دعا مستشار القيادة المؤسسية وخبير التنمية البشرية عمر عثمان الإنديجاني إلى ضرورة اعتماد برامج التغيير على المستويين الشخصي والعام، لتحقيق الانطلاق نحو التقدم المنشود، ضارباً المثل باليابان التي تحولت من دولة منهزمة حربياً ومحطمة داخلياً إلى دولة صناعية متقدمة يشار لها بالبنان .
واعتبر الإنديجاني خلال البرنامج التدريبي الذي قدمه مساء الخميس بغرفة مكة المكرمة للصناعة والتجارة ، بعنوان (منهجية كايزن اليابانية) ونظمه مركز التدريب بالغرفة”، وحضره عشرات المهتمين ، فلسفة الكايزن من أفضل عمليات التحسين المستمر، وبدا ذلك واضحاً من خلال القفزات الكبيرة التي حققتها شركة تويوتا اليابانية لصناعة السيارات، والتي احتلت صدارة الشركات المنتجة للسيارات في العالم بعد أن أزاحت العملاق الأمريكي جنرال موتورز عن الصدارة .
وتحدث المحاضر، الذي وجد تفاعلاً كبيراً من الحضور في جانبيه الرجالي والنسائي ، عن أمثلة تطبيقية لهذه المنهجية في مكة المكرمة ، إذ استطاع تجار من خارج مكة منافسة التجار المحليين في التجارة ، من خلال تحسن الأداء، والصبر على البيع في أوقات الراحة ، ولسان حالهم يقول (غلبونا بالفلوس .. غلبناهم بالجلوس) وفيه تمثلت منهجية كايزن .
وأشار إلى أن الفرق بين منهجية كايزن والأيزو كالفرق بين السيارة والدراجة ، ورأى أن كايزن أكثر إمتاعاً، لذا فإن تطبيقها داخل المؤسسات أسهل ، حيث سيشارك جميع العاملين في التغيير الذي يتم بالتدرج التصاعدي .
وأكد الإنديجاني اتساق هذه المنهجية مع الإسلام، مشيراً إلى الحديث الذي يدعو للترشيد في استخدام الماء حتى ولو كان الإنسان على نهرٍ جاري، لافتاً إلى أن كل شيء يهتم بالبيئة والصحة والتكلفة هو كايزن، التي تشكل أداة فعالة للتحسين ، ويمكنها أن تحقق الجودة في قطاعات الصناعة وتحافظ على الموارد .
وقال إن تحقيق منهجية كايزن في الحياة يمكنها أن تصنع التغيير المنشود نحو النجاح ، وذلك من خلال اكتساب مهارات تحديد الهدر في الأنشطة ذات القيمة غير المضافة ، ومهارة تحليل المشكلات ، والتعامل مع النهج التدريجي للتحسين المستمر، مبيناً أن 90 في المائة من البشر يعتبروا عاديين، فالتاريخ لا يتحدث سوي عن 10 في المائة من البشر الذين ركزوا على القوة واكتشاف الملكة ، وهذه هي منهجية كايزن .
ولفت مستشار القيادة المؤسسية إلى أن ما بين 20 إلى 30 في المائة من بنود المشاريع تذهب لبند النظافة الذي يمثل هدرا في الموارد ، مشيرا إلى أن 50 في المائة من مشتريات الأسر تتجه نحو المنظفات والمناديل وغيرها، داعيا إلى التنبه لأمور ربما تبدو بسيطة ولكنها ذات أثر كبير ، فتفريغ قارورة المياه من الهواء قبل التخلص منها في النفايات يقلل من هدر البيئة، وقال ” تعلموا العادات المفيدة في البيت والمدرسة والعمل”، مبينا أن 33 في المائة من مساحات المساكن مهدرة بسبب الضيوف ، الذين يأتون في المناسبات، وربما لا يأتون أصلا ، فيظهر هنا الهدر في الصرف الزائد والإجهاد .
ورأى أن 90 في المائة من الحرائق تندلع بسبب توصيلات الكهرباء الرديئة، متسائلا ( كم عدد الذين يملكون جهازا ضد الحريق في مساكنهم ، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج ، وهذا الدرهم هو كايزن ) مشيرا إلى أن علاج كايزن يكمن في ( أسال قبل أن تجيب ) .
