أينما تذهب تجد الكتابات العشوائية وقد غطت جدران الشوارع والمنازل واللوحات الإرشادية والمعالم الحضارية والمدارس وحتى دورات المياه ؟! , من قبل أشخاص مجهولين يمثلون جميع الفئات في المجتمع ذكورا وإناثا (أدب الشوارع) . وتجد البعض وبالذات النخب المثقفة والتي ليس لها علاقة بالشارع , تكيل الإتهامات إلى هذا النوع من الأدب على وزن : (اسلوب غير حضاري , تلوث بصري , سوء أدب , قلة ذوق ..) ، وأنه لا يكتب على الجدران إلا الشخص الذي لديه عقدة النقص (الدونية) . بل وتجد البعض يطالب بمعاقبة من يفعل ذلك ؟! . وهؤلاء أشبه بالنخب المثقفة التي انتقدت مواقع التواصل الاجتماعي لأنها أتاحت الفرصة للاغبياء كي يعبروا عن رأيهم طبعا حسب رأيهم (السقيم) , لكن السبب في ذلك يعود إلى أن هذه المواقع استطاعت ان تسحب البساط من الفضائيات والاعلام المرئي والمقروء , بل واستطاعت أن تخرج العاملين عليها من الخدمة (التاريخ) . الكتابة على الجدران نوع من الفنون الأدبية سواء رضينا بذلك أم أبينا فهو واقع لا يمكن تجاهله . وهو فن قديم جدا وكان يعد الوسيلة الوحيدة لتدوين التاريخ قبل صناعة الورق واستمر حتى الأن . وكان حتى وقت قريب يعتبر الوسيلة الوحيدة للتعبير عن وجهة نظر الطرف الآخر في دول العالم الثالث , أدب الشوارع يعبر عن نبض الشارع ومقياس لمدى الرضا أو الغضب لدى الشعوب بعيدا عن مقص الرقيب , وهو مثل الشعر له أغراض مثل المدح والقدح والغزل والسياسة والرياضة والبكاء على الأطلال (الذكريات) . عندما تزور أي دولة وتتأمل في مضمون الكتابات المدونة على الجدران تستطيع أن تتعرف بسهولة على المشاكل التي يعاني منها المجتمع (ديوان الشعوب) . رئيس بلدية وجد بعض الكتابات على الجدران فأعجبه الخط الجميل , فوضع إعلان يطلب فيه من صاحب الكتابات مراجعة البلدية من أجل توظيفه , اذا هي فرصة لاكتشاف المواهب في الخط والرسم والشعر . اعتقد أن على الدول الاهتمام بأدب الجدران لأنه يعبر عن نبض الشارع وتطلعاته . الاعلام الرسمي لم يعد يمثل صوت الشارع لدى المسؤول (كل شيء تمام يا افندم) , والبركة في مقص الرقيب والذي تحول إلى جزء من الماضي بفضل ثورة المعلومات (الإنترنت) ؟! . ولكن يلاحظ أن أدب الجدران قد تراجع إلى حد كبير بعد أن تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى متنفس وصوت لمن لا صوت له , بل بدأت تنافس الاعلام الرسمي من حيث الإستقطاب والمتابعة والقراءة والمشاهدة , وبدأ أدب الحدران ينحسر في الأحياء الشعبية (حزام الفقر) , أحيانا للجدران آذان (كاميرات المراقبة) . كما هو الحال مع حديقة الهايد بارك حيث يوجد (ركن المتحدثين) حيث يحق للجميع أن يتكلم دون أي مساءلة , لا بد ان يكون هناك ركن في المدارس والحدائق والأماكن العامة لممارسة الكتابة بحرية , وهذا بدوره يفيد صانع القرار فهي بمثابة استطلاع للرأي العام .
- ترجمة فورية لخطب الجمعة بالمسجد النبوي إلى 10 لغات
- الأمير متعب بن مشعل يُكرّم الفائزين بمسابقة أمير منطقة الجوف وحرمه الرمضانية لحفظ القرآن الكريم
- في افتتاح الجولة 25 من دوري روشن: الاتفاق في مواجهة الأهلي.. والاتحاد أمام الفيحاء
- البنك المركزي: 134 مليار ريال إنفاق السياح الوافدين إلى المملكة في 2023
- الشراحيلي إلى رتبة لواء بحرس الحدود
- “الحج والعمرة”: التزم بتوجيهات الأمن ومسارات الدخول والخروج يخفف الزحام بالمسجد الحرام
- بتوجيهات ودعم ولي العهد.. اكتمال أعمال التدعيم والإنقاذ لـ56 مبنى بجدة التاريخية
- ضبط “1676” مركبة زاحمت مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة
- الهلال يقفز للمركز الـ44 في ترتيب “أوبتا” العالمي لأفضل أندية بالعالم
- مختص عن انخفاض البطالة: المملكة تسير على خطى ثابتة لضمان حياة كريمة للمواطنين
- “النمر” : “الخواضة” وجبة شعبية عالية السعرات.. ولا ينصح بها لمرضى السكري
- محلل طقس: حالة مطرية على بعض المناطق تستمر حتى يوم السبت
- تمهيدًا لدخولها أوكرانيا.. الطائرة الإغاثية السعودية الـ17 تصل زوسوف
- ضبط مخالف لنظام البيئة لاقتلاعه الأشجار دون ترخيص في تبوك
- «العدل الدولية» تأمر الاحتلال باتخاذ إجراءات لضمان وصول الغذاء إلى غزة
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3503321/
التعليقات 1
1 ping
ابو سلطان
16/05/2022 في 11:09 ص[3] رابط التعليق
احسنت النشر اخي الكريم
(0)
(0)