شهدت المملكة في الآونة الأخيرة نهضة حضارية كبيرة في مجال شق الطرق الحديثة وربطها مع معظم المدن والقرى والهجر . وفي المقابل تجد الانتشار الكبير للاستراحات على جانبي الطرق , سواء كانت الدولية منها أو الزراعية أو القروية , والتي تقوم بتقديم الخدمات إلى المسافرين وعابري الطريق وسكان الجوار . تعد الاستراحات (واجهات حضارية) ومن المفترض أن تعكس التقدم والازدهار الذي وصلت اليه المملكة , خاصة وأن الطرق في المملكة تزدحم بالمسافرين من دول الجوار , سواء كانوا من الحجيج أو المعتمرين أو حتى الوافدين , وبالتالي فهؤلاء هم بمثابة ( وسيلة إعلامية) ومن خلالهم يمكن أن يتم نقل الصورة من (الداخل) إلى بلدانهم في (الخارج) . إن المتأمل في وضع الاستراحات على الطرقات الخارجية سوف يجدها بحاجة إلى إصلاحات كثيرة (التطوير) , حيث تجد في الكثير من الأحيان العشوائية في البناء , والبعض منها عبارة عن مباني من الصفيح أو البيوت الشعبية (العشش) , وقد تجد إلى جانبها الحظائر التي تبيع الأغنام أو البرسيم والتبن والشعير (الأعلاف) والحطب , وتحيط بالمكان النفايات والتي يتم التخلص منها غالبا عن طريق (الحرق) أو تركها في الهواء الطلق , حيث تكون مأوى للحشرات والزواحف والهوام والكلاب والقطط الضالة (مكاره صحية) ! أما محطات الوقود فهي في الغالب متهالكة وتجد أثار تسرب الوقود على جانبيها وتشكل خطورة . واذا اقتربت من الداخل فسوف تجد المرافق والخدمات شبه متهالكة (الماء والكهرباء) والنظافة سيئة للغاية والخدمة المقدمة (بدائية) , والطعام المقدم قد تجده أحيانا لا يصلح للاستهلاك الآدمي , أو تكاد تعافه النفوس حيث الحشرات الزاحفة و أسراب الذباب الطائرة التي تحاصرك في كل مكان ! , ناهيك عن الأواني القديمة وغير النظيفة التي يقدم فيها الطعام , وأحيانا تجد المشروبات والمواد الغذائية منتهية الصلاحية , إضافة إلى بعض المنتوجات الغذائية المعروضة والمجهولة المصدر , مع العلم بأن سياحة الغذاء تعد أحد أهم أنواع السياحة في العالم في الوقت الحاضر , أما خزانات المياه فأكاد اجزم أن البعض منها قد مضى عليها سنوات ولم يفتح لها غطاء وتعج بالديدان ! قبل سنوات وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية قالت فيه : إن ثلثي الأمراض في العالم مصدرها المياه الملوثة , يعني تشكل الكثير من الاستراحات في وضعها الحالي تلوث (بصري وبيئي وصحي ) , ونتيجة لذلك يفضل الكثير من المسافرين عدم الوقوق ومواصلة السير إلا في حالات الضرورة القصوى ! . من أجل النهوض في الاستراحات على الطرقات وحتى تعطي نوع من (الراحة النفسية) والانطباع الحسن للمسافر أو السائح , وحتى تتحول الاستراحات إلى قيمة أو إضافة (جمالية) إلى الطرقات لا بد من اتخاذ الكثير من الإجراءات التطويرية مثل :
1 ـ أن يكون هناك تصميم (معماري) موحد للاستراحات في كل منطقة يعكس الإرث الحضاري والتاريخي والبيئي لكل منطقة مع وضع ضوابط تتعلق بالتشطيبات النهائية .
2 ـ أن يتم تقسيم الاستراحات الى (فئات) مثل الفنادق بحيث تكون هناك اشتراطات للاستراحات التي تقع على الطرق الدولية تختلف عنها في الطرق الزراعية او الطرق المؤدية إلى البلدات والقرى والهجر من حيث المساحة وإجراءات الأمن والسلامة والعزل الحراري , ومواقف السيارات والارتداد المطلوب عن الطريق , تجد البعض من الاستراحات يكاد يكون ملاصقا للشارع , مع وجود اشتراطات عامة (رئيسية) يجب أن تتوافر في جميع الاستراحات .
3 ـ ضرورة تركيب كاميرات مراقبة ومن أكثر من زاوية ( تغطية المكان) .