وعاد خبير التنمية البشرية للحديث عن شركة تويوتا التي كانت تنتج في بداية الخمسينيات الميلادية 20 ألف سيارة مقابل 3 ملايين تنتجها جنرال موتورز، أي أقل من 2 في المائة ، لكنها تفوقت عليها بدءا من العام 2008 بعدد مليون سيارة .
وفي العام 2003 كانت جنرال موتورز تنتج أكبر عدد من السيارات وبأسعار عالية، فحققت تويوتا أرباحا بلغت 8.3 مليارات دولار ، وهو ما يساوي أرباح أكبر ثلاث شركات أمريكية منتجة للسيارات ، وهي كرايسلر وفورد وجنرال موتورز مجتمعة، وقال ” كان يقف خلف هذا النجاح المذهل منهج التغيير للأفضل (كايزن) التي تتلخص في تقليل التكلفة ورفع الأرباح .
وقدم الانديجاني مقارنة بين اليابان والسعودية ، فالأولي مساحتها 398 كلم مربع ، فيما مساحة السعودية 2.150 كلم مربع ، وعدد السكان في اليابان 127 مليون نسمة ، وفي السعودية 27 مليونا فقط ، وتستورد اليابان 99 في المائة من النفط و96 في المائة من النحاس وغيرها من المواد الخام، ورغم انها من أكثر الدول فقرا في الأرض الصالحة للسكن أو الزراعة، إلا أنها دخلت تمثل إحدى الدول الصناعية الكبرى .
إن نهوض اليابان المحكومة بعد ثلاثة كوارث طبيعة ، تتمثل في الزلازل والاعاصير والبراكين مثل بركان فوجى، و( 70 ) في المائة من مواطنيها تعدت أعمارهم ( 50 ) سنة، جاء بعد دعوة الامبراطور ( هيروهيتو ) الذي رأى أن بلاد لا يمكن ان تتطور إلا بالتحول الي دول صناعية ، وقد كان، وذلك من خلال اعتماد وتبني منهجية كايزن ، التي تعني بالتغيير إلى الأفضل وحل المشكلات باقل تكلفة وبشكل مستمر وبمشاركة الجميع .
- ما القنوات التي تمكنك من الحصول على أخبار “المرور” الموثوقة؟.. توضح رسمي
- “الحج” تبدأ إصدار تصاريح حجاج الداخل.. غدًا
- مجلس الوزراء يؤكد مواقف المملكة الراسخة نحو إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم
- “الغذاء والدواء”: منتجات بدائل حليب الأم داخل المملكة خالية من السكر
- “فرع الشؤون الإسلامية” بالمدينة يُنظم سلسلة محاضرات دعوية بمساجد المدينة
- هدد مستخدمي إحدى المنصات.. ضبط مُواطن بالقطيف لمخالفته نظام “جرائم المعلوماتية”
- نائب أمير منطقة الجوف يطلع على سير العمل بالجامعة
- الإسعاف الجوي بالجوف ينقل مصاب تعرض لحادث دهس في منطقة صحراوية خلال 10دقائق
- تحظر التمييز الوظيفي وتعزز حقوقهم.. جوانب من اللائحة التنفيذية لنظام حقوق “ذوي الإعاقة”
- رئيس الطيران المدني: استراتيجيتنا تُرَكز على تمكين المنافسة والكفاءة لتحقيق الاستثمار ودعم تنمية الاقتصاد
- العلاج بالحمية الغذائية هو الوسيلة للشفاء من القولون العصبي
- «الخضيري» ينصح الراغبين في تقليل الوزن بالبعد عن المعجنات والسكريات والقلق والتوتر
- المالية: طرح معيار المحاسبة للقطاع العام «برامج منافع التقاعد»
- خليط بين “العاصوف” و”الإعصار”.. “الزعاق” يكشف عن أسباب حدوث “منخفض الهدير”
- قالب جبس للأطفال.. “صورة عن الجنف وعلاجه” يستعرضها “القصيم الصحي”
الاخبار الاقتصادية > خبير تنمية بشرية : “كايزن” أداة للتحسين والجودة والحفاظ على الموارد
24/08/2015 5:41 م
دعا في غرفة مكة لتطبيق منهجية يابانية للتغيير
خبير تنمية بشرية : “كايزن” أداة للتحسين والجودة والحفاظ على الموارد
مكة المكرمة ــ عمر الشيخ
مكة المكرمة ــ عمر الشيخ
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/2962632/