الإعلام هو السمة الطاغية على حياة المجتمع لتعدد وسائله وكثرة وطرقه وقدرته في التأثير على العقول وتجنيد الأفكار وتوجيهها حسب الآراء والأهواء ،وتجده بلغ ذروته مع التطور التقني الحاصل في العصر الحديث ولايمكن لأحد التنكر لسلطة الإعلام اوالفرار منها وبات جزاءا لايتجزأ من منظومة بناء الشعوب اوهدمها وتخلفها ، ومن هنا جلبت منابره المتنوعة أدعياء ومتطفلون لايملكون أبجديات العمل الإعلامي في نقل الإحداث وطرح القضايا للرأي العام بأشكالها وحيثياتها المختلفة، حيث غابت المهنية والاحترافية ،وتصوير الوقائع على حقيقتها ، ومع هذا لا أعلم ماهي السياسات المتبعة لدى بعض الصحف واقصد من تعتمد على النشر الالكتروني وماهيه منهجيتها الانتقائية في تسليم المبتدئين منهم مراكز متقدمه لدى صحفهم دون التثبت من تاريخهم الإعلامي ومخزونهم الثقافي ومدى تسلحهم بالأدوات الإعلامية التي تمنحهم هذه الأحقية، حتى أصبحت الساحة الإعلامية مسرحا للمتردية والنطيحة وتصفية الحسابات الشخصية والانتقاص من جهود الآخرين وتقزيم نجاحاتهم على طريقة النقد الساذج والأفكار السطحية التي لاتتجاوز محيطهم المنغلق ونظراتهم الأحادية ، ورغم ذلك فبعضهم ترأسوا الصحف أو ارتكنت عليهم كنواب ورؤساء أقسام مع أن حقيقة الإعلام لايمكن اختزالها في أحرف مقاليه وخواطر كثيرا مايتم نقلها أو نسخها من مواقع التواصل الاجتماعي لتبني من خلالها قناعاتها في قدراتهم المتواضعة على حساب ثقافة وأذواق الناس ، فلابد من التسلسل العملي والتدرج في سلالم المهنةوهي دعوة إلى كل الصحف التي غفلت عن هذا التصرف بإعادة النظر في سياستها وإعطاء هؤلاء الفرصة لممارسة العمل الصحفي على أسس وأصول التدرج وبناء العلاقات والتعرف على إسرار الميدان الإعلامي إذا كانت لاتستطيع الاستغناء عن خدماتهم، والأفضل أن يأتي الحل من وزارة الثقافة وإلا علام في تقنين المجال الإعلامي وكبح جماح التسيب في هذا الجانب والاقتصار على المتخصصين أو من سبق لهم العمل ولديهم الخبرة الكافية وتصدر لهم بموجبها تصاريح سنوية
[COLOR=#FF0026]الكاتب : إبراهيم البارقي[/COLOR]