والالتزام به من كمال مكارم الأخلاق ، ومن متمماته الوفاء بالعهد ، فالوفاء قيمة أخلاقية معنوية يترجمها الفعل الصادق .كثير مايترد بالأمثال وفاء السموال ، ويتداول بين الناس . يضرب به المثل بالوفاء ، والوفاء لا حدس فيه قيمة مثلى في جزيرة العرب . اتصف بها العرب قبل الإسلام من مواريث مكارمهم ، والتزموا بها بعد الإسلام ، وخصلة من مكارم أخلاق العرب ، وعزز هذه المكارم الإسلام ببعثة نبي الله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ، وحتوى نبي الله على مجموعة شمائل منها الوفاء ، وقد برز من العرب حاتم الطائي بالكرم في السخاء ، ولم يجاريه أحد بالكرم على وجه البسيطة حتى يومنا هذا إلا الأنبياء والرسل عليهم السلام وورثتهم من العلماء ، وبالوفاء ضرب السموال أروع مثل فيه ، وهو في الأصل من يهود العرب وعمود المقال هذا يدور حول الوفاء والسموال ، فالسموال رجلاً يهودياً عربياً قاوم بمفرده سلاطين عصره من أجل الوفاء ، فذكره التاريخ ، وخلده الوفاء على مر العصور ، ومن أجله ضحى بأحد أبناءه في سبيل الوفاء ،" وفاءالسموال "
ياسادة من هو السموال وشخصيته ورد في كتب الآدب العربي توثيق هذه القيمة للسموال ، فالبيئة التي تحيطه ، والمولود فيها ، ويعيش في وسطها بين العرب وقيمها . أكسبته هذه الخصلة ، وإلا اليهود بنص القران لا وفاء ، ولا عهد لهم . خصلة الوفاء هذه أشهرته بين العرب ، وعلى سائر أقرانه وأصبح ناراً على علم ، ومثلاً يضرب بالوفاء كحاتم الطائي بالكرم . حفلت عصور الأدب العربي قديمها إلى جانب القصائد والفنون والصور البلاغية ، بالعديد من المواقف ، والقصص المعبرة والمفيدة . أشهرها ، وفاء " السموال ". من هو السموال ؟ فالاجابة على هذا السؤال هو السموال بن غريض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي. ذكر غير خامل . لايتطرقه الحدس شاعر جاهلي يهودي عربي أشتهر بحسن البيان والبلاغة ، وأكثر شهرة في عصره . يمتلك حصنين حصن في خيبر ، وحصن في تيماء . ويتردد بينهما ، والأخير سماه الابلق . عاش في القرن الخامس الميلادي . سجل له التاريخ موقف مع امرىء القيس، وريث عرش كنده ، وكلاهما شاعران كبيران من شعراء العصر الجاهلي، حتى ضُرب المثل به في الوفاء فقيل «أوفى من السموأل».
السموأل غلبت عليه الحكمة ، وينعت بشاعر الحكمة . اسمه معرب من الاسم العبري "شامُوئِيل"
إلتزام بالوفاء ، ورفع ذكره ، وذاع صيته "قصة وفاء" مؤثرة مع كبير شعراء الجاهلية "امرئ القيس" . قدم إليه " امرؤ القيس "بعد أن عجز عن الأخذ بثأر أبيه بعد تفرق العرب عنه، وكان قد عزم على الذهاب إلى قيصر الروم ليستنجد به بعد ان خذله المناذرة ، وتفرقت عنه العرب ، فذهب إلى " السمؤال "وأمّنه أدراعا ثمينة لا مثيل لها ، كما ترك عنده أهله ، وسار بعد ذلك إلى قيصر الروم.
بعد أيام طوَّق خصوم امرىء القيس حصنَ السمؤال بتيما من قبل أحد الأمراء خصوم امرىء القيس ممن له ثأر على امرئ القيس، فسأله السموأل عن سبب تطويقه لحصنه؟ فقال: لن أغادر الحصن إلا بعد تسلمني أدراع امرئ القيس وأهله، فرفض السمؤال ذلك رفضاً قاطعاً ، وتحصن في حصنه المنيع ، وقال: " لا أخفر ذمتي وأخون أمانتي " اتعرض مسبة العرب " الوفاء الوفاء .
ظل الحصن محاصراًً حتى مل محاصريه ، وفي أثناء ذلك جاء أحد أبناء السموأل من رحلة صيد ، وفي طريقه إلى الحصن قبض عليه الأمير ونادى السموأل: هذا أبنك بقبضتنا ، فإما أن تسلم ما لديك ، وإما أقتله! ومع ذلك رفض السموأل تسليم الأمانة، فقتل الأمير ابن السموأل أمام الحصن وعاد بجيشه من حيث أتى من غير أن يحصل على بغيته.
فقال السموأل:
وفيتُ بأدرعِ الكنديِّ إني
إذا ما خان أقوامٌ وفيتُ
نعت ابنه " ضحية الوفاء "ومن هذه الواقعة ضرب بالوفاء ، وضحى بفلذة كبده من أجل الوفاء اي موقف هذا ؟ هذا قبل الإسلام في العصر الجاهلي .
ياسادة الفرد جزء من المجتمع ، فاذا فسد الفرد فسد المجتمع ، والعكس صحيح ،فالفرد مقدمة ، والمجتمع نتيجة فالمقدمات مسلمات النهايات في عصرنا الراهن قل الوفاء وتمرد الأفراد إلا ماكان في الآفاق من البيداء ، فالمدينة تكتض بالمتلونين من الأفراد تلوثة مبادئهم وتغيرت أنفسهم ، واستبدلت النزعة المادية بالقيم ، فالعصر قبل الإسلام على أربع نحل : الحنفية السمحاء قلة ، والمشركين كثرة ، والنصارى بين القلة والكثرة ، واليهود قلة القلة ، والرابط بين هذه النحل القيم تردعهم . ما أحوج مجتمعاتنا الراهنة تشريبها القيم وتطبيعه سلوكاً فاحترام القيم سلوكاً حضارياً لا شك فيه .