ليس مبالغا من يصف مساحة وطننا الكبير المملكة العربية السعودية بالقارة..فهذه المساحة التي قسمت إداريا في عهدنا السعودي الميمون بثلاث عشرة منطقة إدارية بهدف تنمية المكان وإسعاد المواطن والمقيم وكل منطقة لمحافظاتها الكثير من التاريخ والتراث بمختلف أنماطه الإنساني بعمر جزيرة العرب الموغل في العصور التاريخية السحيقة،
ومن ذلك الجزء التهامي الغربي المخادن للبحر الأحمر وساحله الشرقي ونخص بالذكر على وجه التحديد محافظة القنفدة واجهة منطقة مكة المكرمة
الجنوبية، فطبيعتها تتشكل من جميع التضاريس ففيها الجبال والصحارى والسهول وسبعة من الأودية الكبيرة والتي على ثلاثة منها سدود ضخمة والسواحل البحرية بامتداد أكثر من مئتي كيل من الشمال إلى الجنوب .!
إضافة إلى وقوعها على طرق الحج والتجارة القديمة والحديثة التي تربط بين شمال جزيرة العرب وجنوبها ومع سواحل أفريقيا الشرقية كمصوع وسواكن وشبه الجزيرة الهندية إلى عهد قريب. .
وقد نجم عن ذلك ثراء الموروث الشعبي والتراثي والذي أسهمت الأحداث التاريخية في طبعه بخصوصية تميزه عن غيره .!
ولهذا اهتم الرحالة العرب والعجم مسلمين وغير مسلمين بذلك في العصور التاريخية القديمة والحديثة
واشتملت مدوناتهم على معلومات طبوغرافية وتسجيل دقيق لعادات وتقاليد وفنون سكان المحافظة وإشارات بوجود معادن ثمينة كالذهب والفضة بعضها تم استخراجها منذ القرون الأولى. وبعضها ظلت مناجمها دون استغلال حتى يوم الناس هذا ولم يعرّف بها
وعلى الرغم من هذا الزخم التراثي الخام فإن معظمه لازال بحاجة لكشف الغطاء عنه بالدراسات التاريخية والآثارية والتراثية والاقتصادية والفنية المعمقة والمحكمة في المعاهد العلمية والجامعات وهيأة التراث والسياحة .
و نشير هنا باقتضاب لبعض ذلك :
ففي حدود محافظة القنفدة الإدارية
* يقع سوق حباشة بعداعتماد الجهات الرسمية المختصة ممثلة بدارة الملك عبدالعزيز وهيأة السياحة ، وهي السوق التي حظيت بتسوق الرسول محمدعليه الصلاة والسلام قبل البعثة النبوية الشريفة
وكانت هذه السوق حية حتى عام ١٩٧ للهجرة .
* وعلى مشارف الحدود الشمالية للمحافظة وعلى تماس مع حدود محافظة الليث الجنوبية جنوب بلدة الوسقةيوجد (مرسى ومدينة السرين الأثرية).وهي تابعة لمحافظة الليث وقدبوشر الاهتمام بإحيائها.
* وليس بعيدا عن حدود محافظة القنفدة وقريبا من محافظة البرك التابعة لمنطقة عسير.( مدينة ضنكان) الأثرية المشهورة بمعدن الذهب الذي وصفه الهمداني بالذهب الجيد .!
* وفي محافظة القنفدة مخلاف عَشْم قرب مدينة المظيلف الذي عاش حتى القرن السادس الهجري وشهرته بسبب معدن الذهب الجيد فيه .!
* وجزيرة جبل الصبايا(المحمية حاليا) جنوب مدينة القنفدة وقرب مركز كنانة بوادي حلي التي كانت محطة عبور للرحالة المسلمين والأوروبيين وقريبة من طريق الحرير الصيني .وفي مدينة القنفدة حاضرة القنفدة نفسها بعض المباني المعمارية الأثرية كمبنى الطاحونة العثماني .
