الهياط ظاهرة اجتماعية سيئة سواءً كان بالأقوال أو الأفعال ولا يعدو كونهُ ظاهرةً سلوكيةً ناتجةً عن اظطراب نفسي فتارة ًيتطاهر بالثروة والكرم والشجاعة والمعرفة والمنصب وله باع في دوائر صنع القرار بما يمتلكه من خلفية ثقافية وسياسيه ويعرف الهياط في كتاب لسان العرب لابن منظور بأنه الصياح والجلبة واصطلاحاً المجازفة الخطرة بقصد التميلح وكلمة هياط أتت من من هياط الناقة حين تكون في موسم اللقاح وتصدر صوتاً معيناً للفت انتباه الجمل ليلحقها .
والهياط في مجتمعنا للمفاخرة بالسفر أو المناسبات أو المناصب أو حتى بالنسب وفي حقيقة الأمر ينم عن جهل وقلة ثقافة وسقط في المعرفة وسوء أخلاق مصدرها الجهل ظناً منه أن الناس مهتمو بمعاشه وحياته وقوة نفوذه وأن ما يفعله سيرفع من مكانته وتزيده علواً وشرفاً وهو لا يدرك أن هذه التصرفات ممقوتة اجتماعياً ولا يقرها العقلاء ونتائجها عكسية فالمجتمعات أضحت أكثر نضجاً ووعياً ولا تهمها هذه التصرفات بل تنظر لها بأنها سلوك مشين ومقزز .
أبطال الهياط هم السذج ممن يركبون موجة المهابط والشعراء الذين يتغنون بأمجاد المهابط فيبالغون في المدح ومعهم منشدين الشيلات الرافضة التي تتمايل معها الأجساد وتتلامع معها السيوف بينما يوزع المهابط الابتسامات في شعور وكأنه سيد زمانه والحقيقة لا لوم عليهم فهم أيضاً يتكسبون ويعتبرونه مصدر رزق وهي كلمات تذهب مع الهواء
لايقتصر ضرر المهابط عليه بل يتعداه لأسرته القريبة ومحيطه الاجتماعي بل أن الضرر قد يسيء للمجتمع بأكمله ويعطي صورة سيئة عن المجتمع السعودي في التبذير والإسراف .
الهياط مرض خطير وسفاهة وقلة ثقافة وسوء خلق لا ينهجه إلا من كان به عقدة من نقص يريد تعويضها بالهياط وقد قال أحد الحكماء لابنه : أي بني لا تدعي ماليس فيك فإنك إما تكذب فتذهب هيبتك أو تكون مبالغا فلا يصدقك الناس.
يبقى الهياط سلوك يكرهه العقلاء وأهل العلم لما فيه من المباهاة والمفاخرة والإسراف والتبذير ينبذه ديننا الإسلامي لقوله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف.
وفي الحديث الشريف عن عمر بن شعيب أن النبي صَل الله عليه وسلم قال كلوا وتصدقوا وألبسوا في غير إسرافٍ ولا مخيلةٍ . رواه البخاري
وخلاصة القول لسنا صادقين إلا في أحلامنا وللمهايط نقول خير لك أن تعيش محبوباً من الموت مكروهاً فالهياط كذب وأمره مكشوف بين الناس فيكفيك أن تموت كاذباً
والشاعر يقول؛
إِنَّ الكريمَ إِذا ما كانَ ذا كذبٍ
شانَ التكرمَ منه ذلكَ الكذبُ
- تقويم التعليم تحدد فترة اختبار القدرة المعرفية المحوسب
- الصحة العالمية توافق على لقاح ضد الكوليرا لمواجهة النقص العالمي
- مايكروسوفت تبتكر أداة ذكاء اصطناعي
- «هيئة العقار»: استدعاء معلنين لمشروع عقاري في مكة لعدم الحصول على التراخيص
- لإنقاص الوزن بسرعة.. خبراء: 8 “نصائح علمية” بسيطة وصحية
- لمدة سنة.. الدولة تتحمل رسوم إصدار رخص السير واللوحات للمقطورة ونصف المقطورة
- بدء تطبيق نظام الرصد الآلي على مخالفات الشاحنات والحافلات في مختلف المناطق غداً
- في بلد عربي منذ آلاف السنين.. دراسة تكشف أصول “القهوة الصباحية”