4 ـ الحفاظ على مصادر المياه من التلوث , من خلال تحديد الجهات التي تقوم بتوريد المياه للاستراحات , وضرورة تنظيف وتعقيم خزانات المياه الأرضية والعلوية بشكل دوري (سنوي) , من قبل شركات معتمدة من قبل الجهات المعنية , مع احضار مشهد يفيد ذلك عند تجديد رخص الاستراحات سنويا .
5 ـ الزام أصحاب الاستراحات بتأمين (صندوق اسعافات أولية) لمواجهة الحالات الطارئة , خاصة وأن هذه الاستراحات تقع في أماكن نائية , قد يتعرض فيها العاملين أو المسافرين إلى لسع العقارب ولدغ الأفاعي , أو نزلات معوية حادة او ارتفاع في درجات الحرارة او حتى جروح قطعية او بعض الحروق وذلك بالتنسيق مع الشؤون الصحية في كل منطقة .
6 ـ ضرورة إلزام أصحاب الاستراحات بممارسة الأنشطة التجارية التي تم الترخيص بها.
7 ـ أن يكون سكن العمال في مكان مستقل ويبعد بمسافة كافية عن المكان الذي تمارس فيه الأنشطة التجارية في الاستراحة .
8 ـ أن يكون هناك زي موحد لجميع العاملين في الاستراحات مع وضع (الكمامات) بالنسبة للعاملين في إعداد الطعام والشراب .
9 ـ النظر في إمكانية الزام الاستراحات باستخدام الطاقة الشمسية كمصدر ثاني للطاقة خاصة في المناطق النائية جدا .
10 ـ الزام الاستراحات بتأمين (حاويات) للنفايات , على أن تقوم البلديات بسحبها بشكل دوري ومقابل رسوم خدمة .
10 ـ الفحص الدوري لمحطات الوقود , مع استبدال القديم والمتهالك منها ، وان يتم تفريغ وايتات الوقود في الخزانات الأرضية من خلال مواقف خلفية للمحطات بعيدا عن المواقف المخصصة لتعبئة الوقود للسيارات , و ياحبذا لو يتم تطبيق ذلك على جميع المحطات في المملكة .
11 ـ بالنسبة للاستراحات القائمة (المتهالكة) لا بد من إعطاء مهلة زمنية لأصحابها لتصويب أوضاعها وإعادة ترميمها , أو بنائها وتأمين كل المتطلبات التي تراها الجهات المختصة (الصحة , البلديات , الدفاع المدني , الجهات الأمنية) .
- الدفاع المدني بالرياض يخمد حريقا في مركبة ولا إصابات
- رسميًا.. الاتحاد يطلب تأجيل مباراته ضد الهلال في كأس خادم الحرمين الشريفين
- أمير الباحة يستقبل مدير فرع وزارة البيئة والمياة والزراعة بالمنطقة ويطلع على أعمال الفرع
- بتوجيه سمو أمير منطقة الباحة .. إمارة المنطقة تحتفل بيوم التراث العالمي 2024
- “البنوك السعودية” تحذر من رسائل احتيالية
- خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة خطية من ملك مملكة البحرين
- دوري روشن للمحترفين: التعادل الإيجابي يحسم مواجهة التعاون والخليج
- وزير الخارجية يبحث المستجدات في المنطقة مع نظيرته البلجيكية
- الأمن العام: التنقل بالسلاح المرخص إلى خارج المملكة مخالفة تعرّض للمساءلة القانونية
- للمرة الثانية على التوالي.. “النقد الدولي” يرفع توقعاته لآفاق الاقتصاد السعودي ليصبح الثاني عالميًّا
- الموروث الفني الأصيل يحيي ليالي مهرجان محمية الملك سلمان الملكية
- لا تحديثات ولا دعم.. مايكروسوفت توقف الدعم عن إصدارين من إصدارات “Office”
- هل تؤثّر “الأوميغا 3” على السكري؟.. “النمر” يجيب سائلًا بأحدث الدراسات
- 7 شروط لترخيص نشاط “الصحف الإلكترونية” تكشفها وزارة الإعلام
- السعودية على القمة.. “أعلى الاقتصادات العربية نمواً في 2025” يتوقعها “النقد الدولي”
فوزي محمد الأحمدي
استراحات الطرق المشاكل والحلول
30/12/2021 11:56 ص
فوزي محمد الأحمدي
0
290671
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3483168/