بطل هذه الحكاية غني عن التعريف ، تناقلت الأجيال قصصه عبر أكثر من ١٤ عقد من الزمان ..
هو ( قيس ) شاعر ( غزل ) عربي من المتيّمين ..
الغريب بأنه لُقّب بالـ ( مجنون ) لشّدة هيامه في حُبّ من عشِقَ ..!
قصته غريبة وتفاصيلها عجيبة ، بدأت بالعشق ثُمّ الزواج وإنتهت بالفراق ..
إتّخذ من الشِعر ( ملاذاً ) لترجمة أحاسيسه ومشاعره الجيّاشة لمحبوبته ..
ومن شعره في الغزل والتغني بمحبوبته أنشد يقول :
كأني أرى الناس المحبين بعدها ... عصارة ماء الحنظل المتفلق
فتنكر عيني بعدها كل منظر ... ويكره سمعي بعدها كل منطق
وكذلك من شعره في التغزل بديار من سكنت قلبه :
وما أحببت أرضكم ولكن ... أُقبّل أثر من وطىء الترابا ..
ولا غرابة بأن يُخلّد الأدب العربي أبياته بأحرف من ذهب وهو يصف مدى تعلقه بمحبوبته :
يقر لعيني قربها ويزيدني ... بها عجباً من كان عندي يعيبها
وكم قائل قد قال تب فعصيته ... وتلك لعمري توبة لا أتوبها
فيا نفس صبر ألست واللّه فاعلمي ... بأول نفس غاب عنها حبيبها
في التراث العربي الكثير من قصص العشق والهيام ، منها ما إنتهى نهاية سعيدة ومنها ما وصل لطريق مسدود ..!
مهما أفردنا من مساحات لتناول تلك القصص فلن نلامس تفاصيلها إلا إذا كان أحد أبطال تلك الحكايات ( شاعر ) لأن الشعر هو ( نديم ) الهيام ..
بطل حكايتنا دفع ضريبة باهظة الثمن لعشقه وهو أن أبويه هجراه لمدة (١٢) سنة بسبب تمسكه بزوجته التي كانت ضحية لبعض الأعراف والمعتقدات ..!
عشق ثم زواج ، فطلاق فزواج تلاه موت وفراق للأبد ..!
للإبحار أكثر في أعماق قصة العشق التي كان بطلها ( قيس ) مجنون ( لـ .... ى ) علينا البحث في كتب الأدب العرب..!
علينا الإبحار في تلك الحقبة التي خلدت ذكرى الشاعر الكبير والعاشق المتيم ( قيس بن ذريح الليثي الكناني ) أحد شعراء العصر الأموي وأبرز من أنجبت الحجاز في الشعر والأدب ..
عندما نأتي على ذكر ( قيس ) علينا أن لا ننسى محبوبته ومعشوقته ( لبنى بنت الحباب الخزاعية ) التي سطرت ( فصول ) قصة الغرام التاريخية ..
في الختام ..
عاش خلال العصر الأموي أشهر من حمل إسم ( قيس ) أحدهما عشق ( ليلى ) نجد والآخر هام في حب ( لبنى ) الحجاز ..
ستبقى قصة ( قيس ولبنى ) في ذاكرة التاريخ والأدب العربي لما فيها من دروس وعبر ..