استضاف منتدى جدة للدراسات النقدية ، خلال لقائة الشهري ، الأستاذ الدكتور موسى الحالول ، أستاذ الأدب المقارن ”قسم اللغات الأجنبية” جامعة الطائف ، بجاليري الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة ، وسط حضور نوعي من الباحثين والنقاد الأكاديميين .
وافتتح مدير اللقاء الأستاذ الدكتور سعد الغامدي الجلسة بنبذة مختصرة عن صاحب الورقة .
وقدّم ”الحالول” خلال الجلسة ورقة بعنوان “دلالة الصورة الذوقية في القرآن الكريم : مقاربة أسلوبية” تضمنت أن الحواس الخمس هي النوافذ التي يطل منها الإنسان على ما حوله في عالم المحسوسات ، وحاسة الذوق هي أنشط الحواس لدى الإنسان منذ ولادته ، وهي الوحيدة التي يصبح تعليق وظيفتها تعليقًا إراديًّا مؤقتًا من كل فردٍ مُكلَّف في أوقات معلومة واجبًا دينيًا وقُربةً من القُرُبات إلى الله ، كما في شهر الصيام عند المسلمين وأضاف إنها باختصار سيدة الحواس كلها .
فلا عجب إذن أن تصبح حاسةُ الذوق وسيلةً يرغِّب الله بها عباده بملذات الجنة ويرهِّبهم بوساطتها من المُنفِّرات الذوقية للجحيم .
هذا واقتصرت الورقة على الصورة الذوقية التي عمادها الفعل “ذاق” ومشتقاته وتصريفاته، رغم أن في القرآن الكريم صورًا ذوقية أخرى لكنها لا تعتمد على هذا الفعل .
والمقصود بالصورة الذوقية المجازية هو أن معناها لا يستلزم إدراكُه حاسةَ الذوق، بل يُدْرَك بالخيال، أو بلسان العقل.
وبلغ مجموع الصور الذوقية القائمة على الفعل “ذاق” ومشتقاته وتصريفاته 65 صورة .
اقترنت ثلاث وخمسون منها بالعقاب ، وثمانٌ بالرحمة ، وأربع بالموت .
كما لاحظ الباحث طغيان الصور المجازية على الصور الحسية ، حيث وردت إحدى وستون صورة بالمعنى المجازي ، وأربع فقط بالمعنى الحسي .
كما أرجع الباحث غلبة صورة العقاب على غيرها إلى كثرة ما درج عليه الكفار من إنكار للآخرة ولعذاب يوم القيامة ، بينما الموت لا ينكره حتى الكفار .
ولم تأتِ كلمة “ذاق” بمعناها الحرفي الأصلي الخاص بمطعومات البشر أو مشروباتهم المألوفة إلا مرة واحدة في القرآن الكريم، حين ذاق آدم وحواء من الشجرة المحرمة. والصورة الذوقية هنا صورة فريدة: فهي الوحيدة التي اقترنت بما يُستطاب من الطعام، حتى وإن كان محرمًا، وهي أول صورة ذوقية موثقة في تاريخ البشرية، بحسب الرؤية القرآنية، كما أنها صورة تأسيسية تفرعت منها صورٌ ذوقية أخرى، معظمها مجازي لم يقترن بما يستهوي الذائقة بل بما يُنَفِّرُها .
وبما أن أول فعل للذوق دوَّنَه لنا القرآن الكريم في تاريخ البشرية اقترن بالمعصية، فكان ذلك كأنه إيذانٌ بتعطيل الوظيفة الأساسية لحاسة الذوق، ولذلك غلب عليها من بعد ذلك الفعل الآثم معنى الابتلاء والعقاب والعذاب. وهكذا، كما يقول الباحث، لم يعد الذوق مقترنًا بمتعة المشروبات والمطعومات، بل بالعذاب .
كما انتفت من أفعال الذوق اللاحقة إرادة الذائق ، ولذلك غلبت عليها صيغة الإذاقة المتعدية (إما بوسوسةٍ من شيطانٍ رجيمٍ أو بأمرٍ من عزيزٍ حكيمٍ)، واقترنت الإذاقة بتبيان خطأ الأفعال ووخيم العواقب والقَدَر المحتوم. ولهذا لم تَدُل الصورة الذوقية في القرآن الكريم على ما يُسْتَحَبُّ من الأفعال إلا في حالتين (الروم: 46؛ الدخان: 56) .
هذا وشهدت المناقشة عدة تعقيبات على الورقة المنشورة في صفحة المنتدى على الفيس بوك
تعقيب 1: تساؤلات إدراكية، أ.د. محيي الدين محسب.