- «الأرصاد» عن طقس السبت: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- رسميًّا.. صالح المحمدي يقود الحزم حتى نهاية الموسم خلفًا لكارينيو
- هيئة العقار تستدعي معلنين قاموا بالتسويق لمشروع بمكة المكرمة قبل الحصول على التراخيص اللازمة
- دوري روشن للمحترفين: النصر يعود بريمونتادا ويقسو على الفيحاء بثلاثية
- كأس آسيا تحت 23 عامًا: الأخضر الأولمبي يمطر شباك تايلاند بخماسية ويقترب من التأهل
- «المرور»: 9 أمور لا يشملها تخفيض سداد غرامات المخالفات
- وزير المالية: الاقتصاد العالمي في وضع أفضل مما كان متوقعا قبل عام
بقلم : أحمد المالكي
الهياط أقصر حبال الكذب
(3)(16)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3335584/
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
حصن شريان
03/08/2019 في 2:56 م[3] رابط التعليق
يعطيك العافيه
كاتبنا المبدع ونتمنى ان تتلاشى هذه الظاهره السيئه لانه كما تفضلت سوف ينكشف زيفه وخداعه في اقرب موقف
(0)
(0)
ابو حسام
03/08/2019 في 7:37 م[3] رابط التعليق
تسلم اخوي ابو ماجد
(0)
(0)
عبدالعزيز بن عطية الدهيسي
03/08/2019 في 9:38 م[3] رابط التعليق
سلمت أناملك يا أستاذ أحمد على طرحك لمثل هذا الموضوع والله يحفظك ويرعاك
(0)
(0)
أريج الروح
03/08/2019 في 11:30 م[3] رابط التعليق
الهياط مرض خطير وسفاهة وقلة ثقافة وسوء خلق لا ينهجه إلا من كان به عقدة من نقص يريد تعويضها بالهياط
صح لسانك ..كلام منطقي وسليم
مقال رائع ……يسلم قلمك الراقي والجميل
والله يعطيك لعافيه
(0)
(0)
فهد المالكي - ابو مهند
03/08/2019 في 11:59 م[3] رابط التعليق
مقال في الصميم ويعلم الله اننا في حاجة لمثل هذا النقد الاجتماعي الهادف لمحاربة هذه الظاهرة السيىئة – فشكراً يا ابو ماجد وصح لسانك وسلم فكرك السامي … تحياتي
(0)
(0)
أسيرالشوق
04/08/2019 في 12:43 ص[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك
مقال في الصميم
(0)
(0)
ثواب الظويلمي
04/08/2019 في 2:14 م[3] رابط التعليق
أتصور أن الهياط أو أي سلوكي خارجي مصدره هو حاجتنا للمكانة و الحب و لفت الأنظار و تطلعاتنا لأن نكون محط الاهتمام ؛ وهي حاجة طبيعية بحسب نظرية ماسلو ( هرم ماسلو للحاجات الانسانية ) لكنها تتحول إلى حالة اضطراب ( قلق )
من أجمل الكتب التي عالجة هذا الموضوع كتاب الآن دو بوتون ” قلق السعي إلى المكانة – الشعور بالرضا أو المهانة ” / عندي الأهم هو فهمها و كيفية التعامل معها أي ( أن أكون/ نكون واعين بدوافع سلوكياتنا )
(0)
(0)
غير معروف
04/08/2019 في 2:53 م[3] رابط التعليق
حقيقه نحن في زمن البهرجه الخاويه والمبالغه المقيته وليست جديده فقد انتشرت من سنوات وبدأت تتجتاح الكثير ممن يبحث عن الظهور اللحضوي اللذي ليس له أي اثر إيجابي سواء
على شخصه او مجتمعه بل العكس ….
نسأل الله
أن يحفض لنا عقولنا ويهدينا الي ما يحبه ويرضاه
(0)
(0)
غير معروف
04/08/2019 في 10:03 م[3] رابط التعليق
كل الشكر لتعليقاتكم الجميله التي اثرت المقال اطيب التحايا للقراء الكرام ولمن تفضل بتعليق ساهم في اثراء الموضوع
(0)
(0)