يقدّم الخبراء في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» نصائح صحية عملية قبل حلول شهر رمضان، كي يتجنب الصائمون المشاكل الصحية الشائعة في هذا الشهر الفضيل.
ومن المشاكل الصحية المعتادة، التي يعاني منها المرضى: جفاف العين، والتهاب الأنف التحسسي (حُمَّى القَشِّ)، ومشاكل الجهاز الهضمي، والصداع، وارتفاع ضغط الدم.
يقول الدكتور حسين سعدي، رئيس معهد التخصصات الطبية الدقيقة في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»: «المرضى، الذين لا يعانون من أمراض مزمنة، ربما تكون معظم المشاكل الصحية، التي قد يعانون منها، في شهر رمضان، ناتجة عن تغيير مفاجئ يطرأ على عاداتهم اليومية، أو بسبب تناول طعام غير صحي، أو تغيير في مواقيت النوم بطريقة تؤثر على صحتهم. أما المرضى، الذين يعانون من أمراض مزمنة، فربما تزداد حدة الأعراض لديهم، إذا لم يستشيروا طبيبهم بشأن حالاتهم الصحية، وكيف يتعاملون معها، أثناء الصيام».
«ونحن نوصي المرضى دائمًا، بأن يجهزوا أنفسهم للصوم، من خلال إجراء تغييرات بسيطة في روتينهم اليومي، قبل حلول الشهر الفضيل، لكي لا تتعرض أجسامهم بصدمة التكيف مع ظروف الصوم في شهر رمضان».
يقول الدكتور سعدي إن المجالات الثلاثة الرئيسية، التي يجب على الصائمين أن يركزوا عليها، هي النظام الغذائي، الذي يسيرون عليه، وانتظام مواقيت النوم، ومعالجة أي أمراض كانت لديهم مسبقًا.
ابدأ يومك بتنقية جسمك من السموم، بتناول وجبة إفطار كافية ومتوازنة، واشرب ماء كثيرًا في وقت مبكر من النهار، ثم اختم يومك بوجبة خفيفة، حتى يستعد جسمك ويتهيأ لشهر الصوم القادم. إصافةً إلى ذلك، امتنع عن تناول الكافيين، في الفترة التي تسبق بداية الشهر، لكي تكون بمنأى عن ظهور الأعراض، التي تصاحب الامتناع عن الكافيين، في الأيام الأولى، من شهر رمضان المبارك.
واحرص على أن يأخذ جسمك قسطًا كافيًا من النوم؛ إذ أن هذا الأمر ضروري جدًا لتجنب الإرهاق والاختلالات الهرمونية، وللبقاء يقظا طوال النّهار. «اختلاف مواعيد النوم أمر شائع خلال شهر رمضان، ولكن هذا أمرٌ يسهل التغلب على آثاره، باجتناب تناول الأطعمة الثقيلة وقت الفطور، والنوم مبكرًا، وغفوة القيلولة، لتعويض قلة النوم في وقت الليل».
بالنسبة للمرضى، الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويتناولون أدوية، فضروري لهم أن يستشيروا الطبيب، قبل دخول شهر رمضان المبارك، للحصول على خطة إدارة صحية كاملة. وإذا اختار المرضى أن يصوموا، فسيوصيهم طبيبهم بإجراء التغييرات أو التعديلات على مواعيد أدويتهم، حتى يصوموا بشكل آمن وسليم.
أهم الاهتمامات الصحية في شهر رمضان
مشاكل الجهاز الهضمي: قد يُحَسِّن الصيام صحة الصائمين، لكن اتباع نظام غذائي به الكثير من الأطعمة الدهنية، والسكريات، ربما يؤدي إلى الانتفاخ والتجشؤ وارتجاع الحمض [أي: الحُرْقة الحمضية الدائمة في فم المعدة]، وعسر الهضم، وهذه أعراض قد تظهر حتى لدى من لا يشتكون من مشاكل في المعدة.
وقد تزداد نسبة تكرار الإصابة بالقرحة الهضمية، في شهر رمضان – وهي التهابات مفتوحة تظهر بالبطانة الداخلية للمعدة – وتسبب آلامًا في المعدة.
الإفراط في تناول الطعام، واختيار الأطعمة المقلية، والأطعمة كثيرة التوابل، ربما يزيد من الضغط على الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى ارتجاع المريء. يقترح الخبراء تناول السوائل بشكل صحيح بين أوقات الصيام، وتناول الطعام ببطء، وأن تكون الوجبات متوازنة، وبها الكثير من الألياف. ومما يساعد على الهضم، أن تحرص على التمارين والمشي يوميا.
التهاب الأنف التحسسي
التهاب الأنف التحسسي، يسمى أيضًا «حُمَّى القَشِّ»، وهو نوع من الالتهاب، يصيب الأنف، وينتج عن رد فعل مفرط بجهاز المناعة تجاه مسببات الحساسية، التي تكون عالقة في الهواء. يتسبب التهاب الأنف التحسسي في سيلان الأنف، وانسداده، والعُطاس، والحكة، وإدماع العينين.
يعتبر هذا النوع من الشكاوى مألوف خلال أشهر الصيف، ويزداد بشكل ملحوظ في شهر رمضان؛ حيث يتغير روتين المرضى الصائمين في هذه الفترة. يوصي الأطباء أن يحرص المرضى على تنظيف فتحات تكييف الهواء من الغبار بانتظام، واستخدام أجهزة تنقية الهواء، والتحكم في درجة الحرارة، ونسبة الرطوبة في المنزل.
جفاف العين: يحدث جفاف العين عندما لا يوجد ما يكفي من الدموع لترطيب العينين ترطيبًا مناسبًا. فتغيير النظام الغذائي، وتقليل تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، ربما يؤثر على وظائف عضلات العينين، ووظائف الغدد الدمعية.