اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله هلال رشد وخير، هكذا كان نبينا ومعلمنا وقدوتنا الحسنة عليه الصلاة والسلام يستقبل شهر رمضان المبارك في كل عام والذي خصه سبحانه وتعالى بالصيام والقيام ونزول القرآن وليلة القدر والرحمة والمغفرة والعتق من النيران، ولذلك ما فتأعامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ومنذ فُرض عليهم يحرصون على صيامه وقيامه ويترقبون مجيئه ويفرحون ويبتهجون وقتما يحل ويتمنون في ذات الوقت بأن تكون كل شهور السنة الهجرية رمضان، جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، وفي حديث آخر: إن في الجنة باباً يُقال له الريان يُقال يوم القيامة أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ ذلك الباب، وعندما طلب أبا أُمامه رضي الله عنه من رسول الله بأن يأمره بعمل يدخله الجنة قال له: عليك بالصوم فإنه لا مثيل له، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تشير للصيام وإلى مدى عظمة هذا الشهر الكريم على محك العبادات ومنها: قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)وقوله أيضاً ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ )وكذلك قوله تعالى( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) فيما قال نبينا عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه جلّ في علاه( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) والصوم جنة والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه، شهر تُفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين وتتآلف فيه القلوب بالمحبة والتآخي والتعاون وترتقي فيه النفوس إلى عوالم الطُهر والنقاء والعفة، شهر تتضاعف فيه الحسنات وتتكاثر فيه الخيرات ويتزاحم فيه المصلون في المساجد ما بين مُكبر وراكع وساجد ومعتكف وقانت ومُستغفر وتائب، فيه تحققت أروع البطولات والانتصارات الإسلامية على أعداء الله، والصيام يعني في المصطلح الإسلامي الإمساك عن شَهْوتَيْ البطن والفرج وكل ما يدخل في حكمهما كالمغذيات عن طريق الوريد والقي المتعمد بدءاً من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس طيلة أيام هذا الشهر. أما اللغو وما يندرج في معناه فلا يُؤدي لافطار الصائم غير أنه من الأفضل تجنبه لاكتمال سمو الأخلاق وإن سابه أحد فليقل إني صائم أما شروطه وأركانه فتتمثل في البلوغ والقدرة والنية والتمييز والطهارة والتقيد بوقته الزمني والقضاء في حالة الإفطار لضرورة ملحة كالحيض والنفساء والإصابة بالأمراض والسفر امتثالاً لقوله تعالى( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ومن لم يستطيع القضاء لعجز أو لكبر في السن أو مرض لا يُرجى بُرؤه فيجزئه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره بما يساوي كيلوغرام ونص من قوت البلد الذي يعيش فيه كالحبوب مثلاً أو تقديم وجبة طعام كافية لإفطاره عن ذلك اليوم ولا يجزئه دفع نقود بإجماع علماء المسلمين فيما يتوجب على من واقع زوجته في نهار رمضان أو تعمده الإفطار عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين مع الاستغفار والتوبة والانابة إلى الله تعالى .أما بالنسبة لمُستحباته فهي كثيرة ومنها: المداومة على وجبة السحور للتزود بالطاقة اللازمة لتجاوز ما قد ينجم عن الصيام لساعات طويلة من ارهاق ومتاعب جسمية لا سيما في فصل الصيف واشداد الحرارة عدا ما فيه من بركة كما في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: تسحروا فإن في السحور بركة، وكذلك تعجيل الفطر بتناول بضعة تمرات وتراً أو الماء إذا تعذر ذلك بعد التيقن من غياب الشمس علاوة على البذل والعطاء وتفطير صائمين، وزيارة المرضى وصلة الأرحام، ولأن أمة الإسلام كغيرها من شعوب الأرض قاطبة تعايش متغيرات وتحديات عالمية فرضتها العولمة بكل ما تحمله من ايديولوجيات في مختلفة مجالات الحياة وما يُطال منها على المنهج الإسلامي من محاولة التقليل من شأنه بين الأوساط العالمية من خلال التطرف وبث الأفكار والمعتقدات الدينية الفاسدة والباطلة فضلاً عن الفواحش والمنكرات لأشغال أفراد هذه الأمة عن قيامهم بشعائرهم الدينية في هذا الشهر الكريم خير قيام لاسيما فئة الشباب فأنه ما أحوج هذه الأمة للقيام بكل ما يُرسخ القيم والاخلاق السامية التي جاء به دينهم القويم والثابت الذي ارتضاه لهم رب العزة والجلال في نفوس أبنائها وبناتها كواجب ديني وتربوي وتعليمي لأجل بناء وتخريج جيل قوي بإيمانه وخلقه الرفيع ومتسلح بالعلم والمعرفة ويُمكن الاعتماد عليه فيما يعود عليه وعلى مجتمعه ووطنه بالخير وعميم الفائدة زمانياً ومكانياً وفي كافة مجالات الحياة، جعلنا الله وإياكم من صُوّام هذا الشهر الكريم وقُوامه وممن فازوا بجنته النعيم المقيم يوم القيامة، مع صادق دُعاءنا لأمتنا العربية والإسلامية بالعز والنصر والتمكين واضطراد التقدم والازدهار.
- «الزكاة والضريبة»: 1 أكتوبر.. بدء «الفوترة الإلكترونية» للمنشآت المتجاوزة إيراداتها 25 مليون ريال في عام
- خطيب المسجد النبوي: طوبى لمن صام وكف عن الناس شره وأذاه
- خطيب المسجد الحرام: تحروا ليلة القدر
- تطبيق جديد من “أمازون” لـ “قراءة الكف”.. كيف يعمل؟
- هل ينجح العلماء في التوصل لعقار يغني عن الرياضة؟
- «واتساب» يعمل على ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي
- «الأرصاد»: مكة المكرمة وجدة الأعلى حرارة بـ34 مئوية.. والسودة الأدنى
- استشاري: 5 نصائح للتغلب على الإمساك في رمضان
- الحرارة العالية تهدد جهاز المناعة
- وكيل أمارة عسير يزور بوليفارد بيشة الصحي
- غرفة حفرالباطن تعتمد الحساب الختامي للعام المالي 2023م، وتُقر الميزانية التقديرية للعام 2024م
- الأرصاد عن طقس الجمعة.. أمطار رعدية ورياح مثيرة للأتربة على عدة مناطق
- ترجمة فورية لخطب الجمعة بالمسجد النبوي إلى 10 لغات
- الأمير متعب بن مشعل يُكرّم الفائزين بمسابقة أمير منطقة الجوف وحرمه الرمضانية لحفظ القرآن الكريم
- في افتتاح الجولة 25 من دوري روشن: الاتفاق في مواجهة الأهلي.. والاتحاد أمام الفيحاء
16/03/2022 11:32 ص
عبد الفتاح بن أحمد الريس
0
301195
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3494353/