تعقيب 2: من وحي الورقة، د. وائل كردي.
تعقيب 3: الصورة الذوقية بين الحقيقة والمجاز، أ د. صلوح السريحي.
تعقيب 4: تذوق الشجرة وقصة السذاجة الإنسانية، د. خالد الغامدي.
تعقيب 5: التزامنية بين المتلازمة والاعتياد، أ. حسن مشهور.
تعقيب 6: دلالة القراءة على القارئ، أ د. صالح زياد.
تعقيب 7، استعارات ميتة، أ د. أحمد صبرة .
وبدأ ”الحالول” بسرد ملخصٍ للورقة ، وأردف ذلك بمناقشة تعقيبي الأستاذين أ.د. صلوح السريحي ، وأ.د. أحمد صبرة ، المنشورين في صفحة المنتدى ، وادّخر مناقشة التعقيبات التي لم يحضر أصحابها لتكون مناقشته لها منشورة على صفحة المنتدى ، ومن أهم النقاط التي دار الحوار حولها : قضية الحقيقة والمجاز والاستعارة الميتة وتراسل الحواس والأفكار ، ثم أتيحت الفرصة للمداخلين على الترتيب التالي ، الأساتذة:
د. أحمد خضرو ، د. أحمد الهلالي ، د. عبد الله الخطيب ، د. أحمد صبرة ، أ. مساعد الجهني ،
د. ابتهال البار ، د. نادية فلاتة ، د. عبد العزيز الطلحي ، أ. عبد الله العلويط ، د. لمياء باعشن ،
د. صلوح السريحي ، د. نائلة قاسم لمفون ،
ود. محمد السريحي .
واختتم د. سعيد السريحي ، التعقيبات بما كان ختامه مسكًا وعنبرًا .
ثم فتح مدير اللقاء الباب لمداخلات الحضور والباحثين ، حيث أثار المداخلون عدّة قضايا تتصل بالحواس ، وخصوصاً حاسة الذوق والصور الذوقية الحسية والمجازية في القرآن الكريم، وخروج آدم عليه السلام من الجنّة ، وصلة الذوق بالعذاب والرحمة والموت ، ومدى صحة أنّ العرب كانت تجنح إلى تسمية أبنائهم بأسماء مستقبحة لإخافة أعدائهم، وهل ورود الماء أو النار ملازمٌ للعطش والشرب أو أنه ليس كذلك في العموم ، وقد كانت جلسة ثرية مضموناً وآراءً .
- 10 أسباب مُقنعة لبناء العضلات وتحسين البشرة ببذور سحرية
- انطلاق اختبارات منتصف الفصل الدراسي الثالث غدًا
- ما كمية “المعسل” المسموح للمسافر غير المتردد على المنفذ الجمركي باستيرادها؟.. الزكاة توضح
- المجلس الصحي: 24% تقريبًا من البالغين في المملكة مصابون بـ”القولون العصبي”
- قبل فوات الأوان ولهؤلاء النساء.. “قلة النوم”.. مِن لا أعراض إلى خطر يهدّد الحياة
- فلاتر إضافية للدردشات.. “واتساب” يضيف ميزات شبيهة بالموجودة في “تليغرام”
- “الصحة”: برنامج “الزائر السري” أسهم في ارتفاع مؤشر تجربة المستفيد بنسبة “74,05%”
- «الداخلية»: ضبط 14,672 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في أسبوع
- «سعود الطبية» توضح ماهية ضغط الدم الرئوي وأعراضه.. وأهم التوصيات للمصابين
- تقويم التعليم تحدد فترة اختبار القدرة المعرفية المحوسب
- الصحة العالمية توافق على لقاح ضد الكوليرا لمواجهة النقص العالمي
- مايكروسوفت تبتكر أداة ذكاء اصطناعي
- لإنقاص الوزن بسرعة.. خبراء: 8 “نصائح علمية” بسيطة وصحية
- لمدة سنة.. الدولة تتحمل رسوم إصدار رخص السير واللوحات للمقطورة ونصف المقطورة
- بدء تطبيق نظام الرصد الآلي على مخالفات الشاحنات والحافلات في مختلف المناطق غداً
اخبار متنوعه > الحالول يناقش “دلالة الصورة الذوقية في القرآن الكريم : مقاربة أسلوبية” في ثقافة وفنون جدة
05/03/2019 9:32 ص
الحالول يناقش “دلالة الصورة الذوقية في القرآن الكريم : مقاربة أسلوبية” في ثقافة وفنون جدة
جدة - حسن علوي :
جدة - حسن علوي :
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/3304049/