التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي السابق "هنري كيسنجر" في الأيام القليلة الماضية كانت في غاية الخطورة . فهي صادرة عن سياسي يتسم بالذكاء والدهاء وما زال له دور كبير في صنع القرار السياسي في أمريكا من وراء الكواليس . الرجل قال بالحرف الواحد أن على الغرب أن يتفهم المطالب الأمنية لروسيا في أوكرانيا , وأن أوكرانيا يجب أن تكون بلد (محايد) وليست عضو في النيتو أو الاتحاد الأوروبي , وأن تكون جسر يربط بين الغرب (أوروبا) والشرق (روسيا) . الأخطر من ذلك كله أن على أوكرانيا أن تتنازل عن جزء من أراضيها لصالج روسيا (جزيرة القرم) ؟! . لو تأملنا في هذه التصريحات لوجدناها عبارة عن تلبية لجميع المطالب التي أعلنتها روسيا قبل وبعد الحرب !! . اعتقد أن "كيسنجر" يتحدث بلسان الجميع في الغرب بعد ان أدركوا أن روسيا سوف تنتصر في الحرب . لكن من الخطأ الاعتقاد بأن هذا يعد تنازلا من قبل الغرب لروسيا أو اعتراف بالهزيمة . ولكن مقابل ذلك نجد "كيسنجر" يطالب من روسيا أن تقوم بتقديم تنازلات نوعية ولكن بطريقة غير مباشرة , ولا أبالغ إذا قلت بأن هذه التنازلات على المدى البعيد سوف تنسف كل المكاسب التي حققها بوتين . كيسنجر طالب بمكان لروسيا في المنظومة الغربية بعد انتهاء الحرب حتى لا تقترب من الصين أكثر فأكثر . طبعا الغرب باعتباره (عنصري) يعلم جيدا أن أي حرب نووية مع روسيا تعني أن الصين سوف تتصدر المشهد السياسي العالمي (الجنس الأصفر) وهذا ما لا يقبله الغرب كما هو الحال مع (الإسلاموفوبيا) . حتى هتلر الذي كان متحالفا مع اليابان في الحرب العالمية الثانية لم يكن مرتاحا للانتصارات التي كانت تحققها اليابان في بداية الحرب , والغرب استخدم القوة المفرطة مع اليابان أضعاف ما استخدمه مع المانيا في الحرب العالمية الثانية . بوتين الذي يحكم روسيا بالحديد والنار ولا يأبه بالخسائر البشرية التي يتعرض لها الجيش الروسي في أوكرانيا لن يقبل بذلك . لأن كل من روسيا والصين يسيران في مركب واحد وسقوط إحداهما يعني سقوط الآخر تلقائيا وبالتالي فالتحالف بينهما خيار استراتيجي لا غنى عنه . الغرب بطبيعته دائما يخطط على المدى البعيد وكل خطة لها بدائل في حال فشلها . وهو يراهن على مرحلة ما بعد "بوتين" لاختيار زعيم جديد يعيد روسيا إلى الفوضى الخلاقة على طريقة الرئيس الروسي الراحل يلتسين السكير (عصر الخراب) كما كان يطلق عليه الروس . اعتقد أن الغرب سوف ينجح في ذلك خاصة وأن بوتين يحكم روسيا بشكل مطلق ولا يوجد له خليفة محتمل يتمتع بنفس القوة (الكاريزما) , وايضا لا توجد مؤسسات مجتمع مدني قوية ومنتخبة كما هو الحال في الغرب . الموقف الأوروبي الرسمي بشكل عام هو مع أوكرانيا ولكم من تحت الطاولة مع روسيا قلبا وقالبا . الحرب بدأت تلقي بظلالها على اقتصاديات الدول الأوروبية (التضخم) وبالذات أمريكا , واسعار الطاقة بدأت ترهق الجميع بعد أن كانت تأتيهم باسعار رخيصة من روسيا وهي دول تجد فيها السنت مقدم على الدولار ؟! . في الوقت الذي لم يتأثر فيه الاقتصاد الروسي كثيرا من جراء العقوبات الأوروبية . أوكرانيا بدأت تدرك خيانة الغرب لها من خلال تأخير وصول المساعدات العسكرية بل والبعض بدأ يكيل الاتهامات إلى أوكرانيا . في تعليقها على الزيارة الجماعية لزعماء كل من فرنسا والمانيا ورومانيا الى العاصمة الأوكرانية كييف , قالت وزيرة الخارجية الأوكرانية أن الزيارة لن تحدث فارقا (خيبة الأمل) من الدعم الغربي . حتى قبول أوكرانيا بصفة مرشح عضوية في الاتحاد الأوروبي لن يتم إلا بشروط تعجيزية من بينها تقوية المؤسسات المنتخبة قبل بدء المفاوضات ؟! . مع الانتصارات التي بدأ يحققها الجيش الروسي في أوكرانيا وتأخر وصول الأسلحة الغربية وأحيانا بشكل متعمد أو عدم قدرة الجيش الأوكراني على استخدامها بل وتدمير الكثير منها قبل أن تصل إلى الجبهات , كل ذلك يشكل عنصر ضاغط على صانع القرار في أوكرانيا من أجل الدخول في مفاوضات السلام مع روسيا بدلا من الحرب العبثية التي بدأت بعض الدوائر السياسية في الغرب تطلقه عليها . على كل أمريكا وبريطانيا تقفان كحجر عثرة في اي مفاوضات سلام قادمة .
- “أمير الجوف” يزور قيادة حرس الحدود بمحافظة القريات
- مختص في الأرصاد: نعيش أجواء ربيعية والرطوبة أسهمت في تلطيف الأجواء
- هاتريك رونالدو يقود النصر لهزيمة الوحدة بسداسية نظيفة
- تعادل سلبي بين الطائي والخليج في دوري روشن
- “آل الشيخ”: ليس لأئمة ومؤذني الحرمين حسابات على مواقع التواصل.. وسنتخذ الإجراءات النظامية
- تنظيم محاضرة للشيخ الهاجري في رنية غداً بعنوان برنامج مفهوم السلف الصالح
- قوات الاحتلال تعتقل حارس القنصل اليوناني من كنيسة القيامة خلال الاحتفال بـ «سبت النور» بالقدس
- خبراء: رفض الإمارات أن تكون منصة لأي تحرك عسكري يؤكد استقلالية قرارها الوطني
- إعصار يضرب كينيا وتنزانيا وسط فيضانات مدمرة
- لقب بطولة العالم الأولى للقدرة الدولية للهجن “سعودي”
- لدرء أمراض القلب.. دراسة توصي بتوزيع استهلاك الكالسيوم بين الفطور والعشاء
- وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإيراني آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية
- الديوان الملكي: الصلاة على الأمير بدر بن عبدالمحسن غدًا في جامع الإمام تركي بن عبدالله
- دوريات الأمن بالرياض تباشر واقعة مواطن حاول إيذاء نفسه بسلاح أبيض
- روسيا تُدرِج الرئيس الأوكراني على قوائم المطلوبين
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3507983/