" التمر من الحسا والمشلق من البدع " ، ربما لم يسمع البعض بهذا المثل القديم جداً، والذي يظهر مدى عمق العلاقة التاريخية الوطيدة لأصول أهل منطقة الخليج العربي ، فمعظمهم إن لم نقل جلهم سافروا عبر الماضي العريق الي الحاضر الجميل على حصير واحد صنع من سعف النخيل ، فمدينة الدوحة أقرب مدن الخليج جغرافياً وأصولاً لأبناء عمومتهم الأحسائيين، سواء الحضر ام البدو! فاللهجة الأصلية القديمة نفسها تقريباً المستعملة بالمنطقتين سابقاً، وكذلك العادات والتقاليد في الأفراح والأتراح ، وحتى أرشيف المطبخ بتنوعه القديم أصله واحد.
المثل الذي ذكرناه آنفاً كان متداولاً عند أهالي الأحساء وخاصة التجار في القرن الثامن عشر الميلادي ، فكان من يريد السفر الي الدوحة " البدع سابقاً " بواسطة الجمال ، سيتزود بالماء والتمر والأرز الحساوي الأسمر والخبز ، فتتحرك القافلة فجراً من ساحة قصر إبراهيم بمدينة الهفوف ، وهي محملة بالمسافرين والبضائع وبحماية حراس مدفوع لهم ، فينقضي كل النهار بالطريق حتى يتوقفون نهاية المساء للراحة والصلاة ، ثم يواصلون المسير حتى ظهر اليوم التالي بفرضة الدوحة " الميناء " ، فيطبخون ما أحضروه من أرز حساوي ويؤكل مع التمر والمشلق القطري " السمك المجفف " ويشاركونهم بالغداء أخوتهم التجار القطريون ، ثم يمارسون تجارة البيع والشراء بسوق الفرضة مع تجار السفن الراسية بالميناء مثل " البوم والبتيل والسنبوك " .
أما قبل عدة عقود مضت، فكانت الشاحنات تسلك نفس الطرق البرية الرملية الوعرة التي سلكها الأجداد بالجمال، ولم تكن معبدة، لذا كانت تلك السيارات قوية التحمل ، وكأنها جمل آلي ، وكانت تعرف بسيارات اللوري المعروفة بــ " الّمك " الأمريكية الصنع ، لقدرتها على تحمل وعورة الطرق والأحوال الجوية الصعبة . في البداية كانت تلك السيارات تعمل بالديزل ثم أستخدم بـما يعرف بإسم " وصخ غاز " ، أما بالنسبة للماء فيتم حمل كمية كافية للرحلة بواسطة " القرب ". بالنسبة لمياه الآبار او القنوات التي تقع بين الأحساء والدوحة ، فتعرف بـ " دًحل " والجمع منها " دحول " وهي أما أبار فترة سقوط الأمطار أو عيون دائمة ، وكان السائقون يعرفون مواقعها وكمية الماء التي بها ، وكان السفر عبر سيارات " المك " يستغرق مسافة نهار كامل ، وما أن يصلوا ميناء الدوحة حتى يطبخون الرز الحساوي ويؤكل مع المشلق كما فعل أجدادهم ، وما تبقي في القدر أو ما يسمى بـ " الحكوكة " فيؤكل بطريق العودة ، وكأنه شاهد على عناق الأرواح الجميلة البسيطة في ذاك الزمن الجميل .
كلنا شعب واحد وخليجنا واحد، فالثوب والبشت والتمر والهريس واللقيمات من أرشيف واحد . فرحم الله الأجداد ، وحفظ الأحفاد وأدام على خليجنا نعمة الأمن والأمان .
[COLOR=#FF0036]
فوزي صادق [/COLOR]
كاتب وروائي سعودي :
- “الحج والعمرة”: التزم بتوجيهات الأمن ومسارات الدخول والخروج يخفف الزحام بالمسجد الحرام
- بتوجيهات ودعم ولي العهد.. اكتمال أعمال التدعيم والإنقاذ لـ56 مبنى بجدة التاريخية
- ضبط “1676” مركبة زاحمت مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة
- الهلال يقفز للمركز الـ44 في ترتيب “أوبتا” العالمي لأفضل أندية بالعالم
- مختص عن انخفاض البطالة: المملكة تسير على خطى ثابتة لضمان حياة كريمة للمواطنين
- “النمر” : “الخواضة” وجبة شعبية عالية السعرات.. ولا ينصح بها لمرضى السكري
- محلل طقس: حالة مطرية على بعض المناطق تستمر حتى يوم السبت
- تمهيدًا لدخولها أوكرانيا.. الطائرة الإغاثية السعودية الـ17 تصل زوسوف
- ضبط مخالف لنظام البيئة لاقتلاعه الأشجار دون ترخيص في تبوك
- «العدل الدولية» تأمر الاحتلال باتخاذ إجراءات لضمان وصول الغذاء إلى غزة
- الرياض.. القبض على 3 مقيمين بمحافظة شقراء إثر مشاجرة جماعية لخلاف بينهم
- “فاعلو الخير” يضربون أجمل صور التكافل الاجتماعي في تفطير الصائمين بمحافظة رنية
- فرع وزارة البيئة بالحدود الشمالية ينفذ 332 جولة رقابية على أسواق النفع العام والمسالخ
- برعاية معالي “الشيخ بن حميد” تعليم مكة يختتم المسابقة الرمضانية لحفظ القرآن الكريم
- «قبل شبيهتها».. رئيس الوزراء اللبناني يتعرض لموقف محرج خلال استقبال نظريته الإيطالية
المقالات > ابتسامة من الأحساء الى الدوحة
الكتاب : فوزي صادق
إقرأ المزيد
ابتسامة من الأحساء الى الدوحة
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/11742/