
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ المسلمين بتقوى الله عز وجل , مشيراً إلى أن من اتقاه جعل له من كل ضيق مخرجاً .
وقال في خطبة الجمعة اليوم “أيها المسلمون تتعاقب الأعوام وتتوالى الشهور والأعمار تطوى والآجال تقضى وكل شيء عنده بأجل مسمى ,وأن في استقبال عام وتوديع آخر فرص للمتأملين ومواعظ للمتعظين ,الموفق السعيد من يتخذ من صفحات الدهر وانطوائه وقفات للمحاسبة الجادة ولحظات للمراجعة الصادقة , والمؤمن في حاجة ماسة في كل وقت لمحاسبة نفسه وتقييم مساره .
وأوضح فضيلته أن الفوز والنجاة في محاسبة المؤمن النفس بنهيها عن الآثام وبزجرها عن الإجرام وبسوقها إلى موارد الخير وموارد البر , مستشهداً بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) .
وبين أن في سير السلف الصالح تذكير ووصايا بمحاسبة النفس ومعاهدتها في كل وقت وحين .
وقال فضيلته : تذكر أخي المسلم وأنت تودع عاماً وتستقبل آخر أن نجاتك في محاسبة نفسك وأن فوزك في معاهدة ذاتك ,تلك المحاسبة التي تكفك عن الملاهي وعن السيئات وتسوقك إلى فعل الأوامر والمسارعة إلى الطاعات ,ولا تكن أخي المسلم ممن يرجو الآخرة بغير العمل ويؤخر التوبة بطول الأمل , مستشهداً بقوله قال تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ? وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) , حاثاً المسلم على عدم تضييع الأعوام والأعمال سدى وتفويت السنوات غثا .
وبين فضيلته أن في انصهار عام وحلول آخر هو تذكير بأن هذه الدنيا لاتبقى على حال وعلى المسلمين أن يقفوا ويتذكروا أن العام الماضي قد مر على المسلمين وهم في محن عظمى ومصائب كبرى , متسائلاً هل يتعقل المسلمون أن الآمن والأمان مرهون بالتمسك بالإسلام والالتزام بحقائق القرآن والاعتصام بحبل الرحمن, وأن الأمة لن تحصل قوة ولن تبلغ مجداً ومكانة مرموقة حتى يتحقق في واقعها حياتها العمل الكامل الصادق الشامل بالإسلام عقيدة وشريعة علماً وعملاً حكماً وتحاكماً .
ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف المسلمون إلى التحلي بالإيمان بالله ورسوله والتوكل على الله جل وعلا والاعتماد عليه وحده والالتجاء إلى جنابه والتسلح بسلاح العقيدة الربانية فذلك الضمان الأوحد لاستقامة الأفراد واستقرار المجتمعات .