*وهناك الكثير من آثار للخط المسند الجنوبي في مواقع متعددة على طريق الحاج بالمحافظة في (حيلة المقاعدة شرق مركز القوز وفي بلدة راكة جنوب مركز حلي . وعلى امتداد الجادة السلطانية بطول المحافظة من الجنوب للشمال .
* كما أن هناك كثير من الآثار المنسوبة لقبيلة بني هلال ومنها الآبار في مراكز المحافظة كالقوز وحلي وأحدبني زيد وغيرها .
* وفي مركز حلي جنوب القنفدة توجد آثار لمواقع إسلامية مندثرة في قرية حلي قديم التي زارها الرحالة العربي المشهور ابن بطوطة وفيها رموس جامعها المشهور وقوز الشاهد وفي بلدة العينة مدرك قبيلة الأحمري في جنوب شرق مركز حلي .والتي توجد بها دوائر صخرية وحصون صخرية قديمة لم يكشف التقاب عنها علميا حتى الآن .
* وتتميز محافظة القنفدة في مراكزها الإدارية التسعة حاليا بفنون وألعاب شعبية تراثية ناهيك عن بعض الصناعات التراثية من الأخشاب والخزف والنسيج .
* وإذا ماعلم القاريء أن محافظة القنفدة كان يتبع لها إلى عهدقريب محافظتان هما البرك(تتبع منطقةعسير حاليا) ولذلك ذكرنا ضنكان وهو الآن في نطاق محافظة البرك . ومحافظةالعرضيات التي تتبع منطقة مكة المكرمة وبها من المواقع الأثرية الشيء الكثير.
ولذلك :
يرجى من الباحثين التاريخيين والآثاريين الجادين توجية بوصلة اهتماماتهم تجاه مناطق ومحافظات جنوب المملكة العربية السعودية بصفة عامة ونخص منها محافظة القتفدة ففيها كنور علمية وتاريخية وآثارية تنتظر تسليط ضوء الدراسات العلمية الجادة عليها خدمة لوطننا الكبير المملكة العربية السعوديةعلميا وسياحيا لا سيما ومملكتنا حرسها الله وبجهود ولاة امرنا وقادتنا تعيش رؤية حضارية شاملة ٢٠٣٠ م هدفها الوصول بالوطن للعالم الأول .والله ولي التوفيق
✍️ : غازي أحمد الفقيه
- متحدث الأرصاد: 1 يونيو المقبل يبدأ فصل الصيف.. وترتفع درجات الحرارة كلما اتجهنا شرقًا
- وزير الخارجية يصل البحرين للمشاركة في الاجتماع التحضيري لمجلس الجامعة العربية
- القنصل العام في لوس أنجلوس يدعم المنتخب السعودي المشارك في “آيسف 2024”: كلنا واقفين معكم
- انطلاق ورشة العمل الدولية للإدارة المتكاملة للحد من فوران حشرة الجندب الأسود
- القبض على مواطن لترويجه 11 ألف قرص من الإمفيتامين بعسير
- ضبط كويتي من الأسرة الحاكمة يزرع الماريجوانا بمنزله.. والداخلية: لا أحد فوق القانون
- “السديس”: “لا حج بلا تصريح” جاءت وفق مقتضى النصوص الشرعية والمقاصد المرعية
- أمير الباحة يستقبل المرشدين والمرشدات السياحيين المعتمدين في المنطقة
- رئيس مركز الهويدي يطلق مبادرة السعودية الخضراء
- “الصنيدح”يترأس اجتماع لجنة السلامة المرورية بمحافظة الحائط
- ضبط مخالف لنظام البيئة لاستغلاله الرواسب في حائل
- سيناتور أمريكي يقترح ضرب غزة بـ«النووي».. وحماس تعلق
- أنواع لتقنيات تجميد الأجنة.. واستشاري يوضح أسباب استخدامها
- 17537 قراراً إدارياً بحق مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال شوال
- نائب أمير مكة يؤكد: لا حج بدون تصريح والأنظمة بالمرصاد لكل المخالفين
غازي أحمد الفقيه
كنوز تهامة التاريخية والتراثية ..!!
27/12/2023 2:04 ص
غازي أحمد الفقيه
0
1044301
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3582433/